غياب الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض السرطانية يعمق معاناة المرضى بمستشفى الأنكولوجيا بمراكش

الصحراء المغربية
الثلاثاء 04 ماي 2021 - 16:26

يعيش مجموعة من مرضى السرطان وأمراض الدم، خاصة من حاملي بطاقة نظام المساعدة الطبية "راميد" والفئات الهشة وعديمي الدخل، الذين يتابعون العلاج بمستشفى الأنكولوجيا التابع للمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، في دوامة حقيقية منذ اكتشافهم غياب بعض الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض السرطانية في صيدلية المركز الاستشفائي الجامعي منذ شهور، ما يعرض حياتهم للخطر.

وعبر عدد من المرضى في اتصال ب"الصحراء المغربية" عن استيائهم العميق من غياب بعض الأدوية من الصيدلية المركزية للمستشفى، حيث اضطروا إلى البحث في  كل الصيدليات عن دواء كان مفروضا في إدارة المستشفى توفيره في صيدليتها المركزية، أو على الأقل إخبار المرضى بأن هذا الدواء غير خاضع للتسويق في الصيدليات الخاصة.

وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع المنارة )، وقفت على انعدام حوالي 30 نوعا من الأدوية، فقط في جناح أمراض السرطان والدم، إضافة إلى إخضاع المرضى لسيل من المواعيد في انتظار توفر الصيدلية المركزية على هذه الأدوية.

وحسب الهيئة الحقوقية السالف ذكرها، فإن مايزيد الوضع تعقيدا وصف أدوية غير خاضعة للبيع في الصيدليات مطلقا، كدواء ( Dacarbaine ) ، الذي تتكلف وزارة الصحة بإستيراده وتوفيره في الصيدليات المتواجدة بالمستشفيات المختصة في علاج السرطان، كما تقوم بتوزيعه على المصحات الخاصة المتخصصة في علاج أمراض السرطان.

وأشارت الهيئة الحقوقية، إلى أن فقدان الدواء السالف ذكره المعالج الوحيد لنوع من السرطان حسب البروتوكول الطبي للمنظمة العاليمة للصحة يعرض حياة المرضى للخطر ويهدد حقهم في الحياة، خاصة حاملي بطاقة راميد.

في المقابل ، أصدر المدير العام للمركز الإستشفائي محمد السادس بمراكش،أمس الاثنين، قرارا يقضي بإخلاء مصلحة أمراض الدم  بمركز الأنكولوجيا من المرضى، ونقلهم إلى جناح آخر لحين معالجة مشكل تفشي "عدوى المستشفيات" بالمصلحة الإستشفائية المذكورة.

وجاء هذا القرار، حسب مصدر حقوقي، عقب استدعاء المدير العام للمركز الإستثشفائي الجامعي من طرف ولاية جهة مراكش آسفي، وذلك على خلفية الرسالة التي وجهتها الجمعية إلى الجهات المعنية.

من جهة أخرى، دعا المكتب النقابي الموحد للمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش، المنضوي تحت لواء الجامعة الوطنية للصحة، إلى فتح تحقيق في ما يجري بمستشفى الأنكولوجيا وأمراض الدم، وفي تدبير أدوية السرطان والمستلزمات الطبية بين الصيدلية المركزية والمستشفى السالف ذكره، وكيفية تدبير كميات الدم ومشتقاته وآليات ضبطهما بين المستشفى نفسه والمركز الجهوي لتحاقن الدم، وذلك دفاعا عن مصالح مرضى السرطان المستفيدين من خدمات هذه المؤسسة بوصفها أداة أساسية لتنفيذ السياسة الوطنية في مكافحة داء السرطان كأولوية من أولويات الصحة العمومية.

وطالب المكتب النقابي الموحد وزارة الصحة من أجل التدخل العاجل لفتح تحقيق جاد حول ما أسماه الفوضى الممنهجة التي يعيشها مركز الأنكولوجيا و مرضى الدم، والتدقيق في التقارير الإدارية التي أنجزت حول مجموعة من الإختلالات، في انتظار تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات وربط المسؤولية بالمحاسبة.

وتساءل المكتب النقابي الموحد عن الجهات التي تعرقل عملية تطهير مصلحة أمراض الدم و نقل المرضى إلى مصلحة مجاورة من خلال حبك مسرحيات مفضوحة، وإفتعال مشاكل وهمية.




تابعونا على فيسبوك