يعيش أزيد من 200 تلميذ وتلميذة، جرى تسجيلهم بمدينة المهن والكفاءات بتامنصورت، بعد إيداع شواهد البكالوريا الأصلية وأداء واجبات التسجيل المحددة في 960 درهما لكل تلميذ، حالة من القلق والتوتر، بعد مرور أسابيع على الموعد المقرر لانطلاق الموسم التكويني دون أي إشعار رسمي من إدارة المؤسسة، في وقت بدأت مؤسسات تكوينية مماثلة في مدن أخرى، برامجها الدراسية بانتظام.
ويندرج هذا المشروع، في إطار برنامج إنشاء مدن المهن والكفاءات، التي تهدف إلى إقامة مؤسسات تكوينية من الجيل الجديد توفر عرضا متنوعا ومبتكرا موجها نحو مهن اليوم والغد، وتعزز قابلية إدماج الشباب في سوق الشغل وتحفيز روح الابتكار وريادة الأعمال، باعتبارها رافعة لتنمية الرأسمال البشري.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها"الصحراء المغربية"، فإن تعثر انطلاق الدراسة بهذه المدينة التكوينية، سيحرم هؤلاء الشباب من حقهم في التكوين، ويهدد مستقبلهم الدراسي والمهني بالضياع، مما أثار استياءهم وقلق أولياء الأمور حول مصير السنة الدراسية الحالية.
وتكشف هذه الأزمة مرة أخرى عن ثغرات في تدبير مؤسسات التكوين المهني بالمغرب، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدية الإدارة في حماية حقوق الشباب وضمان السير العادي للبرامج التعليمية.
وأكد عدد من الطلبة وأولياء الأمور أن إدارة المركز كانت قد وعدت بانطلاق الدراسة في موعد محدد، لكنهم فوجئوا بإغلاق أبواب المؤسسة وغياب أي تواصل رسمي، ما خلق حالة من الغموض وزاد من المخاوف بشأن مصير السنة التكوينية الحالية.
وفي هدا الاطار، وجه المستشار البرلماني عبد الرحمان وافا، عن فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، سؤالا شفويا إلى وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات حول تعثر انطلاق الدراسة بهذه المدينة التكوينية ومعاناة التلاميذ المسجلين بها، داعيا إلى الكشف عن الإجراءات المستعجلة التي تعتزم الوزارة اتخاذها لتمكين هؤلاء التلاميذ من الشروع الفوري في الدراسة، تفاديا لسنة بيضاء وما قد يترتب عنها من تبعات اجتماعية ونفسية على التلاميذ وأسرهم.
وتعد مدينة المهن والكفاءات بتامنصورت واحدة من بين 12 مؤسسة مماثلة يجري إنجازها عبر مختلف جهات المملكة، حيث تهدف إلى تقديم تكوين عالي الجودة في مجالات متعددة، تشمل الصناعة، السياحة، الرقمنة، الفلاحة، والصحة، وغيرها. وتعتمد هذه المؤسسات على تجهيزات حديثة ومناهج تعليمية متطورة، تدمج بين التكوين النظري والتطبيقي لضمان تأهيل حقيقي يتماشى مع متطلبات سوق العمل.