نصائح وإرشادات بيئية

نفايات الإسطبلات العشوائية في المغرب قد تتسبب في أمراض خطيرة للإنسان

الصحراء المغربية
الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 12:03

يقول الدكتور عبد الرحيم الخويط، الخبير المغربي في الهندسة المدنية وتدبير النفايات، إن تربية المواشي، وخاصة الأبقار تساهم في الاحتباس الحراري، عبر انبعاثات الميثان الذي تفرزه. ويتعدى مفعول الميثان مفعول ثنائي أوكسيد الكربون بمعدل 25 مرة، مستدلا بمقال علمي نشر حول "تأثير ضيعات فلاحية متخصصة في تربية الأبقار بكاليفورنيا"، حيث لوحظ تلوث الهواء وارتفاع نسبة الأوزون على مستوى الطبقات السفلى. وكما هو معروف فإن الأوزون في الطبقات السفلى مضر لصحة الإنسان والنبات، عكس الأوزون في الطبقات العليا، الذي يحمينا من الأشعة ما فوق البنفسجية، لذلك يستوجب إخضاعها للمعايير العالمية للبيئة المحددة لكيفية إحداث الإسطبلات سواء من حيث المواقع، إذ من الواجب مراعاة عوامل الرياح والتجمعات السكنية والتخلص ومعالجة النفايات الصلبة والسائلة والغازية بطرق علمية محضة، والعمل على استغلال بعضها في التدفئة أو في التسميد الزراعي، ويفضل عدم خلط الفضلات السائلة والصلبة بإنشاء مطامر مصممة بعوازل خاصة، لكل صنف على حذا لمنع التسربات والانبعاثات الغازية.

  ويضاف إلى ذلك مشكل الروائح الكريهة التي تنبعث من أماكن تربية المواشي، وهي المسؤولة عن مادة "كبريتيد الهيدروجين"، ومركب كيميائي يحمل الصيغة H2S  وهو غاز عديم اللون قابل للاشتعال وهو كريه الرائحة تشبه رائحته عفن البيض، علاوة على الأمونياك، الذي ينبعث من البول لذا ينصح بضرورة الالتزام بالمعايير البيئية العالمية للتدبير الأفضل لهذه النفايات والتخفيف من تأثيرها على البيئة.

 

إخضاع الإسطبلات لمعايير بيئية دولية

 

يقول الدكتور الخويط، إن الإسطبلات يجب إخضاعها لمعايير بيئية دولية وتطبيقها بشكل سليم وصارم، لأن الأمر يتعلق بحياة وصحة المواطنين وممتلكاتهم، وخصوصا البند المتعلق باستطلاع رأي السكان والحصول على موافقتهم وعدم الاكتفاء بتعليق وثيقة الإعلان بمقر الجماعة دون وصول المعلومة إلى السكان المعنيين أو في خلسة عنها، والالتزام بمضمون المشروع، لأن النفايات المتعلقة بها تتكون من غازات الأمونياك وهيدروجين الكبريتيد، التي تتسبب في روائح كريهة، كما لها تأثيرات سلبية على صحة الإنسان إذ تتسبب في الأمراض كالأعصاب وقلة النوم وأمراض الجهاز التنفسي.

ومن المعايير المعتمدة لإحداث هذا النوع من المشاريع ضرورة اختيار الموقع الذي يجب أن يكون بعيدا عن السكان والمؤسسات العمومية كالمدارس والطرق الكبرى على مسافة لا تقل عن ثلاث كلمترات لتفادي وصول الروائح، التي تنقلها الرياح مع مراعاة اتجاه الرياح والتوسع العمراني قبل وضع المشروع، كما يستوجب تجهيز الإسطبل مثلا بجميع المعدات والمرافق الضرورية للتعامل مع النفايات، وتطويق البكتيريا أو الفيروسات، والتخلص منها ومعالجتها بطرق علمية، وفق المعايير البيئية العالمية كأنظمة التكييف وأجهزة جمع الهواء بالداخل، ومعالجته قبل إطلاقه في الهواء الطلق، للقضاء على الروائح وباقي البكتيريا والفيروسات الممكن أن يتضمنها ذلك الهواء. كما يستحسن ألا يتضمن مشروع تسمين وتربية الدجاج على مكان للذبح (مذبحة)، وفي حال الترخيص لإحداثه فيجب أن تتوفر فيها معايير محددة خاصة بالمذبحة، منها بالأساس ضرورة إحداث مستودع النفايات الصلبة كالأحشاء والريش والبقايا بما فيها الدجاج النافق الذي يجب أن ينقل مع النفايات لتفادي نقل العدوى إلى باقي الطيور ومكان خاص بجمع النفايات السائلة، كالدم والماء الملوث، وعدم ربطها بقنوات الصرف الصحي العادية أو الرمي العشوائي، إذ يجب التعامل معها بمنطق النفايات الصناعية، أي تدبيرها وفق معايير محددة، إما بالتدبير المفوض أو بشكل مباشر وفق المعايير الخاصة بذلك النوع.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب استعمال لباس خاص للعمال وإحداث الحمامات بعين المكان، لتفادي نقل البكتيريا والفيروسات إلى الخارج، مع منع الأكل والنوم على العمال داخل الإسطبل. كما يجب إخضاع عمال الإسطبلات لدورات تكوينية لمعرفة كيفية التعامل مع مواد التسمين المستعملة داخل الإسطبلات، والمواد العلفية، مع إجرائهم لفحوصات طبية دورية للتأكد من سلامتهم الصحية.




تابعونا على فيسبوك