الطبيب و"ريزو" وصلا إلى أيت بوكماز.. هل بدأت السلطات تستجيب لمطالب المحتجين؟

الصحراء المغربية
الأربعاء 16 يوليوز 2025 - 14:05

في صباح هادئ من صباحات جبال آيت بوكماز، استفاق سكان جماعة تبانت على خبر غير عادي: طبيب جديد التحق أخيراً بالمركز الصحي المحلي، وبدأ مزاولة مهامه بشكل رسمي.. لم يكن الأمر مجرد إجراء إداري، بل خطوة طال انتظارها وسط معاناة متراكمة دامت لسنوات.

بداية استجابة أم مجرد مسكنات؟

التحاق الطبيب جاء كأول إجراء ملموس عقب المسيرة الاحتجاجية غير المسبوقة التي خاضها سكان آيت بوكماز مشياً على الأقدام لمسافة تقارب 80 كيلومتراً، في اتجاه عمالة أزيلال. صرخة جماعية اخترقت الصمت الجبلي، وصلت إلى مكتب عامل الإقليم حسن بنخيي، الذي سارع إلى استقبال ممثلي الدواوير والاستماع إلى لائحة المطالب: تطبيب، وشبكة هاتف، وتعليم، وفك العزلة.

وفي دوار "آيت إيـمي"، حيث لا تصل السيارات بسهولة، وصلت معدات مشروع اللاقط الهوائي محمولة على ظهور البهائم. مشهد يكشف حجم العزلة، لكنه أيضاً يبعث على الأمل. فقد بدأت الأشغال بالفعل لتقوية شبكة الهاتف والأنترنيت، على أمل أن تشمل التغطية دواوير أرباط، أبقليون، وأكوربي.
لكن رغم هذه البداية، فإن الانقطاعات المتكررة في الشبكة ما تزال تؤرق السكان، وتؤكد أن التغطية الشاملة ما زالت حلمًا مؤجلاً.

مصادر موثوقة أكدت أن العامل الجديد لأزيلال أبدى تفاعلا فوريا مع مطالب المحتجين، حيث التقى بلجنة الحوار التي مثلت كل دواوير المنطقة. اللقاء أسفر عن تعهدات مكتوبة بتنفيذ مشاريع أساسية، على رأسها: فك العزلة عبر تحسين المسالك الطرقية، وتحسين خدمات الصحة والتعليم، ودراسة إنشاء سدود تلية للحد من فيضانات وادي المنطقة، وتسريع حل مشكل تغطية الأنترنيت، وإعادة فتح مركز التكوين المهني في السياحة الجبلية، المغلق منذ عشر سنوات.
وبين كلمات الترحيب بالطبيب الجديد، وآليات تثبيت اللاقط الهوائي، وبين وعود الإدارة وضغط السكان، يلوح بصيص من الأمل.
لكن أهالي آيت بوكماز لا يطلبون المستحيل، فقط حقهم في خدمات عمومية تحترم كرامتهم، وحقهم في ألا يكونوا مجرد هوامش منسية في خطط التنمية.

 

 

 




تابعونا على فيسبوك