راوية.. تكريم من عيار ثقيل في مراكش

الصحراء المغربية
الأربعاء 03 دجنبر 2025 - 10:44

رقص وزغاريد، وابتسامة من القلب، كانت تلك أبرز أجواء حفل تكريم الفنانة المغربية راوية يوم أمس الثلاثاء، في خامس أيام الدورة الـ22 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

من داخل قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات بمدينة النخيل، ارتفعت تصفيقات حارة من قبل أصدقاء الفنانة فاطمة هراندي، الشهيرة باسم “راوية”. وصفت راوية هذه التصفيقات بـ “المطر” الذي نزل عليها في صحراء، فارتوت، وهي أيضا تعبير عن صدق التقدير لفنانة قدمت الكثير للفن المغربي.
تسلمت راوية نجمة المهرجان الذهبية من يد المخرج نورالدين الخماري، الذي نوه بمسارها الفني الطويل، ومهنيتها العالية، واصفا إياها بـ”الصديقة الصدوقة”، و”المرأة الشجاعة”، و”رمز السينما المغربية، الذي يليق له كل تقدير وفخر”. وأضاف الخماري، "إذا كانت لدى اليونان إيرين باباس، ولدى إيطاليا كلاوديا كاردينالي، ولدى الولايات المتحدة جينا رولاندز، ولدى مصر يسرا، فلدى المغرب راوية."
وعبرت المكرمة في كلمة بالمناسبة، عن شكرها لجلالة الملك محمد السادس، الذي يولي اهتماما كبيرا للفن والفنانين، ولصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، معبرة عن سعادتها بتكريم "من العيار الثقيل لمسارها المتواضع في دروب العشق الفني". كما وجهت الشكر لجميع فريق العمل وجنود الخفاء الذين يسهرون على استمرار المهرجان.
استحضرت راوية لحظات استثنائية قبل تسع سنوات، عندما وقفت على منصة المهرجان كعضوة في لجنة التحكيم، إلى جانب نجوم سينمائيين عالميين، لتعود اليوم من موقع مختلف، حاملة سنوات طويلة من التجارب، ومن الحب الكبير الذي منحها إياه الجمهور المغربي.


شكرت الفنانة المغربية جميع المبدعين، من مخرجات ومخرجين، وضعوا ثقتهم فيها، وسمحوا لها بأن تكون جزءا من مخيلاتهم لتجسيدها على الشاشات الكبرى والصغرى. وقالت، "لقد جمعتني بهم أكثر من ثلاثة عقود من العمل المشترك، ومن اللحظات الفنية الرفيعة التي مازالت راسخة في قلبي وذاكرتي. وإن كان لي شرف الوقوف أمامكم اليوم مكرمة، فذلك بفضل دعمكم المستمر، وإيمانكم بي، وفتحكم أبواب الإبداع، وحبكم الصادق لأعمالي."
تميز الحفل بعرض لقطات من عدد من الأفلام التي تركت راوية بصمتها فيها بأداء متميز، ما أتاح لها الحصول على اعتراف وطني ودولي، وشهادة الجوائز العديدة التي نالتها طوال مسيرتها الفنية. كما استحضرت ذكرى فنانات وفنانين مغاربة وافتهم المنية خلال السنة الجارية، في لحظة وفاء لما قدموه للفن المغربي.
وتعد الفنانة راوية، واحدة من أبرز الشخصيات في المسرح والسينما والتلفزيون المغربي. اكتُشفت موهبتها على خشبة المسرح، وبدأت مسيرتها السينمائية بفضل المخرج محمد العبازي، الذي منحها دورا في فيلم "كنوز الأطلس"، فلفتت الأنظار إلى حضورها القوي، وجذبت اهتمام نخبة من أبرز المخرجين المغاربة، منهم سعد الشرايبي، الجيلالي فرحاتي، نور الدين الخماري، نرجس النجار، ليلى المراكشي، وعبد الحي العراقي.
وشاركت راوية في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي أرست لمسار فني طويل، منها أفلام "عطش"، "عيون جافة"، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. كما شاركت في إنتاجات دولية مرموقة، بينها "والآن… سيداتي وسادتي" (كلود لولوش)، و"الجن" وغيرهم.
وعن أدائها في فيلم "مسافة ميل بحذائي" للمخرج سعيد خلاف، نالت راوية جائزة أفضل ممثلة سنة 2016 في مهرجاني طنجة وقرطاج، قبل أن تكرم سنة 2018 في مهرجان الإسكندرية السينمائي.




تابعونا على فيسبوك