تجار اللحوم اليابانيون يطالبون بتعويضات مالية من واشنطن

الأحد 05 فبراير 2006 - 13:07
أزمة بين واشنطن واليابان حول جودة اللحوم المصدرة

قالت تقارير إخبارية إن اتحاد تجار اللحوم في اليابان طالب الحكومة الأميركية برد 1.4 مليار ين 11.83 مليون دولار ثمن 1380 طناً من لحوم الأبقار استوردها أعضاء من الاتحاد ورفضت سلطات الجمارك اليابانية دخولها بسبب عدم مطابقتها للمواصفات اليابانية .

وأشارت وكالة جيجي برس اليابانية للأنباء إلى أن حكومة طوكيو كانت قد أعادت فرض حظر على استيراد اللحوم الأميركية في 20 يناير الماضي بعد تجاهل المصدرين الأميركيين المواصفات والاشتراطات التي حددتها اليابان لاستئناف استيراد لحوم الأبقار من الولايات المتحدة بعد نحو عامين من الحظر خوفا من انتقال مرض جنون البقر.

واعترف المسؤولون الأميركيون بوجود أجزاء اشترطت اليابان عدم وجودها في اللحوم المصدرة إليها وقدموا اعتذارا للحكومة اليابانية وقالوا إن تحقيقاً رسمياً يجري بشأن القضية.

كانت اليابان قد فرضت حظرا على استيراد اللحوم من الولايات المتحدة عام 2003 بعد ظهور إصابة بمرض جنون البقر في الأخيرة .

وفي دجنبرالماضي رفعت الحظر بعد أن اشترطت على الولايات المتحدة عدم تصدير أي أجزاء من الذبائح تزيد خطر انتقال مرض جنون البقر مثل الحبل الشوكي وغيره من مكونات النظام العصبي ضمن الشحنات القادمة لليابان.

وأدى عدم التزام المصدرين الأميركيين بهذه الشروط إلى إعادة فرض الحظر من جديد
وفي سياق متصل قال توماس شيفر سفير الولايات المتحدة لدى طوكيو، ان الكونغرس الأميركي "نفد صبره" في ما يتعلق بالحظر الياباني على واردات لحم البقر الأميركي، مضيفا انه يأمل في إمكان تسوية المسألة خلال "فترة قصيرة نسبيا" .

وأعادت اليابان التي ظلت طويلا أضخم سوق لصادرات لحم البقر الأميركي فرض حظر على اللحم الأميركي في 20 يناير بعد أن اكتشف مفتشون أجزاء من الحبل الشوكي التي يقول الخبراء انها تنطوي على خطر مرض جنون البقر في لحم جرى شحنه من نيويورك.

وقال شيفر لمجموعة صغيرة من الصحافيين " ما سيكون أمراً مؤسفا للغاية ان يصبح ذلك هو شرارة بدء حرب تجارية" .
وأضاف "ليس لدى أي شك في أن الكونغرس الأميركي نفد صبره في ما يتعلق بهذه المسألة وذلك ليس بالوضع الجيد.

وقال شيفر إن تقريرا بشأن نتائج تحقيق أميركي حول كيفية حدوث تلك الواقعة سيتم الانتهاء منه على الأرجح الأيام المقبلة وسيرفع إلى اليابان للرد عليه فيما يتعلق بكيفية وضع نظام لمنع تكرار الواقعة.

وفرض الحظر لأول مرة بعد اكتشاف مرض جنون البقر في الولايات المتحدة في ديسمبر 2003 لتتوقف تجارة حجمها السنوي نحو 1.3 مليار دولار.
وكانت الحكومة اليابانية أمرت بفحص كامل كمية لحم البقر التي تمّ استيرادها من الولايات المتحدة في دجنبر .

وطالب الوزير في الحكومة اليابانية شينزو أبي بشرح مفصل من الجانب الأميركي إزاء انتهاك بنود معاهدة ثنائية بشأن اللحوم .
وكانت اليابان أخذت إجراءات بحظر استيراد لحوم الأبقار الأميركية بعد أن عثر المفتشون اليابانيون على عظام للعمود الفقري والتي تحمل مخاطر احتوائها على مرض جنون البقر، في شحنة لحوم العجول الأميركية، وفق وكالة أسوشيتد برس.

واعتبر المسؤولون اليابانيون أن انتقادهم مبرر للمفتشين الأميركيين بسبب سماحهم بتمرير مواد ممنوعة في شحنة اللحوم.
ويتزامن هذا التطور مع لقاء أجراه نائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك مع مسؤولين يابانيين، حيث تعهّد فيه التزام الولايات المتحدة مستقبلا ببنود المعاهدة
وقال الوزير الياباني أبي إن واجب الولايات المتحدة هو التدقيق وبحزم في ظروف استئناف تصدير اللحوم، والتحقق من أسباب وجود مواد ممنوعة في شحناتها .

وأضاف أنه في غضون ذلك يحظر استيراد اللحوم الأميركية، لحين تقديم الإدارة الأميركية تقريرا مقنعا حول كيفية حصول مسألة الانتهاك وما هي الإجراءات التي ستتخذها لمنع تكرار ذلك.

وبموجب اتفاقية ثنائية بين واشنطن وطوكيو يحظر على الولايات المتحدة تصدير عظام العمود الفقري والنخاع الشوكي ودماغ الأبقار وأجزاء أخرى يحتمل احتواؤها المرض الخطير إلى الأسواق اليابانية.

يشار إلى أن الولايات المتحدة سجّلت خسارة في سوق صادرتها من لحوم الأبقار ـ بشكل كلي تقريبا ـ عقب أيام فقط من اكتشاف أول حالة محلية من الإصابة بمرض جنون البقر، وذلك بعد أن حظرت عشرات الدول استيراد أي لحوم منها.

وقال غريغ داود الاقتصادي في مؤسسة لحوم العجول الوطنية التي تتخذ من دنفر مقرا لها، إن الولايات المتحدة ستخسر نحو6 ملايير دولار في السنة من صادراتها بسبب المرض
وأوضح داود قائلا "لقد خسرنا نحو 90 % من سوق صادراتنا في الأيام الثلاثة الأولى فقط" .

في حين أشار كيث كوينز، رئيس الخبراء الاقتصاديين بوزارة الزراعة الأميركية، إلى أن من المحتمل أن لا يرى السوق أية آثار اقتصادية ظاهرة لقضية مرض جنون البقر حتى تزداد حدة المسألة بعد الأعياد، موضحا أن 10 % فقط من اللحوم تم تصديرها. وكانت كل من الصين وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وتايوان وأستراليا أعلنت ، حظر استيراد لحوم الأبقار الأميركية، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة ظهور أول حالة لمرض جنون البقر على أراضيها.

وتعتبر اليابان أكبر مستورد للحوم الأميركية في العالم، وتستورد سنويا ما تقدر قيمته بـ 843 مليون دولار أميركي، تليها المكسيك، ثم كوريا الجنوبية التي تستورد سنويا بحوالي 610 مليون دولار أميركي .




تابعونا على فيسبوك