النفقات الغذائية

الأولى في ميزانية الأسر المغربية

الثلاثاء 07 فبراير 2006 - 11:34
الخضر والفواكة تستهلك بكثرة بعد اللحوم والحبوب

نهج المغرب منذ الاستقلال سياسة ترمي تحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي
وكان الهدف منها تلبية الحاجيات الغذائية اعتمادا على المواد المحلية .

وأوضح الباحث إدريس الصقلي، أن هذه السياسة أظهرت محدوديتها بداية الثمانينات، إذ إن سياسة التقويم الهيكلي التي اعتمدها المغرب منذ 1983 نصت على تبني سياسة جديدة تستند إلى أساس التأمين الغذائي لتلبية الحاجيات الغذائية للسكان، اعتمادا على المواد المحلية والتجارة الخارجية.

وأكد المحلل في بحث نشره العدد السادس من " دفاتر التخطيط " التي تصدرها المندوبية السامية للتخطيط، أن أهم المواد الغذائية التي تحقق الأمن الغذائي هي المواد الأساسية التي تضم الحبوب والسكر والزيوت واللحوم والحليب ومشتقاته.

ولتحليل سلوك الاستهلاك الغذائي، اعتمد البحث على عينة مكونة من 262 أسرة من جهة فاس بولمان 190 حضرية و72 قروية، من خلال البحث الوطني حول مستوى عيش الأسر، الذي أنجزته مديرية الإحصاء سنة 1998- 1999 .

وحددت الدراسة هدفين، الأول يتعلق بتحليل وصفي لبنية المصاريف الغذائية للأسر في المجالين الحضري والقروي، والثاني مرتبط بتحليل طلب المواد الغذائية اعتمادا على نموذج "أ إ د س"، الذي مكن من تقييم تأثير الأسعار والدخل وعوامل سوسيو ديموغرافية على سلوك الاستهلاك عند الأسر.

وأثبتت النتائج المستقاة من الدراسة، أن معدل الاستهلاك الشهري للفرد الواحد يصل إلى 753.10 درهما 855 درهما في الوسط الحضري و405 دراهم في الوسط القروي وهو مبلغ يتجاوز حسب العدد ما هو مسجل وطنيا 652 درهما.

وأبرز البحث أن النفقات الغذائية، تحتل المرتبة الأولى من خلال تمثيلها 42٪ من المصاريف العامة للأسرة، وتتميز هذه النفقات بسيطرة اللحوم والحبوب والقطاني والفواكه والخضر .

وأفادت الدراسة أن تأثير الأسعار والدخل، يختلف من مادة غذائية وأخرى، وفي هذا السياق، جرى تقسيم المواد الغذائية إلى مجموعتين، الأولى مكونة من اللحوم والحليب ومشتقاته، حيث الطلب يتأثر بشكل ملحوظ بتغير الأسعار والدخل، أما المجموعة الثانية المركبة من الحبوب والذهنيات والخضر والسكر والشاي والقهوة، فالتأثير ضعيف.

وخلصت الدراسة إلى أن مقر السكنى قروي حضري يظل أهم عامل، من خلال تأثيره الواضح على ست مجموعات من المواد الغذائية، باستثناء اللحوم، إذ إن الأسر الحضرية تستهلك أكثر اللحوم والسمك والفواكه والخضر، بينما العكس بالنسبة للسكر والحبوب.

ومن جانب آخر، تبين أن وحدة الاستهلاك تؤثر إيجابا على كل المواد الغذائية باستثناء اللحوم، وهي نتيجة تؤكد أنه ليس هناك حصة فردية للحوم داخل هذه الأسر، بينما يبقى سن رب الأسرة ذا تأثير على استهلاك المواد الذهنية والشاي والقهوة، إذ إن استهلاك المواد الذهنية يقل مع السن، والعكس بالنسبة للقهوة والشاي.




تابعونا على فيسبوك