اتهامات تلاحق زيت الزيتون الإسباني.. والمغرب يخرج رابحا من الجدل

الصحراء المغربية
الخميس 04 شتنبر 2025 - 12:56

جدل واسع هزّ قطاع زيت الزيتون في إسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي اتهامات مثيرة مفادها أن علامات تجارية إسبانية عريقة مثل "كاربونيل" و"هوجي بلانكا" و"كويبي"، تعتمد في منتجاتها على الزيتون المغربي وتخلطه مع الزيتون المحلي قبل تعبئته وتسويقه على أنه "إسباني".

هذه المزاعم، التي تحولت إلى مادة خصبة لخطاب شعبوي يتحدث عن "غزو مغربي صامت" لسوق الزيت الإسباني، غذّت حالة من الشك لدى المستهلك الإسباني، وأثارت مخاوف حول مستقبل قطاع يمثل قرابة نصف الإنتاج العالمي من زيت الزيتون ويضخ أكثر من 3.2 مليار أورو سنويا في الاقتصاد الإسباني.

الحقائق تكشف زيف الادعاءات

لكن سرعان ما جاء الرد من الشركة المالكة لهذه العلامات، "ديوليو"، التي نفت، من خلال بلاغ رسمي، أي اعتماد على الزيتون المغربي، موضحة أن ما أثار الجدل يعود إلى ملصقات قوارير موسم 2022-2023 التي تضمنت عبارة "زيتون من داخل وخارج الاتحاد الأوروبي". وأوضحت الشركة أن السبب كان اضطرارها، بفعل موجة جفاف خانقة وحرارة استثنائية ضربت شبه الجزيرة الإيبيرية، إلى استيراد كميات محدودة من الزيت من دول مثل الأرجنتين وتشيلي وتونس، لكنها لم تشمل المغرب.

ومنذ غشت 2025، عادت هذه العلامات التجارية الثلاث إلى الاعتماد حصراً على زيت الزيتون الإسباني بنسبة 100%، بل عززت الشفافية عبر إطلاق رمز QR على كل قنينة، يتيح للمستهلك التحقق من مصدر الزيتون وظروف إنتاجه وتاريخ التعبئة.

توتر في السوق الإسبانية

الجدل لم يتوقف عند مسألة "المصدر"، بل امتد إلى مخاوف من موسم قياسي قد يفضي إلى فائض في الإنتاج خلال 2025/2026، وهو ما دفع وزارة الفلاحة الإسبانية إلى دراسة مرسوم تنظيمي يسمح بسحب بعض الكميات من السوق بشكل مؤقت لتفادي انهيار الأسعار وحماية الفلاحين. ومع أن هذه الخطوة ما تزال في مرحلة التشاور ولم تُعتمد بعد، فقد غذّت مخاوف جديدة لدى المستهلكين حول استقرار سوق الزيت الإسبانية.

المغرب.. الرابح الهادئ

في خضم هذه العاصفة الإعلامية والاقتصادية، يبرز المغرب كفاعل هادئ يعزز موقعه على الساحة الدولية. فالمملكة تُعد من كبار منتجي زيت الزيتون في الضفة الجنوبية للمتوسط، واستطاعت عبر استراتيجية "الجيل الأخضر" أن تضاعف استثماراتها في القطاع، سواء عبر تحسين الإنتاجية، أو رفع الجودة لتلبية المعايير الأوروبية والدولية.

إضافة إلى ذلك، يمنح الموقع الجغرافي للمغرب ميزة تنافسية قوية بفضل قربه من الأسواق الأوروبية، ما يجعله شريكا طبيعيا في ضمان التوازن الغذائي واستقرار الأسعار في حوض المتوسط. وبينما تواجه إسبانيا جدلا داخليا يهدد ثقة المستهلك، يظهر المغرب في صورة المورد الموثوق والجودة العالية، وهو ما يعزز صورته كقوة صاعدة في تجارة "الذهب السائل" العالمية، وفق محمد تامري، فاعل اقتصادي ورئيس جمعية مهنية بمدينة سرقسطة الاسبانية.
 




تابعونا على فيسبوك