تصوير : عيسى سوري
تصوير : عيسى سوري
خطف فريق فيلم "الست" الأضواء ضمن الاحتفالية التي أقيمت يومه الأربعاء، ضمن فعاليات الدورة الـ22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث استقبل الجمهور المغربي صناع العمل بحفاوة كبيرة رافقت العرض العالمي الأول لهذا المشروع السينمائي، الذي يوقع من خلاله المخرج المصري مروان حامد عودته إلى المهرجان بعد محطات سابقة.
عبر مروان حامد خلال تقديم الفيلم عن سعادته بالعودة إلى قصر المؤتمرات، مؤكدا أن مراكش شكلت دائما محطة مفصلية في مساره السينمائي. وقال، "تشرفت سابقا بتقديم فيلم عمارة يعقوبيان هنا، ووقفنا على هذا المسرح مرات عدة، واليوم يسعدني أن نعرض (الست) أمام جمهور يعرف كيف يحتفي بالسينما".
وأوضح أن الفيلم يحتل مكانة خاصة لديه، ليس فقط لقيمة الشخصية التي يتناولها، بل أيضا لأنه يلامس مرحلة حساسة من تاريخ مصر، الممتد من الخمسينيات إلى التسعينيات، مستعرضا التحولات الثقافية والاجتماعية التي أحاطت بأم كلثوم ورافقت صعودها.
يتوغل الفيلم، الذي تبلغ ميزانيته ثمانية ملايين دولار، في جذور كوكب الشرق، من طفولتها التي قضتها في منطقة السنبلاوين بمصر، مرورا برحلة صعودها الصعبة، وصولا إلى تحولها إلى رمز فني وثقافي يتجاوز حدود بلده إلى العالم العربي والعالم.
ولا يكتفي العمل بتقديم مسار أسطوري معروف، بل يغوص في دواخل الشخصية، ويستعرض صراعاتها الإنسانية، وقراراتها الجريئة، ونظرتها إلى الشهرة والفن والسياسة في زمن سريع التحولات.
وعن ذلك تحدث حامد، كاشفا شغفه الكبير بأفلام السيرة الذاتية، ولافتا إلى أن هذا النوع يشهد انتشارا عالميا كبيرا، لأنه يلهم الأجيال الجديدة، ويعيد قراءة التاريخ من خلال حياة شخصيات مؤثرة. وأكد أن العالم العربي يزخر بنماذج تستحق أعمالا سينمائية كبرى، وأن أم كلثوم تبقى حالة استثنائية لأنها مازالت حاضرة بقوة حتى اليوم على المنصات والمسرح الفني والثقافي.
وقال إن الفريق كان مهتما بالبحث داخل المشاعر العميقة للشخصية، وليس فقط في مسارها العام، مضيفا، "أردنا أن ننظر خلف الأسطورة، خلف القرارات الجريئة والصعبة التي أخذتها، وكيف شعرت وهي تخوض كل تلك المعارك."
بدورها، تحدثت بطلة الفيلم، النجمة منى زكي عن الصعوبات التي واجهتها خلال عملية التحضير للفيلم، وقالت إن الاستعدادات استغرقت حوالي سنة وثلاثة أشهر من التمارين اليومية المكثفة، تحت إشراف مروان حامد وفريق متخصص.
وقالت، "في لحظة خفت ولم أكن أشعر أنني مستعدة لأداء الدور، لكن وحيد حامد طمأنني وقال إن خطوات صغيرة قد تقودني إلى نتيجة إيجابية كبيرة في النهاية، وكان صادقا".
وكشفت منى زكي خلال لقاء مع أهل ممثلي الصحافة والإعلام، الذي شاهدوا الفيلم في عرض خاص ما قبل الأول صباح يومه الأربعاء، أن دورها في "الست"، كان "أصعب مشروع" في مسيرتها، خاصة أنها تعاملت مع شخصية تحمل قدرا استثنائيا من الرمزية والقيمة الفنية. وكشفت أن السيناريو، هو ما أقنعها بخوض التجربة، لأنه يظهر جانبا إنسانيا نادرا من حياة أم كلثوم".