دعا يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، اليوم الاثنين، من العيون، جميع الصحافيين العرب، إلى فضح مخططات التضليل وكشف الحقائق، مقترحا أن تمثل هذه الأهداف جزءا أساسيا من برنامج الاتحاد العام للصحافيين العرب، الذي شكل باستمرار صوت الضمير الحي، التحرري، للصحافة والإعلام.
ونوه، يونس مجاهد، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقاء العربي حول "السيادة الإعلامية: دفاعا عن العقل والوعي في مواجهة التضليل"، بالاتحاد العام للصحافيين العرب، الذي كان وما يزال، بحسب قوله، "هو البيت الذي يجمع الصحافيين العرب، ويشكل خيمة دافئة لهم في مواجهة الخطاب الذي يحاول تكريس الهيمنة الأجنبية والتضليل الذي يمارس على قضايا الشعوب العربية".
واعتبر مجاهد، في هذا السياق، أن "الاتحاد تأسس كقوة تحرير وتحرر، سواء تعلق الأمر بمواجهة مخططات الاحتلال والاستعمار والتدخل الأجنبي أو بالنضال ضد قمع حرية الصحافة والإعلام".
ووفق رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، فإن "المنتظر من هذا اللقاء المنظم بالعيون حاضرة الصحراء، أن يكون حلقة أخرى في مسلسل إعلاء شأن النقد والعقل والوعي، الذي دافع عنه باستمرار هذا الاتحاد العربي".
وبهذه المناسبة، أشار يونس مجاهد إلى أن المنطقة التي ينظم فيها هذا اللقاء، تتعرض لأخطر أشكال التضليل الإعلامي، الذي يمكن أن يشكل نموذجا لأبحاث أكاديمية حول الطريقة والمنهجية التي تزور فيها الحقائق التاريخية والجغرافية والقانونية والسياسية.
ويرى مجاهد أن "ما يحصل في هذه المنطقة من أساليب التضليل الإعلامي، ينبغي أن يدرس، كنموذج لأقسى وأخطر ما حصل من تزوير وتشويه للحق المغربي، وقد لعبت فيه الدعاية الغربية، وخاصة الإسبانية دورا كبيرا، لأن هذا البلد يسعى إلى إضعاف المغرب، حتى لا يتمكن من تحرير مدينتي سبتة ومليلية، والجزر المتوسطية، التي مازالت محتلة من طرف إسبانيا".
كما أكد أن "من بين ما تروج له أجهزة الدعاية الجزائرية والإسبانية، هي أن الصحراء المغربية تعيش يوميا مواجهات مع المتظاهرين، وأن السكان يعيشون في ظل طوق أمني رهيب، ويمكن لكل زائر للمدن الصحراوية أن يكتشف بنفسه هذه الأكاذيب، ويطلع على حقائق الأمور، فالحياة هنا عادية والناس يمارسون حقوقهم الدستورية بكل مسؤولية، ينتمون لأحزاب سياسية ونقابات وجمعيات ويشاركون في الانتخابات، ويمكن بسهولة معرفة من هم أعضاء البرلمان من الأقاليم الصحراوية والبلديات وغيرها، فهم أبناء هذه المنطقة، يتصرفون بكل حرية".
من جانبه، عبر مؤيد اللامي، رئيس الاتحاد العام للصحافيين العرب، عن سعادته، بتنظيم هذه الندوة، "في مدينة نعتز بها كثيرا، لأنها عانت كثيرا وجعلت المغرب يعاني أيضا في سنوات ماضية. هذه المدينة المغربية الأصيلة هي حصيلة شجاعة ونتاج جميع الشرفاء في هذا البلد وجميع الشرفاء حول العالم الذين وقفوا قبل 50 عاما من الآن في المسيرة الخضراء ليقولوا للعالم إن المغرب بعيونه وصحرائه هو بلد واحد".
وقال مؤيد اللامي، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للقاء العربي حول السيادة الإعلامية، إن "ملايين العرب شاركوا بالأمس المغاربة فرحة فوز منتخب المغرب بكأس العالم تحت سن العشرين، على بلد ليس بقليل، وليس في مستوى متوسط أو ضعيف. فالأرجنتين بلد ميسي وكبار الرياضيين في كرة القدم الذين قدموا للكرة العالمية الكثير، وتمكنوا من الحصول على بطولات كبيرة".
وبمناسبة هذا التتويج التاريخي، تقدم رئيس الاتحاد العام للصحافيين العرب، بتهانيه للشعب المغربي قاطبة.
ويرى مؤيد اللامي أن "السيادة الإعلامية أصبحت هاجسا حقيقيا لدى البلدان العربية بمواجهة هجمات غربية وغير غربية تحاول الولوج إلى دواخل قلوب شبابنا وبلداننا، بتضليل إعلامي حقيقي، مستغلين ذلك التقدم التكنولوجي الواسع الذي للأسف ربما لم نلحق به في الفترات الماضية، لكننا الآن سرنا على سكة هذا التطور، باعتبار أن تقدم تكنولوجيا المعلومات أصبحت مؤثرة في حياة كل المواطنين دون استثناء، وترى الجميع يبحث في هاتفه المحمول على وسائل التكنولوجيا الحديثة".
ولمواجهة هذا الوضع، أعلن اللامي أنه "يتحتم علينا أن نقف وقفة حقيقية بنماذج فعلية متطورة ونوعية حتى نواكب العالم ونتقدم عليه، لأننا إن تباطأنا قليلا، فالعالم سيغزونا بالفكر والثقافة، وسيخرج أجيالا من بلداننا تهواهم وترفضنا، وهذا شيء خطير جدا".
وفي هذا الصدد، قال رئيس الاتحاد العام للصحافيين العرب "أوجه كلامي لكل زملاء المغرب، خصوصا الأسرة الصحفية المغربية، وأقول لهم عليكم مسؤولية كبيرة للحفاظ على بلدكم وملككم وشعبكم ووحدة أراضيكم وعلاقاتكم مع العالم. يجب أن تنفتحوا حول العالم".
وفي سياق حديثه عن الوضع المزدهر الذي تعيشه الأقاليم الجنوبية، وخصوصا مدينة العيون، قال اللامي "جئت إلى العيون بعد قطع آلاف الأميال، وأنا واحد من الزملاء تنقلت بين خمسة مطارات، وقضيت أكثر من 22 ساعة طيران، لكن كنت تواقا إلى هذه المدينة المناضلة المجاهدة".
وأضاف "بالأمس عندما كنا نشاهد كل هذه الملاعب والمؤسسات الرياضية والثقافية والاجتماعية، في مدينة صحراوية كنا نسمع عنها ونقول إنها صحراوية وكأن الرمال تتحرك بوجه كل من يحضر، الآن الرمال ربما تصفق لكل من يحضر لأن هذه المؤسسات التي زرناها واطلعنا عليها في زيارة الأمس، تعبر عن إرادة وطنية حقيقية وإرادة شعبية، لأن تكون العيون مدينة متقدمة تضاهي المدن الكبرى والمتطورة".