زينة لزرق مهندسة شابة انتقلت من هندسة المعلوميات إلى هندسة الحياة وتنظيمها وأنشأت مقاولة متخصصة في التنظيم بصفة عامة عبر فرعين Family Organizer لدعم التخطيط وتقديم أدوات فعالة ممتعة ومبتكرة استجابة لكافة الإشكاليات المتعلقة بالتنظيم اليومي للزبناء و Get Organised with ZL المتخصص في الترتيب المنزلي أو في مكان العمل على طريقة اليابانية الشهيرة ماري كوندو التي ابتكرت طرقا فعالة للقضاء على الفوضى والتخلص من الأغراض غير المرغوب فيها لتحسين بيئة عيش الزبناء.
"الحاجة أم الاختراع"
تقول زينة لزرق إن حاجتها لتنظيم حياتها بطريقة فعالة وترتيب يومها وفقا لمخطط معد مسبقا من أجل استغلال الوقت للقيام بكل متطلبات حياتها الشخصية والعملية بشكل مفيد، جعلها تبتكر أساليب جديدة لتنظيم الأولويات وتحقيق الأهداف ونجحت في ذلك، لتقرر مشاركة هذه الأدوات الممتعة والمبتكرة مع باقي أفراد الأسرة والمقربين والأصدقاء، وعام 2017 أنشأت الفرع الأول من المقاولة Family Organiser. وتوضح زينة في حديث لـ"الصحراء المغربية" أن الفرع الأول من مقاولتها الناشئة يعتمد على مخططات تساعد النساء والعائلات على تحديد الأهداف وتنظيم الوقت حسب الاحتياجات اليومية لكل فرد من العائلة وطيلة أيام السنة، حيث وضعت تصنيفات للروتين اليومية تمكن الزبون من تسجيل الأشياء التي يريد القيام بها، ومن أجل تحفيزه على المواظبة والاستمرارية في تحقيق أهدافه ابتكرت المقاولة الشابة صورا وبطاقات للأعمال التي سيتم إنجازها، لتمزج بين المتعة والجدية في سبيل تنظيم اليوم وفقا لمخطط محكم الترتيب. كما تشمل المخططات الشخصية على رسومات وكتابات تحفيزية تأمل زينة من خلالها اكتساب الزبناء لنمط عيش صحي وأسلوب حياة إيجابي. وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أنه تم إضافة مخطط جديد خاص بشهر رمضان يستهدف الأطفال لاطلاعهم على المغزى من الصيام ومواكبتهم خلال سنواتهم الأولى من الصوم من أجل الاعتماد على أنفسهم في التخطيط اليومي خلال هذا الشهر الكريم لاكتساب عادات جميلة والقيام بأعمال حميدة، وهو المخطط الذي لقي إقبالا كبيرا من لدن زبناء المقاولة، تؤكد زينة.
التنظيم أساس النجاح في الحياة
هذا هو شعار زينة لزرق الذي حملته عاليا في إنشائها للفرع الثاني من مقاولتها Get Organized with ZL، المتخصص في الترتيب المنزلي أو في مكان العمل، على طريقة اليابانية ماري كوندو، بعد حصولها على شهادة استشارية معتمدة في التنظيم "كونماري" بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2021، وتعتبر المغربية الوحيدة الحاصلة على هذا النوع من الشهادات. وفي هذا الصدد، تشير زينة إلى أن أسلوب "كونماري" يعتمد على طرق فعالة للقضاء على الفوضى والتخلص من الأغراض الزائدة وغير الضرورية، عبر شروط وأساليب ابتكرتها اليابانية ماري كوندو، حيث تعمل زينة على تطبيقها وتعليمها للزبناء الراغبين في الحصول على بيئة عيش صحية، عن طريق "الترتيب بالصدمة" أو أسلوب "كونماري"، وذلك بتحديد المكان المراد ترتيبه لمرة واحدة وإلى الأبد، من خلال التخلص من الأشياء التي يرتبط بها الزبون عاطفيا ولم يعد بالحاجة الى استعمالها، واختيار الأغراض التي يود الإبقاء عليها، كل فئة لوحدها فئة الملابس فئة الكتب فئة الأثاث...، ثم يتم تخصيص مكان محدد لكل غرض ولا يتغير المكان أبدا، وتستغرق هذه العملية ما بين شهرين إلى ستة أشهر حسب تفرغ الزبون وقدرته على المواظبة والتقيد بشروط "كونماري" بهدف الحصول على النتيجة المبتغاة، هنا ينتهي دور الكوتش زينة بعدما غرست في نفس الزبون حس الترتيب والتنظيم المنزلي والذي ينعكس بالإيجاب على حياته الشخصية والعملية، ويعتمده كنمط حياة، ومن الصعب التخلي عنه لما له من أثر كبير على نفسية كافة الزبناء، الذين استفادوا من خدمات الوكالة المغربية، وفقا لتعبيرها. عمل هذه المقاولة الفريدة لم يكن سهلا في بادئ الأمر حيث تؤكد زينة أنها لقيت صعوبة كبيرة في طرح فكرتها وتقديم خدماتها وبيع منتوجاتها من الأدوات والمخططات، وتطلب منها الأمر الصبر والاجتهاد والتعريف بأسلوبها الذي استوحته من اليابانية ماري كوندو صاحبة كتاب "سحر الترتيب، السحر الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى"، الذي أصدرته عام 2011 وترجم إلى عدة لغات ونشر بأكثر من 30 بلدا، وصار من الكتب الأكثر مبيعا بالقارة العجوز، كما نشر عام 2014 باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة الأمريكية وبيعت منه أكثر من مليون نسخة، واختارتها مجلة تايمز عام 2015 من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، كما أنتجت شركة نتفليكس عام 2019 برنامجا لها تحت عنوان "الترتيب مع ماري كوندو" حيث تدخل بيوت الأمريكيين الغارقة في الفوضى العارمة وتساعدهم على الترتيب والقضاء على الأغراض الزائدة، وحقق البرنامج نجاحا باهرا وزاد من شعبية وانتشار أسلوب "كونماري" في العالم بأسره.