مراكش .. برامج تنموية كبرى تحول المدينة العتيقة إلى فضاء معماري مميز

الصحراء المغربية
الخميس 27 يوليوز 2023 - 10:49

حظيت المدينة العتيقة لمراكش المصنفة منذ سنة 1985 من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم"اليونسكو" ضمن لائحة التراث العالمي، بعدد من البرامج التنموية الكبرى لتعزيز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية كوجهة عالمية متميزة، وذلك بفضل العناية السامية التي ما فتئ يوليها جلالة الملك محمد السادس للنهوض برأسمال اللامادي والروحي والثقافي للمدينة العتيقة.

ويتعلق الأمر بكل من برنامج "مراكش الحاضرة المتجددة 2014 - 2017" وهو برنامج طموح يعكس إرادة جلالة الملك محمد السادس القوية في ضمان تطور متوازن ومندمج ومستدام للمدينة الحمراء، والذي من شأنه الارتقاء بها إلى مستوى الحواضر العالمية الكبرى وتحسين بنياتها التحتية السوسيو ثقافية والرياضية، وتطوير مؤشرات التنمية البشرية بها وفق أجدث المعايير البيئية والمستدامة، وبرنامج " ترميم وتأهيل المدارات السياحية والروحية 2017-2019" الرامي إلى حماية مختلف معالم الذاكرة الوطنية والنهوض بالرأسمال اللامادي والروحي والثقافي والمعماري لمدينة مراكش، إضافة إلى برنامج "تتمين المدينة العتيقة لمراكش 2018-2022" الذي يهدف الى تتمين المآثر التاريخية وتأهيل مجموعة من الفنادق العتيقة وتأهيل القساريات القديمة وترميم الواجهات، الى جانب وضع لوحات للعنونة والتشوير، ولوحات إخبارية ومنصات تفاعلية للمعلومات، فضلا عن الرفع من مستوى دخل الحرفيين والاهتمام بالصناع التقليديين وتنمية الاقتصاد الاجتماعي.

وتكتسي المدينة العتيقة بمراكش، التي دخلت عهدا جديدا من مسار تعزيز اشعاعها وجاذبيتها، أهمية كبيرة ضمن النسيج المعماري للمدينة الحمراء، كما أنها تتوفر على مؤهلات مهمة تجعل منها رافدا سياحيا وثقافيا متميزا قادرا على تعزيز مكانتها ضمن خريطة التراث العالمي الإنساني.

وارتدت المدينة العتيقة بمراكش التي تشكل إرثا حضاريا وإنسانيا وثقافيا، حلة جديدة بعد تحولها إلى فضاء معماري وحضري برونق جميل ومتميز بفضل المشاريع المنجزة في إطار برنامج تثمين المدينة العتيقة، والذي تم التوقيع على اتفاقية شراكة بشأن تمويله تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ماي 2018، والأوراش التنموية الكبرى التي لازالت قيد الإنجاز.

وساهمت المشاريع المنجزة وتعدد الأنشطة والمشاريع المبرمجة في إطار هذا الورش لتأهيل المدينة العتيقة بمراكش والذي يروم أيضا تطوير الإطار المعماري لهذه المدينة المتحف والمحافظة على موروثها التاريخي والمعماري، في تغيير معالم المدينة العتيقة بمراكش لترسخ المكانة التي تحظى بها المدينة الحمراء باعتبارها الوجهة السياحية الأولى بالمملكة، بفضل الرؤية الملكية المتبصرة في مجال حماية وتثمين المدن العتيقة من أجل الحفاظ على اشعاعها والتي أضحت دعامة حقيقية لتأهيل المدن العتيقة بالمملكة، من خلال اعتماد جيل جديد من البرامج الرامية إلى تثمين هذا النسيج الحضري.

وتروم هذه المشاريع، التي انتهت الأشغال ببعضها فيما توجد الأخرى في طور الإنجاز، إلى صون التراث التاريخي للمدينة العتيقة لهذه الحاضرة التاريخية وتقوية وتوطيد بعدها السياحي والثقافي على الصعيد الدولي، وتترجم الإرادة الراسخة لجلالة الملك محمد السادس لحماية الذاكرة الوطنية علاوة على تثمين الرأسمال اللامادي والديني والثقافي والمعماري لمدينة مراكش، وتعزيز مكانة هذه "الحاضرة المتحفية" كوجهة سياحية بارزة بالمغرب والنهوض بشروط عيش الساكنة.

وفي هدا الإطار، عملت الوكالة الحضرية لمراكش على التعبئة الشاملة لأطرها بغية مواكبة البرامج التنموية الكبرى بالمدينة العتيقة لمراكش، والحرص على دراسة مختلف التصاميم المتعلقة بالمشاريع المندرحة في إطار هذه البرامج التنموية وتتبع أشغال انجاز المشاريع في احترام تام للخصوصيات المعمارية الأصيلة والمميزات العمرانية والهندسية، مع الاهتمام بالمواقع الأثرية والمحافظة على الموروث العمراني والمعماري العتيق والعناية بالتراث المادي واللامادي للمدينة القديمة لمراكش.

