اختتام احتفالية 30 سنة على تصنيف المدينة من قبل منظمة اليونسكو

الدعوة إلى صيانة الموروث الثقافي اللامادي لمراكش وجامع الفنا

الثلاثاء 22 دجنبر 2015 - 06:26
4788
ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش

دعا المشاركون في ورشة علمية حول "التراث اللامادي في قلب التدبير الحضري"، على هامش فعاليات الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتصنيف مدينة مراكش تراثا عالميا، كافة الفاعلين والجهات المعنية إلى المحافظة على الموروث الثقافي اللامادي (التراث الشفوي)، الذي يتعرض قسط كبير منه للاندثار، وإحياء ونقل الحكاية إلى أجيال المستقبل، بالنظر إلى أن ساحة جامع الفنا ذاكرة.

وأجمع المتدخلون في الورشة، التي شارك فيها باحثون وأزيد من 15 جمعية تنشط في مجال الحفاظ على الساحة، على أن ساحة جامع الفنا تعد واحدة من الأماكن الأسطورية في العالم، تمنح يوميا لزوارها الترفيه والحيوية، معتبرين أن الاحتفال بهذه المناسبة يشكل حدثا كبيرا وعميقا، سيمكن من تحسيس الفاعلين في الساحة وجمهورها بأن هذا الموروث جزء من الثقافة الوطنية والعالمية.

وبعد أن أبرزوا الجهود الرامية لتنمية الساحة، خاصة ما يتعلق بالتنمية الحضرية، لاحظوا أن هناك قضايا أخرى مازالت قائمة، من بينها نقل الثقافة الشفاهية التي أصبحت مهددة بالانقراض، وأن التحدي يكمن في الحفاظ على التوازن بين ما هو موجود اليوم بالساحة وما كانت عليه في السابق.

وحسب وداد التباع، عميدة كلية الآداب سابقا، فإن "التراث اللامادي يشكل جزءا من ثقافتنا وهويتنا، ويستعدي جدولته وجرده، والعمل على تلقين المواطن مفهوم التراث اللامادي وحثه على المحافظة عليه وتثمينه".

وأوضحت التباع أن التراث اللامادي بالنسبة للمواطن هو كل ما يحمله من معارف تراثية وقيم إنسانية مثل الحكايات والتقاليد الشفوية والمهن والأعياد، أي كل ما يعيشه الإنسان في حياته.

تجدر الإشارة إلى أن فضاء ساحة جامع الفنا، الفريد من نوعه، ألهم كتابا ومبدعين عالميين، وتحج إليه يوميا وفود سياحية من مختلف البقاع، وصنف من طرف منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) تراثا شفهيا إنسانيا منذ عام 2001.

قالوا عن مراكش وساحتها

 محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة

بذلنا جهودا للحفاظ على موروث مراكش وتعزيز مشهدها الثقافي

 أكد محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، في تصريح لـ"المغربية"، أن مدينة مراكش ظلت أهم الأقطاب التي حظيت بالنصيب الأوفر من اهتمامات الوزارة، مشيرا إلى أنها اشتغلت في أكثر من مجال لتثمين الشق الثقافي للمدينة، استثمرت أموالا مهمة من أجل الحفاظ على موروث مراكش وتاريخها المجيد، مؤكدا أن وزارة الثقافة ظلت شريكا راعيا لعدد من التظاهرات العاملة على تنشيط الحياة الثقافية بالمدينة.

يونس بنسليمان النائب الأول لعمدة مراكش

إحياء ذكرى التصنيف سيعزز المشهد السياحي للمدينة

 قال البرلماني يونس بنسليمان، النائب الأول لعمدة مراكش، إن ما تحظى به مدينة مراكش أعطاها مكانة عالمية تضاهي بها كبريات المدن السياحية العالمية.

وأضاف أن المجلس الجماعي، بصفته هيئة منتخبة، سيعمل على تعزيز هذه المكانة لمراكش، مسجلا أن تخليد الذكرى 30 لتصنيف مراكش تراثا عالميا من طرف اليونسكو ما هو إلا تعبير عن "إرادة المجلس، الذي سيشتغل رفقة جمعيات فاعلة في الميدان الثقافي، من أجل تعزيز الإشعاع الثقافي لمدينة مراكش، والتعريف بتراثها الأصيل والتاريخي وتسويقها منتوجا سياحيا من خلال هذه الاحتفالية".

محمد بنشقرون أحد منسقي التظاهرة

مراكش أصبح ملكية مشتركة للإنسانية

 يرى محمد بنشقرون أن تخليد إحياء الذكرى 30 لتصنيف مراكش تراثا عالميا يعني أن المدينة انتقلت من ملكية خاصة بالمراكشيين والمغاربة إلى ملكية مشتركة للإنسانية جمعاء. كما تحدث عن التزام من قبل المسؤولين على شؤون المدينة تجاه المنظمات الدولية التي منحت مراكش هذا التصنيف، بأن يقدموا تقريرا سنويا عن شؤون المدينة، خاصة ما يتعلق بالتراث، وبذلك يكون الحفاظ على تراث مراكش أمانة على عاتق من يسهر على تسيير الشأن المحلي لهذه المدينة.




تابعونا على فيسبوك