أعلن أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن انطلاق عملية صرف الدعم المالي المباشر لفائدة مربي الماشية ابتداء من نونبر المقبل، بالتوازي مع استكمال عملية ترقيم رؤوس القطيع، تنفيذا للتوجيهات السامية لجلالة الملك، الرامية إلى دعم الفلاحين ومربي الماشية في إطار برنامج إعادة تكوين القطيع الوطني.
وقال الوزير، في تصريح صحفي عقب اجتماع مجلس الحكومة، اليوم الخميس بالرباط، إن هذا البرنامج يأتي استجابة للظروف المناخية الصعبة التي أثرت على النشاط الفلاحي خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن الدعم الجديد يمثل تحولا نوعيا في طريقة مواكبة الكسابين، عبر منحهم حرية اقتناء الأعلاف التي تناسب احتياجاتهم، بدل اعتماد الصيغ السابقة للدعم غير المباشر.
وأوضح الوزير أن الدعم المباشر يتكون من شقّين، الأول دعم مباشر لاقتناء الأعلاف، والثاني عبارة عن منحة خاصة للحفاظ على إناث الأغنام والماعز. على أن يحدد الدعم حسب نوع الماشية وعدد الرؤوس المرقمة، وفق سلم تنازلي، من 150 إلى 75 درهما للرأس بالنسبة للأغنام، ومن 100 إلى 50 درهما للرأس بالنسبة للماعز، ومن 400 إلى 150 درهما للرأس بالنسبة للأبقار والإبل.
أما المنحة المخصصة للحفاظ على الإناث، تبلغ 400 درهم لكل أنثى من الأغنام، و300 درهم لكل أنثى من الماعز، وذلك وفق نتائج الإحصاء الوطني للقطيع المنجز ما بين 26 يونيو و11 غشت الماضي.
وكشف وزير الفلاحة أن صرف الدعم سيتم على دفعتين، حيث ستصرف الدفعة الأولى في بداية شهر نونبر المقبل، وتشمل الدعم الموجه لاقتناء الأعلاف، إضافة إلى مبلغ 100 درهم لكل أنثى من الأغنام أو الماعز. بينما الدفعة الثانية ستصرف ابتداء من فاتح أبريل 2026، وتهم 300 درهم للإناث من الأغنام و200 درهم لإناث الماعز، وذلك بعد التحقق من الحفاظ على الإناث المرقمة. كما شار إلى أن عملية ترقيم القطيع بلغت إلى حدود الشهر الجاري أكثر من 50 في المائة، ومن المنتظر أن تستكمل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
وفي ما يخص آليات تنفيذ عملية صرف الدعم، أوضح الوزير أنه تم إحداث منظومة مؤمّنة لتدبير وصرف الدعم المالي المباشر، بشراكة بين وزارة الفلاحة ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الداخلية، وبتعاون مع الصندوق الوطني للتقاعد والتأمين التابع لصندوق الإيداع والتدبير. مع الإعتماد على قاعدة بيانات وطنية دقيقة لتحديد المستفيدين وضمان عدالة توزيع الدعم، فيما سيتم تحويل المبالغ مباشرة إلى الحسابات البنكية للمربين، لتفادي أي وساطة أو تأخير في الأداء.
وأكد البواري أنه تم إحداث مركز اتصال خاص لتلقي استفسارات مربي الماشية، وتمكينهم من الحصول على المعلومات والإيضاحات حول طرق صرف الدعم، كما ستعبأ المصالح الجهوية والإقليمية لوزارة الفلاحة بشكل يومي لتجميع الشكايات والتنسيق مع اللجان المحلية التي يرأسها الولاة والعمال من أجل البت في الحالات المعروضة وضمان شفافية العملية. وأشار إلى أن الهدف من هذا النظام هو ضمان الأثر المباشر للدعم على الفلاحين الصغار، وتعزيز التواصل الدائم معهم، بما يسهم في استقرار النشاط الفلاحي وإعادة تكوين القطيع الوطني، مؤكدا أن الميزانية الإجمالية للبرنامج تبلغ حوالي 12.8 مليار درهم، وهي ميزانية "غير المسبوقة"، مخصصة بشكل مباشر لمربي الماشية، مع تركيز خاص على الكسابة الصغار الذين يشكلون عماد الاقتصاد القروي الوطني.