ويروم برنامج تثمين المدينة العتيقة لمراكش، تحسين ظروف عيش ساكنة المدينة العتيقة، وجعل هذا النسيج الحضري قطبا سياحيا واقتصاديا بامتياز وفق رؤية تقوم على المزج بين الأصالة والمعاصرة في إطار مقاربة تشاركية.

ويسعى هذا البرنامج الطموح، والذي يتطلب استثمارات ب 484 مليون درهم، وبمساهمة لصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تقدر بـ150 مليون درهم، إلى اعطاء دفعة جديدة للجهود الرامية إلى استثمار المؤهلات السياحية لهذا الموروث التاريخي وجعله رافعة للتنمية السوسيو اقتصادية بالمدينة.

ويروم هذا البرنامج تأهيل وترميم 18 ممرا سياحيا على طول 21.5 كلم، وترصيف الأزقة، وتحسين المشهد العمراني للواجهات، تأهيل الفضاءات العمومية وتهيئة 6 مرائب للسيارات (930 موقف)، اثنين منها تحت أرضيين.

كما يهم هذا البرنامج ترميم وتأهيل 6 فنادق عتيقة (مولاي بوبكر، والغرابلية، واللبان، والشماع، والقباج، ولهنا)، وكذا المآثر والحدائق التاريخية (حديقة الكتبية، وحديقة قصر البلدية، وحديقة أكدال باحماد، وجنان العافية، وحديقة الزنبوع)، بالإضافة إلى تأهيل ساحة جامع الفنا، وتقوية نظام التشوير والإنارة العمومية، ووضع منصات تفاعلية للمعلومات السياحية، والرفع من جودة البيئة من خلال وضع محطات لقياس جودة الهواء.

وتجسيدا لمبادئ الحكامة الحيدة ورغبة في تتبع أفضل لجميع المشاريع التنموية الكبرى بالمدينة العتيقة ، يتم تنظيم زيارات ميدانية لمختلف الأوراش بشكل مستمر سواء على مستوى الوكالة الحضرية لمراكش بتنسيق مع الجهات المعنية.

من جهة أخرى، كشفت تدخلات "خلية المدينة القديمة" التي تم إحداثها بالوكالة الحضرية لمراكش، للمحافظة على المدينة العتيقة للمدينة وصيانة موروثها الثقافي والتاريخي، المادي واللامادي، عن تنظيم زيارات ميدانية لمختلف دروب المدينة العتيقة لمراكش، بغية الوقوف على وضعية الفنادق القديمة وطبيعة الأنشطة المزاولة بها بهدف ترميمها وتحسين ظروف اشتغال الحرفيين.

كما قامت "خلية المدينة القديمة"، التي عهد إليها تتبع الدراسات المتعلقة بالمشاريع التنموية الكبرى بالمدينة العتيقة لمراكش والمساهمة في إعداد وثائق مرجعية للمحافظة على الموروث التاريخي والحضاري، بجرد34 سقاية لتتمينها وصيانة ذاكرتها التاريخية ضمنها 3 سقايات مصنفة ضمن لائحة المواقع والمآثر التاريخية على المستوى الوطني و16 سقاية ذات طابع تقليدي وقيمة معمارية أصيلة.

ومنذ إحداثها، شرعت "خلية المدينة القديمة" في إعداد ميثاق الهندسة المعمارية للمدينة العتيقة لمراكش، من أجل الحفاظ على الخصوصيات المعمارية والعمرانية الأصلية للمدينة العتيقة وتتمين العناصر الهندسية المحلية، والذي يشكل دليلا مرجعيا وتوجيهيا لجميع المتدخلين والفاعلين، قصد أخده بعين الاعتبار أثناء انجاز التصاميم المعمارية للبنايات بالمدينة القديمة وكذا خلال القيام بعمليات التهيئة والترميم.

كما عملت "خلية المدينة القديمة" وفق رؤية شمولية على إعداد مشروع تصميم التهيئة وإنقاذ المدينة العتيقة لمراكش، الذي يشمل مقاطعة مراكش المدينة وجماعة المشور القصبة داخل الأسوار، وهو مشروع يرمي إلى المحافظة على هذا التراث التاريخي العريق وصيانة الذاكرة المراكشية وتتمين الموروث اللامادي والثقافي والحضاري الأصيل، في احترام تام للمعايير الدولية للمحافظة على الأنسجة العتيقة المصنفة، باعتماد مقتضيات تعميرية محينة ومرنة وقادرة على تشجيع الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال، وتأطير أفضل للتدخلات العمرانية والمعمارية.

