أعلنت جامعة القاضي عياض، عن تنظيم النسخة الثانية من هاكاثون "Water4Future" "المياه من أجل المستقبل"، أيام 1 و2 و3 دجنبر المقبل بمجمع الابتكار، وذلك على هامش المؤتمر العالمي التاسع عشر للماء، الذي يعقد تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
وتهدف هذه التظاهرة العلمية، التي تطلقها الجامعة بالتعاون مع المركز الدولي للمياه التابع لليونسكو في مونبلييه، إلى تشجيع الابتكار، والإبداع وحل المشكلات في مجال إدارة المياه، سواء للحفاظ عليها، وتنقيتها، وتوزيعها، أو غيرها من الجوانب المتعلقة بهذه الموارد الحيوية.
وجاء هذا الحدث العلمي، استجابة للتحديات الملحة المتعلقة بالإدارة المستدامة للمياه في المغرب والعالم، حيث تعتبر قضية الماء من أكثر القضايا تعقيدا وترابطا مع أهداف التنمية المستدامة، وتأثيراتها تمتد لتشمل مجالات متعددة مثل التغير المناخي، الأمن الغذائي، الطاقة، الابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وتفتح هذه المسابقة، أمام جميع طلاب الجامعات المغربية، وتشكل فرصة لهم لإبراز روح الإبداع وتصور مشاريع ملموسة والالتزام في مواجهة التحديات الجوهرية المرتبطة بقضية الماء، واقتراح حلول مبتكرة ومستدامة تستجيب لحاجيات الغد، تتعلق بالماء والاستخدام المستدام لهذه المادة الحيوية في المستقبل، في ظل التغيرات المناخية والطلب المتزايد على المياه.
وسيستفيد الطلاب المشاركون، في هذه التظاهرة العلمية، من حصص تدريبية مكثفة ينشطها خبراء في مجالي المياه وريادة الأعمال، لتطوير أفكارهم والتحضير للمسابقة، وستتواصل الورشات والتدريبات على مدى 48 ساعة بمجمع الابتكار التابع للجامعة، لوضع الصيغة النهائية للمشاريع المقترحة من قبل الطلاب، وستعرض أفضل الأفكار أمام لجنة تحكيم وطنية ودولية رفيعة المستوى تضم خبراء وصناع قرار، وستمنح جوائز للفرق الثلاث الأولى، فضلا عن ذلك، ستستفيد الفرق الفائزة من مواكبة خاصة لتحويل مبادراتها إلى حلول ملموسة.
ويتيح الهاكاثون بيئةً مثالية تمكن الطلاب من التعلم وتبادل معارفهم وخبراتهم، كما يمكنهم من تطوير مهارات مختلفة مثل التعاون والإبداع وحل المشكلات، مما يهيئهم لرفع التحديات المقاولاتية التي قد يواجهونها في المستقبل.
ويوجد الماء في صلب عدد من الرهانات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ويحتل مكانة مركزية في أجندة الأولويات الوطنية.
ووفاء منها لمهمتها المتمثلة في النهوض بالابتكار والاستجابة للتحديات الوطنية، أطلقت جامعة القاضي عياض تكوينات جديدة مخصصة لتدبير الماء، كما باشرت إعادة هيكلة المركز الوطني للماء، قصد تعزيز قدرته على البحث والابتكار في هذا الميدان.
ويواجه المغرب بصفة عامة، وجهة مراكش-آسفي، على وجه الخصوص، أزمة مياه على نطاق غير مسبوق، وتهدد ندرة المياه، التي تفاقمت بسبب التغيرات المناخية والنمو السكاني، النظم البيئية والتنوع البيولوجي وسبل عيش ملايين الأشخاص، ومن مسؤولية الجميع الابتكار من أجل إيجاد حلول مستدامة تمكن من الحفاظ على هذا المورد الحيوي، مع ضمان الأمن الغذائي وتنمية المجتمعات.
يشار إلى أن النسخة الأولى من هذه التظاهرة العلمية، التي أُقيمت في يناير 2025، حول موضوع "الفلاحة والماء" شهدت مشاركة ما يقارب 100 طالب وطالبة ماستر من جامعة القاضي عياض، جرى انتقائهم من أصل 300 طالب عبروا عن رغبتهم في المشاركة، حيث عملوا لمدة 48 ساعة على تطوير حلول مبتكرة ملموسة للحفاظ على الموارد المائية، وتوجت بنجاح باهر بتتويج ثلاثة فرق متخصصة.