بائعو الكتب المستعملة مصدر أساسي للثقافة في دمشق

الخميس 03 يناير 2008 - 12:12
سوق الحميدية اشهر الاسواق في دمشق

تزدهر أسواق بيع الكتب المستعملة في شارع الحلبوني في وسط دمشق والذي يمثل بأرصفته التي تعج بالكتب المستعملة المصدر الأساسي للثقافة في المدينة.

وتجول الطالبة سمر مرة أو اثنتين كل شهر على باعة الكتب المستعملة باحثة عن كتب بعينها أو ملقية نظرة على ما قد يثير اهتمامها بين كتب متنوعة مستعملة في الفلسفة والاقتصاد وكتب يسارية للزعيم البلشفي لينين والزعيم الفيتنامي هو تشي منه وغيرهما وهي كتب تعود إلى العهد السوفياتي إلى جانب كتب ليبرالية إنجليزية وعربية وفرنسية كلها معا تجمعها قماشة مبسوطة على الأرض وخشبة صممها البائع خصيصا لهذا الغرض.

وقالت "إنهم ملوك الكتاب في هذه البلاد".

أتجه إليهم حيث أجد الكتب التي تهمني بسهولة أكثر من المكتبات وان لم أجدها فان سألت عليها سيأتون لي بها مباشرة".

وأضافت سمر، التي وقفت تبحث عن كتاب نادر لطه حسين "أمر في هذا الشارع كل فترة لأرى إن كان هناك كتب جديدة يمكنني أن أشتريها وإن كانت كتبا مستعملة لكنها تبقى جديدة بالنسبة لي".

كتب قديمة تآكلت أطراف أوراقها الصفراء المملوءة بكلمات عن الحب والحرب والسياسة والفلسفة والاقتصاد وغيرها افترشت الرصيف المحاذي للتكية السليمانية وسط دمشق لتشكل مصدرا جديدا قديما لثقافة شباب دمشق.

ويقف أبو عامر يوميا منذ الصباح الباكر أمام كتبه القديمة التي يصفها بإتقان على سور التكية منتظرا الباحثين عن كتب رخيصة أو نادرة لكنها الافضل على حد وصفه.

وقال ابو عامر الذي رفض دكر اسمه خوفا من الشرطة "اي نوع او شكل من الكتب يمكنك أن تجدها لدي إننا الأفضل لأننا لسنا كالمكتبات التي أصبح أصحابها لا يبيعون سوى كتب التقنية والدين لدينا كل شيءوبأسعار وجودة عالية بالنسبة لبضاعة مستعملة".

وقال أبو عامر، الذي يبيع الكتب على الرصيف نفسه منذ ما يزيد عن 15 عاما "الكتب في الغالب أصبحت تعامل بالكمية وبالشكللم يعد هناك سوى فئة محددة من المثقفين الذين يعرفون ماذا نعرض على هذا الرصيف وما قيمته الحقيقية ولهذا يأتون الينا".

ويجادل أبو عامر فتاة أتته لتشتري رواية الجريمة والعقاب بجزأيها التي لم تجدها في المكتبات المجاورة بطبعتها القديمة كما أنها كانت تبحث عن سعر أفضل ليبيعها الجزءين في النهاية بثلاثة دولارات.

وعرفت أرصفة الشارع الممتد من أسفل مركز تجمع حافلات النقل الداخلي وصولا إلى محطة الحجاز الأثرية، منذ سنوات، كمركز أساسي للكتب المستعملة والنادرة كما للكتب الرخيصة حيث يجد المثقفون متسعا لالقاء نظرة أثناء تسكعهم في الطريق على الجديد في تشكيلة كبيرة من الكتب المنتشرة على أرصفة أحد أكثر شوارع دمشق اكتظاظا.

وقال شحادة الأحمد أحد بائعي كتب الرصيف "قد لا يكون كشارع المتنبي في بغداد حيث يتجمع باعة الكتب على أرصفة ذلك الطريق لكننا تجمعنا حيث يمر اغلب قرائنا".

وأضاف الاحمد قائلا "أكثر الكتب رواجا لدينا هي الروايات نبيعها لموظفين وشباب يحاولون ان ينموا ثقافتهم وبعض المثقفين القدامى فالثقافة اصبحت موضة قديمة وقلة هم من يهتمون بها لذلك أصبح الكتاب يباع ويشترى بهذه الطريقة.

"أليس حراما أن يوضع الكتاب على الرصيف" .

وقال الأحمد "إنها أيام عصيبة على الكتب فالناس فقيرة ومن كان على استعداد لدفع 500 ليرة في كتاب أصبح يريده بنصف القيمة وهذا ما نفعله".

وتسأل الأحمد عن أي كتاب ليبدأ مباشرة بالبحث في ذاكرته ويسرد لك تاريخه وتاريخ كاتبه وسعره القديم وكم من الوقت يلزمه لإحضاره لك وبكم.

وتستفيد بسطات الكتب من إمكانية بيعها بأسعار أقل من المكتبات، التي يتوجب عليها دفع رسوم وأجور للمكان والكهرباء خلافا لحالة بائعي الطريق، مما دفع ببعض بائعي الكتب الجديدة حتى إلى افتراش الأرض بكتبهم، محاولين التواصل مع فئة القراء ضعيفة الميزانية التي تقصد الأرصفة لشراء حاجتها.

وتجد في بسطة مفيد زيد التي يضعها منذ عدة أعوام في أحد الشوارع الفارهة في دمشق كتبا جديدة ومن أفضل الأنواع.

وقال زيد »من كل قطر أغنية " أرخص وأكثر تنوعا وأقرب إلى الناس هذه هي بسطتي الصغيرة التي أضعها كل يوم منذ الصباح حتى آخر الليل لأسهل القراءة على الناس".

وقال زيد "على الثقافة التنازل أحيانا عن بعض من مظاهرها الفارهة لتتمكن من الوصول إلى الناس الروايات هي الأكثر بيعا".




تابعونا على فيسبوك