وبالنظر إلى حركة التنقل المتزايدة بالمدينة العتيقة لمراكش والتي تعاني عددا من الاكراهات على مستوى حركية السير والجولان والتنقل وكذا التشوير، والعدد الكبير للزوار والسياح والإقبال المتزايد الذي تعرفه ساحة جامع الفنا، عملت "خلية المدينة القديمة"، بإعداد دراسة لتنظيم حركة السير والجولان بالمدينة، تروم وضع رؤية إستراتيجية وفق مقاربة استباقية لمعالجة اكراهات حركية السير والتنقل بالنسيج العتيق لمراكش، وتوفير عدد من المواقف الخاصة بالسيارات والدراجات لسد الحاجيات المستقبلية التي ستعرفها المدينة العتيقة، وتنمية الحركة الاقتصادية والسياحية والنهوض بمستوى عيش الساكنة داخل المدينة العتيقة لمراكش.

وعملت مصالح الوكالة الحضرية لمراكش، وفق رؤية شمولية على إعداد مشروع تصميم التهيئة وانقاد المدينة العتيقة لمراكش، الذي يشمل مقاطعة مراكش وجماعة المشور القصبة، بتنسيق مع كافة الفرقاء والشركاء، وهو مشروع يرمي إلى المحافظة على هذا التراث التاريخي العريق وتعزيز جاذبية النسيج العتيق، الاقتصادية والسياحية وتحسين بنياته التحتية.

وحسب مسؤولي الوكالة الحضرية لمراكش، فإن إعداد مشروع تصميم تهيئة وإنقاذ المدينة العتيقة لمراكش وجماعة مشور القصبة داخل الأسوار، يعتبر بمثابة آلية عمل لمنح هذه المدينة الألفية التأطير العمراني اللازم وضمان صيانة الموروث التاريخي والثقافي في احترام تام للخصوصيات العمرانية والمميزات الهندسية المتميزة، مبرزين أنها وثيقة من الجيل الحديد تتضمن لأول مرة إضافة إلى مقتضيات التهيئة، مقتضيات تنص على إنقاذ المدينة العتيقة لمراكش، لضمان المحافظة على هذا التراث التاريخي العريق وصيانة الذاكرة المراكشية وتتمين الموروث اللامادي والثقافي والحضاري الأصيل، في احترام تام للمعايير الدولية للمحافظة على الأنسجة العتيقة المصنفة.

ومن بين أهداف هذا المشروع، حسب مسؤولي الوكالة الحضرية، المحافظة وصيانة نسيج المدينة العتيقة، وتأهيل وتتمين المشهد العمراني للمدينة العتيقة،وإعادة استغلال المرافق الشاغرة، ومعالجة الاختلالات والتحولات العمرانية داخل المدينة القديمة.

 

البرامج التنموية الكبرى

++ برنامج مراكش الحاضرة المتجددة 2014-2017

مشروع التأهيل الحضري لحي قبور الشهداء

مشروع التأهيل الحضري لحي الزرايب

مشروع التأهيل الحضري لحي الملاح

++ برنامج المدارات الروحية والسياحية 2017-2019

تأهيل وترميم الممر الروحي لسبعة رجال على طول 7 كلم

تأهيل وترميم الممر السياحي من دار الباشا الى ساحة بن يوسف على طول يقارب 1.5 كلم

++ برنامج تتمين المدينة العتيقة لمراكش 2018-2022

تأهيل وترميم 18 ممر سياحي وترصيف الأزقة على طول 21 كلم

تأهيل وترميم 6 فنادق عتيقة و5 حدائق تاريخية.

ترميم 10 مواقع تاريخية وانجاز وتهيئة 6 مرآب للسيارات 4 منها فوق أرضية و2 تحت أرضية.

تأهيل الساحات والفضاءات العمومية من خلال تهيئة ساحة جامع الفنا ووضع معدات مكافحة الحريق وكاميرات المراقبة.

وضع 2000 لوحة للعنونة على طول 100 كلم، و200 لوحة للتشويرو100 لوحة إخبارية و10 منصات تفاعلية للمعلومات.

تهيئة أسطح المطاعم والمقاهي بأشكال هندسية من الخشب بطرق تقليدية

انطلاقا من أهمية المحافظة على النسيج العمراني المتميز للمدينة العتيقة لمراكش والعمل على تأهيله وتتمينه بشكل متناسق ومتوازن، ووعيا بالإشكالات التي يطرحها استغلال الأسطح والزيادات في علو البنايات بطرق غير قانونية تنعكس سلبا على المنظر العام للمدينة، وأمام استغلال عدد من المطاعم والمقاهي خاصة المطلة على الساحات العمومية والمآثر التاريخية للأسطح، واعتمادا على دور المقاهي والمطاعم في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية للمدينة العتيقة لمراكش، تم السماح بتهيئة أسطح المطاعم والمقاهي بالعناصر المصنوعة من الخشب بالطرق التقليدية كالأقواس والشرفات والنقوش والزخارف وغيرها من الأشكال والأنواع الحرفية العريقة، مع احترام مسافة التراجع 1.5 متر عن الواجهات المطلة على الأزقة مع العمل على تزيينها بالاغراس والنباتات، وعدم تجاوز

الأشكال والعناصر الهندسية المصنوعة من الخشب ارتفاع 2.5 متر فوق مستوى السطح، مع ضرورة الأخد بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة.




تابعونا على فيسبوك