المغرب يطلق أول محطة عائمة للطاقة الشمسية لتعزيز أمنه الطاقي

الصحراء المغربية
الخميس 09 أكتوبر 2025 - 13:22

في سابقة وطنية تعكس طموح المغرب في الجمع بين الابتكار الطاقي والحفاظ على موارده المائية، تم إطلاق محطة عائمة للألواح الشمسية على سطح خزان سد وادي الرمل بطنجة. ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه في المملكة بهذا الحجم، في إطار دعم الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى رفع حصة الطاقات المتجددة إلى أكثر من 52% في أفق سنة 2030.

تمتد المحطة على مساحة تناهز 10 هكتارات، وتضم حوالي 22.624 لوحًا شمسيًا مثبتة على 404 منصات عائمة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 13 ميغاواط. وإلى جانب دورها في تزويد ميناء طنجة المتوسط بالكهرباء النظيفة، توفر هذه التقنية حماية إضافية للموارد المائية من خلال تقليل تبخر المياه بفعل أشعة الشمس، وضمان استقرار المنصات رغم تقلبات منسوب السد الذي قد يبلغ ارتفاعه 44 مترًا.

وأشار مختصون إلى أن هذا المشروع يشكل خطوة جديدة في مسار المغرب نحو تقليص اعتماده على الطاقات الأحفورية وتعزيز ريادته الإقليمية في مجال الطاقات النظيفة. كما يجسد إصرار المملكة على مواجهة التحديات المناخية، وخاصة ندرة المياه والجفاف، من خلال حلول مبتكرة تجمع بين أمن الطاقة واستدامة الموارد الطبيعية.

وجرى اختيار خزان سد وادي الرمل بإقليم الفحص أنجرة نظرًا لموقعه الاستراتيجي واتساع مساحته المائية، ما يوفر ظروفًا مثالية لتركيب الألواح العائمة واستغلال الطاقة الشمسية بأعلى كفاءة. كما يسهل الوصول إلى السد بفضل البنية التحتية القائمة للميناء، مما يتيح عمليات تشغيل وصيانة سلسة، ويجعل من الموقع نقطة انطلاق لتجربة وطنية رائدة في إنتاج الطاقة النظيفة.

ويعتبر المشرفون على المشروع أن هذا الإنجاز يشكل محورًا أساسيًا في استراتيجية ميناء طنجة المتوسط، الهادفة إلى تغطية 100% من احتياجاته الكهربائية من مصادر متجددة. وتؤكد هذه المبادرة التزام الميناء بالمعايير البيئية العالمية، كما تعزز قدرته التنافسية كنموذج لوجيستي مستدام في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

ويندرج المشروع ضمن برنامج استثماري ضخم بقيمة 2 مليار درهم، يشمل أيضًا تجهيز الميناء بنظام الإمداد بالكهرباء من الشاطئ (OPS)، الذي يتيح للسفن استخدام الطاقة النظيفة أثناء رسوها، مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية.

تجدر الإشارة إلى أن ميناء طنجة المتوسط حصل في دجنبر 2024 على شهادة ISO 50001، تأكيدًا لجهوده المستمرة في تحسين كفاءة الطاقة. وتشكل هذه المشاريع مجتمعة ركيزة أساسية لترسيخ مكانة الميناء كفاعل رئيسي في مجال الملاحة البحرية المستدامة، بما يتماشى مع أهداف المنظمة البحرية الدولية (IMO) الرامية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.




تابعونا على فيسبوك