طالبت منظمة التجارة العالمية الاتحاد الأوروبي بفتح أسواقه المغلقة أمام المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا. الاتحاد الأوروبي بدوره احتج على قرار المنظمة على أساس أن الأولوية لحماية المستهلك والبيئة.
وأفادت منظمة التجارة العالمية في أحدث تقرير لها أن الاتحاد الأوروبي ينتهك قواعد التجارة الدولية من خلال الحظر الذي يفرضه على استيراد المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا.
وخص التقرير بالذكر ألمانيا والنمسا وفرنسا وإيطاليا ولكسمبورغ واليونان، ويأتي بيان المنظمة بعدما تقدمت الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين بشكوى ضد الإجراءات الأوروبية التي تضر بصادراتها الزراعية.
وبعيد الإعلان عن التقرير أعلنت الحكومة النمساوية التي تترأس بلادها الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات عاجلة ضد قرار المنظمة.
وقالت وزيرة الصحة ماريا راوخ ـ كالات إن حماية المستهلكين والحفاظ على البيئة تحظى بالأولوية، كما أن نتائج الأبحاث العلمية بخصوص أضرار الأغذية المعدلة وراثيا تبرر الحذر الأوروبي من استيرادها على حد قول الوزيرة.
وتنص القوانين الأوروبية على منع استيراد هذه الأغذية في حال وجود مبررات علمية لذلك المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أوضح أن تقرير المنظمة ذو أهمية تاريخية، غير أنه لن يغير في كيفية تعامل الاتحاد مع الأغذية المعدلة وراثيا.
وأضاف ان الأمر يتعلق بتقرير أولي يمكن الطعن فيه. وقال ممثل الاتحاد لدى المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها أنه لم يتقرر بعد كيف سيتم الطعن بالتقرير من قبل المفوضية الأوروبية لأن الخبراء ما زالوا مشغولين بدراسته.
وسبق للاتحاد أن بدأ في ماي من عام 2004 بتخفيف القيود على استيراد بعض المنتجات المعدلة وراثيا.
أما تقرير المنظمة فيتحدث عن الفترة السابقة لذلك إذ جاء فيه حسب مصادر دبلوماسية غربية : "قام الاتحاد خلال الفترة من يونيو 1999 و غشت 2003 بوقف استيراد هذه المنتجات عمليا". وهذا الأمر يتعارض مع مبادئ المنظمة وقواعد التجارة الدولية
أما ممثل الاتحاد من جهته فنفى وجود مثل هذه الفترة.
أول ردود ألأفعال جاءت من ألمانيا إذ قالت متحدثة باسم وزارة حماية المستهلك أن التقرير سري وعليه لن يتم التعليق عليه الآن.
وفي اليونان ذكر متحدث باسم وزارة الزراعة أنه لا بد من بحث الموضوع مع بروكسل والجهات العلمية المختصة قبل الحديث عن إمكانيات رفع الحظر.
أما وزير الزراعة الإيطالي جيوفاني اليمانو فانتقد قرار المنظمة واعتبره غير متوازن ويمس بسلطات الاتحاد الأوروبي.
من جهتها طالبت الولايات المتحدة الأميركية دول الاتحاد الأوروبي بفتح أسواقها فورا أمام المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا.
وعبر ممثلو صناعة المنتجات المعدلة وراثيا عن أملهم بزيادة مبيعاتهم في السوق الأوروبية.
غير أن ممثلي المزارعين الأميركيين الذين يخسرون سنويا نحو 300 مليون دولار جراء الحظر الأوروبي أبدوا شكوكهم في زيادة الطلب الأوروبي على محاصيلهم المعدلة وراثيا
وقال رئيس جمعية مزارعي الذرة الأميركيين : " ليس لدينا اعتقاد بأن صادرات الذرة الأميركية سترتفع إلى السوق الأوروبية الآن.
غير أن قرار منظمة التجارة العالمية خطوة رمزية مهمة كونه يشكل رسالة ترفض خرق قواعد التجارة الدولية من قبل الاتحاد الأوروبي ".