يعود مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء إلى الواجهة من جديد، بعد سنوات من الانتظار والتأجيل، إذ أعلن مجلس جماعة الدار البيضاء عن عقد دورة استثنائية يوم غد الثلاثاء 2 شتنبر 2025، للتداول والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة لتسريع إنجاز هذا الورش الحضري الضخم. الدورة ستنعقد في جلسة علنية بالقاعة الكبرى لمقر ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، وهو ما يعكس حجم الرهان الملقى على عاتق هذا المشروع.
المحج الملكي لم يكن مجرد تصور عمراني منذ بداياته، بل ارتبط بفكرة إعادة الاعتبار للمدينة ومنحها واجهة كبرى تليق بعاصمتها الاقتصادية. وقد تم الإعلان عنه قبل سنوات، لكنه ظل رهين تعثرات متعددة تتعلق بالتمويل والتنسيق المؤسساتي، ما جعل تنفيذه يتأخر عن أجندة المدينة التنموية.
اليوم، ومع دخول المغرب مرحلة التحضير لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، بات تسريع هذا المشروع أكثر من ضرورة. فالمحج الملكي، بحسب مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة المدينة، لا يمثل فقط محورا حضريا لتأهيل الفضاءات العامة وتحسين جاذبية العاصمة الاقتصادية، بل يعد أيضا ورقة رابحة لإظهار قدرة الدار البيضاء على استقبال ملايين الزوار في أجواء حضرية عصرية.
ويتوقع أن يشكل المشروع عند اكتماله واجهة معمارية وثقافية جديدة، تجمع بين وظائف متعددة من فضاءات عمومية خضراء ومسارات مخصصة للراجلين، إلى جانب تنظيم حركة السير وربط أحياء المدينة بمحاورها الاقتصادية، هذه الأبعاد تجعل من المحج الملكي مشروعا استراتيجيا، يتجاوز دوره المحلي ليصبح جزءًا من الصورة التي يسعى المغرب إلى تقديمها للعالم خلال تنظيم المونديال.
الانتظار الطويل للمشروع منح المدينة تجربة معقدة في إدارة الأوراش الكبرى، لكنه في الآن ذاته رفع سقف التطلعات لدى البيضاويين الذين يرون في هذا الورش رمزا لحقبة جديدة من التنمية الحضرية، ودورة المجلس ليوم غد الثلاثاء، قد تكون لحظة مفصلية، ليس فقط في إطلاق دينامية إنجاز المحج الملكي، بل في تكريس صورة الدار البيضاء كمدينة المستقبل قبيل احتضانها لمباريات من العرس الكروي العالمي سنة 2030.