في سياق الوساطة التي لجأ إليها طلبة الطب والصيدلة بالمغرب، دعت مؤسسة وسيط المملكة، مساء يوم الجمعة الماضي، أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، إلى اجتماع من أجل عرض المقترح الحكومي، الذي قدمه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، صباح اليوم نفسه، لوسيط المملكة، كحل للإشكاليات المطروحة والتي دفعت جموع طلبة كليات الطب والصيدلة العمومية إلى الدخول في مقاطعة مفتوحة لما يقارب عشرة أشهر.
وحسب مصادر من كليات الطب والصيدلة لـ "الصحراء المغربية" فإن الاجتماع الذي عقد مساء الجمعة، بين وسيط المملكة وممثلي طلبة الطب والصيدلة، استغرق تسع ساعات، حيث عرض الوسيط في مستهل الاجتماع نتائج وساطته في الأزمة المستمرة بين الطلبة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتم خلاله مناقشة دقيقة وشاملة لجميع النقاط الأساسية في الملف المطلبي الطلبة، وقدم ممثلو الطلبة دفوعاتهم من أجل تجويد بعض النقاط التي تضمنها المقترح الوزاري الجديد. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن المقترح الوزاري الذي قدمه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لمؤسسة الوسيط، لم يختلف كثيرا مقارنة بالعرض الحكومي الذي قدم في شهر يونيو المنصرم، حيث لا تزال الحكومة متمسكة بمدة التكوينات الطبية المحددة في ست سنوات، وإضافة سنة سابعة تكميلية مخصصة للتداريب، وأشارت المصادر إلى أن ممثلي الطلبة نقلوا هذه المقترحات إلى الطلبة من أجل الحسم في موقفهم بشأن قبول أو رفض ما توصلوا به من نتائج الوساطة الحالية التي تشرف عليها مؤسسة الوسيط.
وكانت مؤسسة وسيط المملكة تدخلت، في الخامس من شتنبر الجاري، على خط الخلافات القائمة بين طلبة كليات الطب والصيدلة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، واستقبلت ممثلي الطلبة لمناقشة المطالب والنقاط الخلافية، حيث استعرض ممثلو الطلبة أسباب ودواعي المقاطعة المفتوحة منذ دجنبر من العام الماضي، وتوصلت المؤسسة بملف شامل يتضمن جميع النقاط التي تم التوصل إلى توافق بشأنها مع الوزارة الوصية والنقاط التي ظلت عالقة، مما مهد الطريق لشروع المؤسسة في عقد اجتماعات مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من أجل تسوية الخلافات، وتعتبر هذه الوساطة أملا للطلبة في الوصول إلى أرضية مشتركة والتوافق حول الحلول الفعالة التي من شأنها دفعهم إلى إنهاء المقاطعة.