تستعد الدار البيضاء لدورة أكتوبر 2025، لكن جدول الأعمال هذه المرة يتجاوز الطابع الروتيني. ما يطرحه المجلس في جلسته الأولى يوم 7 أكتوبر، يهم مباشرة الحياة اليومية للسكان، من مصير أراضٍ استراتيجية وسط المدينة، إلى مستقبل مشاريع الأسواق والمرافق الصحية، وصولا إلى ملفات حساسة، مثل مقابر العاصمة الاقتصادية ومراكز علاج السرطان.
الجلسة ستُفتتح بتقرير رئيسة المجلس حول حصيلة الأشهر الماضية، قبل عرض تقارير تدبير المقاطعات من أبريل إلى شتنبر، وكشف الدعاوى القضائية ضد الجماعة. لكن ما ينتظر النقاش فعلا هو الملفات الثقيلة المدرجة في محور التعمير والممتلكات.
الأراضي بين النزع والاقتناء
من بين أبرز النقط إعلان المنفعة العامة لنزع ملكية أرضية عند ملتقى الزرقطوني وأنفا لإحداث معرض للصناعة التقليدية، إلى جانب تعديل المقرر القديم بخصوص كنيسة القلب المقدس وسط حديقة الجامعة العربية، حيث جرى تدقيق مساحتها في انتظار تحديد ثمن الاقتناء.
كما يُطرح ملف ضخم يتعلق باقتناء 309 هكتارات بمنطقة أولاد حريز لإحداث مجمع جهوي لتسويق المنتجات الفلاحية والغذائية والبحرية.
من الطرق إلى الفضاءات الثقافية
في باب الاتفاقيات، يتداول المجلس في أكثر من 40 مشروعاً: من توسعة طرق إقليمية وربطها بالطرق الوطنية، إلى إنشاء قاعات للألعاب الإلكترونية، وتهيئة أسواق ومركبات ثقافية.
لكن اللافت أن لائحة الإلغاءات تكاد تضاهي لائحة المشاريع الجديدة: إلغاء اتفاقيات تهم تجهيز مكتبات، مقابر، مراكز استقبال مرضى السرطان، بل وحتى مقصف موظفي الجماعة. وهو ما يعكس ارتباكا في التخطيط ويُشعر الساكنة أن القرارات تُعلن بسرعة لتلغى بسرعة.
ومن بين الملفات التي تهم الساكنة بشكل مباشر، مشروع اتفاقية لبناء وتجهيز فضاء استقبال خاص بمرضى السرطان في المستشفى الجامعي ابن رشد، إلى جانب تجديد الاتفاق مع معهد باستور للتلقيح ضد داء السعار.
كما يُطرح مشروع لإحداث مركز مرجعي للصحة الإنجابية وسجل للسرطان في مقاطعة سباتة، وهي خطوة طال انتظارها في مدينة تواجه ضغطا سكانيا هائلا على خدماتها الصحية.
مقابر "الغفران" و"الإحسان"
قضية المقابر حاضرة بقوة. إذ سيُعاد النقاش حول اتفاقيات تدبير مقبرة الغفران، وكذا إحداث مجموعة جماعية جديدة للإشراف على مقبرة الإحسان بسيدي حجاج. موضوع يكتسي حساسية اجتماعية خاصة، بالنظر إلى معاناة الأسر مع خصاص أماكن الدفن وارتفاع تكاليفها.
الأسواق والمرافق.. ملف دائم التأجيل
الساكنة التي تعبت من الأسواق العشوائية ستتابع باهتمام ما ستسفر عنه مناقشة تفويت أرضيات لمشاريع تجارية، وتهيئة سوق الألفة (دالاس) بتراب الحي الحسني.
لكن التجارب السابقة علمت سكان العاصمة الاقتصادية أن المشاريع التجارية الكبرى غالباً ما تتأخر أو تتعثر، تاركة المجال أمام الفوضى التي تنهك يوميا جيوب البيضاويين.