كل شخص في العالم أصبح منافسا للإعلام التقليدي بفضل الإنترنت

الجمعة 20 ماي 2011 - 10:21

نظمت، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أخيرا، لقاء مفتوحا مع بلاك هانشل، رئيس تحرير المجلة الأمريكية "السياسة الخارجية" (فورين بوليسي) Foreign Policy في موضوع: "تحديات الإعلام خلال القرن 21"

بحضور أساتذة وطلبة شعبة الإعلام والتواصل بكلية الآداب سايس. وتميز هذا اللقاء، الذي يدخل في إطار "المنتدى الدبلوماسي" لجامعة فاس، باستعراض المحاضر الأمريكي لأهم التغييرات، التي عرفها الإعلام الأمريكي والعالمي خلال العشرية الأخيرة، مع شيوع استعمال الإنترنت، وظهور ما يعرف بالجيل الجديد لوسائل الإعلام، التي أفرزتها الشبكة الدولية للاتصال، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "الفايسبوك" و"التوتير"، وغيرهما من المواقع المتخصصة في ترويج المعلومة والمنتديات، والمواقع الإخبارية الإلكترونية.

ووصف رئيس تحرير المجلة الأمريكية، في مستهل مداخلته، العشرية الأولى من القرن الجاري، بأنها "عشرية التغييرات الكبرى في الإعلام الأميركي والإعلام العالمي إذ ظهر الإنترنت بمظهر التحدي بالنسبة للإعلام التقليدي".

وتحدث هانشيل عن انهيار النمط القديم للإعلام، بعد ظهور الإنترنت، وتمثل ذلك أساسا في انتقال المنافسة بين الصحافيين والمنابر الإعلامية إلى المنافسة بين الإعلام التقليدي وأي شخص في العالم له اتصال مع الإنترنت، معتبرا أن "هذه المنافسة، بفضل العولمة، جعلت القراء ينقسمون إلى مجموعات، لكل واحدة اهتماماتها، ويتجسد ذلك من خلال المنتديات الإلكترونية، حيث المنافسة أشرس من أي وقت مضى".

وفي حديثه عن تأثير الإنترنت على الأنماط المعهودة لوسائل الإعلام، خاصة المطبوعات، قال هانشيل إن الشبكة الدولية للمعلومات ساهمت في تخفيض تكلفة الإعلام التقليدي، وفي تقوية مجموعة من المنابر الإعلامية الأمريكية، مثل "واشنطن بوست"، التي زاد عدد قرائها وأصبحوا أكثر التزاما، ما جعل أسعار أسهم هذه الجريدة ترتفع، وبيعت أخيرا بــ 300 مليون دولار، بينما ساهمت الشبكة العنكبوتية في تراجع مقروئية عدد آخر من المطبوعات الأميركية، مثل جريدة "نيوزويك"، التي كان لها في وقت سابق آلاف المشتركين، قبل أن تباع خلال الفترة الأخيرة بدولار واحد.

وأوضح رئيس تحرير المجلة الأمريكية أنه، من أجل فهم ما يقع في العالم، أصبح كل الناس مجبرين على الانضمام إلى مواقع التواصل الاجتماعي، "ما جعل الناس مسيسين أكثر بالمقارنة مع العقود السابقة، وأصبحوا يتحدثون عما يمكن أن يقع هنا وهناك، ويساهمون بآرائهم في كل القضايا التي تهم العالم. وأرجع ذلك إلى أن هذه "الوسائل المحايدة خفضت من تكلفة الوصول إلى المعلومة، التي قد لا تكون بالضرورة يقينية، فحتى المجموعات المتطرفة تستغل هذه الوسائل لتبليغ رسائلها".

واستحضر الصحافي الأمريكي، في هذا السياق، ما وقع أخيرا في مصر إثر التداول على مواقع التواصل الاجتماعي لخبر احتجاز فتاة قبطية أسلمت داخل كنيسة، رغم أنه لم يكن هناك ما يكفي من الأدلة حول هذه الواقعة، وأدى انتشار هذا الخبر عبر الشبكة العنكبوتية إلى أعمال شغب وعنف بين المسلمين والمسيحيين، ما أدى إلى مصرع أشخاص من الجانبين. ويرى المحاضر أن هذه الأمور تفرض أن نكون حذرين في التعامل مع الأخبار، التي تنقلها هذه المواقع، وأن نشارك في مناقشتها، حتى نفهم حقيقة ما يجري تداوله على مثل هذه المواقع.

يذكر أن المجلة الأمريكية "السياسة الخارجية" (فورين بوليسي) تصدر بلغات عدة عبر العالم، ضمنها العالم العربي، الذي تصدر نسخته العربية ببيروت، وهي مجلة أكاديمية ظهرت في بداية السبعينيات من القرن الماضي، إبان حرب الفيتنام، لرصد دور الولايات المتحدة الأميركية وتدخلاتها عبر مختلف مناطق العالم. أما بلاك هانشيل، خريج جامعة "يال" تخصص العلوم السياسية، فقضى، قبل تقلده مهمة رئيس تحرير هذه المجلة بوانشطن، سنة بالقاهرة حيث درس اللغة العربية، وهو مهتم بسياسة الشرق الأوسط ووقع استهلاك الطاقة على البيئة، فضلا عن اهتمامه بالتجارة الدولية، والاقتصاد الرقمي.




تابعونا على فيسبوك