وجه طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في المغرب نداء إلى أساتذتهم، داعين إياهم لكسر صمتهم وتوضيح موقفهم من الأزمة المستمرة في كلياتهم لأكثر من تسعة أشهر، وطالب الطلبة الأساتذة بالوقوف إلى جانبهم والتضامن معهم من أجل تحقيق مطالبهم، التي تسعى إلى الحفاظ على جودة التكوينات الطبية وتحسين كفاءة الأطباء والصيادلة في المستقبل.
وأوضح الطلبة أنه مرت تسعة أشهر على دخولهم المقاطعة المفتوحة، بعد ان استنفدوا جميع الحلول الممكنة لتفاديها، بما في ذلك الحوار والاستفسار، اللذان طبعهما حسن النية والإرادة القوية في المساهمة في إصلاح منظومة الدراسات الطبية والصيدلية، مؤكدين أن الدافع وراء هذه الخطوة هو غيرتهم على مهنة الطبيب والصيدلي، التي كانت حلما للكثير منهم، وأشاروا أن نبل مهنة الطبيب والصيدلي لا تضاهيها سوى نبل مهنة المعلم، وأن من يجمع بينهما يتمتع بشرف أكبر، ولكن هذا الشرف مقرون بتكليف عظيم.
وعبر الطلبة عن عدم تصورهم أن اعتراضهم على الاكتظاظ والضبابية البيداغوجية في جميع الشعب، بالإضافة إلى حذف سنة من التكوين الطبي، ودعوتهم لتغليب كفة الجودة على الكثرة، سيواجه بعدم دعم أصواتهم أو الإشادة بصمودهم، حيث وجدوا أنفسهم بمفردهم دون استنكار للقرارات "المجحفة" في حقهم، من توقيف وطرد وإغلاق أبواب الحوار، مع غياب التعاطي الرسمي الجاد والإرادة الصادقة في حلحلة الأزمة، وأعربوا عن أملهم أن تخرج الغالبية العظمى لأساتذتهم عن صمتهم، خاصة أولئك الذين يظهرون تضامنهم في كل لقاء عفوي ويدعون لهم بالتوفيق.
وفي هذا السياق، أكد مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، في تصريح لـ"الصحراء المغربية"، أن الأساتذة يتحملون مسؤولية كبيرة ومطالبون بالتعبير علانية عن موقفهم الصريح والواضح بشأن الأزمة المستعصية التي تعيش على وقعها كليات الطب والصيدلة العمومية والإجابة عن استفسارات الطلبة، باعتبارهم مكونا رئيسيا في هذه القضية التي وصلت لمنعطف خطير قد يعصف بمآل الطلبة الأطباء والصيادلة وبمستقبلهم تكوينهم.
ودعا المصدر ذاته أساتذة كليات الطب والصيدلة للتدخل والمساهمة بفعالية في إيجاد حلول للإشكاليات المطروحة، وأن يكونوا صوتا مساندا للطلبة عبر اتخاذ خطوات ملموسة من أجل حث الجهات المعنية على الاستجابة لمطالب الطلبة وتعزيز الحوار البناء لحلحلة الأزمة والوصول لتوافق يرضي جميع الأطراف المعنية.
ويأتي هذا في الوقت الذي لايزال ملف طلبة الطب والصيدلة بين يدي مؤسسة وسيط المملكة التي دخلت على خط الأزمة، بعدما فشلت جميع المحاولات والوساطات في تقريب وجهات النظر بين الطلبة المعنيين والجهات المسؤولة لإيجاد حلول توافقية حول النقاط الخلافية في الملف، أبرزها قرار تقليص سنوات الدراسة وزيادة عدد الوافدين، وهي الإجراءات التي تتشبث الحكومة بتنفيذها في إطار مشروع إعادة تأهيل المنظومة الصحية ومواجهة الخصاص في الكوادر الطبية، بينما يرى الطلبة أن هذه الإجراءات ستؤثر سلبا على جودة تكوينهم الطبي والصيدلي وتؤدي إلى تراجع كفاءتهم المهنية في المستقبل.
بالمقابل، تعتزم التنسيقية الوطنية لأساتذة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، عقد ندوة صحفية، الأربعاء المقبل بالرباط، لتسليط الضوء على موقفهم من أزمة كليات الطب والصيدلة، وتوضيح رؤاهم حول التحديات التي تواجهها الكليات واستعراض مقترحاتهم وحلولهم الممكنة لمعالجة الأزمة الحالية، وهي الندوة التي كان من المفترض تنظيمها أمس الجمعة وارتأى المصدر تأجيلها إلى الأسبوع المقبل.