تعزيزا للأمن البحري .. المغرب يتسلم من إسبانيا بارجة "أفانتي 1800" في 2026

الصحراء المغربية
الأربعاء 30 أبريل 2025 - 12:34

يواصل المغرب خطواته الحثيثة نحو تقوية أسطوله البحري، حيث تستعد المملكة لاستلام بارجة عسكرية متطورة من طراز Avante 1800 من إسبانيا، في مشروع استراتيجي يعكس إرادة المغرب في تعزيز أمنه البحري وحماية مصالحه على المدى الطويل.

هذه السفينة الحربية، التي تبنيها شركة Navantia الإسبانية، ستنضم إلى البحرية الملكية المغربية منتصف سنة 2026، بعد أن انطلقت أشغال تصنيعها فعلياً في يوليوز 2023 وتم وضع هيكلها في شتنبر 2024 بميناء سان فرناندو جنوب إسبانيا.

المثير في هذا المشروع هو أنه كان قد توقف سنة 2021 بسبب الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، قبل أن يُستأنف من جديد بعدما دعمت مدريد مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، وهو ما فتح الباب أمام اتفاقيات جديدة، منها تمويل هذا المشروع عبر قرض بنكي بقيمة 95 مليون أورو من بنك "سانتاندير" الإسباني.

 

سفينة متعددة المهام

بارجة "أفانتي 1800" ليست مجرد قطعة بحرية تقليدية، بل إنها وحدة مرنة متعددة الاستخدامات. فهي مخصصة لحماية المنطقة الاقتصادية الخالصة للمغرب، ومحاربة أنشطة التهريب والهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى قدرتها على تنفيذ مهام الإنقاذ والإغاثة، والتدخل السريع، وحتى دعم وحدات الغطس القتالي.
وتتميز السفينة بطول يبلغ 87 متراً، وبحمولة تصل إلى 2,100 طن، وسرعة قصوى تناهز 26 عقدة بحرية، كما بإمكانها قطع 4,000 ميل بحري دون التزود بالوقود. وتضم منصة لهبوط طائرات الهليكوبتر بوزن 10 أطنان، ومكاناً مخصصاً للطائرات بدون طيار، إلى جانب زورقين سريعين بطول 8 أمتار.

 

ترسانة بحرية حديثة 

هذا المشروع يدخل في إطار خطة شاملة لتحديث القوات البحرية المغربية، التي سبق أن عززت أسطولها محمد السادس (FREMM) التابعة للبحرية الملكية المغربية، وثلاث كورفيتات من طراز "سيغما".
ومن الناحية التقنية، من المرتقب أن تزود البارجة المغربية بأسلحة متطورة، تشمل مدافع من عيار 76 ملم، ومدافع ثانوية من 35 ملم، ورشاشات ثقيلة، وربما أنظمة صواريخ مضادة للطائرات والسفن، إلى جانب أنظمة رصد متقدمة مثل الرادارات ثلاثية الأبعاد والسونارات، ما يجعلها مؤهلة لأداء دور محوري في تأمين المياه الإقليمية المغربية.

باستلام هذه السفينة، يعزز المغرب مكانته كقوة بحرية صاعدة في المنطقة، ويبعث رسالة واضحة بأنه ماضٍ في الدفاع عن مصالحه البحرية، لا سيما في ظل التحديات الأمنية المتزايدة بالمنطقة، من تهريب وتلوث بيئي وأطماع خارجية.

مشروع "أفانتي 1800" لا يُظهر فقط تقدم العلاقات المغربية الإسبانية، بل يؤكد أيضاً أن المغرب يستثمر بثقة في أمنه الاستراتيجي وسيادته البحرية.




تابعونا على فيسبوك