أعلنت الهيئة الوطنية لتراجمة المغرب عن انطلاق أنشطتها بشكل رسمي، في خطوة تفتح المجال نحو تعزيز مهنة الترجمة والنهوض بحقوق المترجمين في المملكة، وقد تم انتخاب الدكتور الطيب بوتبقالت رئيسا للهيئة، ليشرف بذلك على مرحلة جديدة من العمل الجاد الذي يهدف إلى تحسين القطاع وتعزيز دوره على الصعيدين الوطني والدولي.
وتسعى الهيئة، في إطار برنامجها العملي الذي يتضمنه نظامها الأساسي، إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، في مقدمتها المساهمة في تنزيل مضامين الدستور الوطني، والدفاع عن الثوابت والقضايا الوطنية طبقا للمادة 12 روحا ونصا، كما تسعى الهيئة إلى تشجيع الترجمة بين العربية واللغة الأمازيغية من جهة واللغات الأجنبية من جهة أخرى، بما يسهم في تقوية الروابط الثقافية بين المغرب والعالم.
كما ركزت الهيئة في برنامجها على أهمية العمل من أجل توعية المواطن المغربي ورفع وعيه بأهمية الترجمة في حمايته من التضليل والدعايات المغرضة، إلى جانب العمل على تحسين وضعية المترجمين في السوق المغربية، من خلال تقنين المهنة والعمل على توفير بيئة من الشفافية والعقلنة بين العرض والطلب في سوق الترجمة بالمغرب.
ووفقا للهيئة، فإن تحسين ظروف العمل وتطوير مهارات المترجمين يعتبران من الأولويات الأساسية، حيث تسعى الهيئة لتوفير فرص التدريب والتوظيف لخريجي المعاهد والمدارس العليا المتخصصة في الترجمة، كما تولي اهتماما خاصا بالتعاون والتنسيق مع المدارس العليا والمؤسسات الجامعية المغربية والدولية المهتمة بميدان الترجمة، والإسهام في تنمية البحث الأكاديمي والمهني في علوم الترجمة والتواصل بين الثقافات، وكذلك تنظيم دورات تكوينية لفائدة المترجمين من أجل تطوير مهاراتهم العلمية والتقنية بما يتناسب مع احتياجات سوق الشغل.
وبالإضافة إلى تحسين الوضع المهني للمترجمين، تسعى الهيئة إلى تشجيع حركة النشر في مجال الترجمة والتواصل بين الثقافات، فضلا عن مناصرة القضايا العادلة ومناهضة كل أشكال العنف والتمييز والتطرف، فضلا عن إنجاز دراسات متخصصة لترسيخ وتعميم الترجمة الهادفة إلى تمتين المقومات الثقافية والحضارية المغربية، والعمل على إحداث مراكز على مستوى جهات المملكة من أجل تحقيق أهداف الهيئة الوطنية لتراجمة المغرب