فيضانات تنغير .. توليد امرأة حامل بتوجيه من القابلات عبر تقنية الفيديو

الصحراء المغربية
الإثنين 14 أبريل 2025 - 15:17

في مشهد يعكس القدرة على التكيف والإبداع في تقديم الرعاية الصحية في ظروف قاسية، اضطرت امرأة حامل في حالة مخاض في إحدى القرى النائية في منطقة تنغير إلى الولادة في منزلها، بعد أن منعتها الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة من الوصول إلى أقرب مركز صحي. ورغم خطورة الوضع الصحي لهذه المرأة، فقد تمت عملية التوليد، أمس الأحد، بفضل التعاون عن بعد مع القابلات عبر تقنية الفيديو.

يعمل إلياس الشيوي ممرضاً متعدد التخصصات في المركز الصحي القروي أيت حمو سعيد، الذي يخدم حوالي 11 دواراً في المنطقة الجبلية النائية. وفي تصريح لـ جريدة الصحراء المغربية، أشار إلياس إلى أنه تلقى اتصالاً من مدير المستشفى الإقليمي بتنغير يخبره بأن امرأة في حالة مخاض تحتاج إلى رعاية عاجلة، ولكن الطرق كانت مقطوعة تماماً بسبب الفيضانات، ولا يوجد أي سبيل للوصول إلى مستشفى بومالن دادس القريب.

بعد تقييم حالة المرأة عن بعد باستخدام هاتفه المحمول، انتقل إلياس إلى منزلها لتقديم الرعاية الأولية. تبين له بعد قياس ضغط الدم وتشخيص حالتها أن ضغط الدم المرتفع يجعل الولادة في المنزل غير آمنة. لكن، ومع استمرار إغلاق الطرق وتعذر الوصول إلى المستشفيات بسبب السيول، قرر الاتصال بالقابلات المتخصصات في مراكز صحية أخرى في المنطقة للحصول على الإرشادات اللازمة.

تمكن إلياس من الاتصال بـ القابلة كوثر النميلة من المركز القروي امسمرير، إضافة إلى القابلات في المركز الاستشفائي الإقليمي بتنغير، حيث تعاونوا جميعاً عبر تقنية الفيديو لتوجيه إلياس خلال عملية التوليد. وعلى الرغم من أن إلياس ليس مختصاً في التوليد، إلا أنه بفضل توجيهات القابلات عن بعد، نجح في مساعدة المرأة على وضع مولودتها في المنزل، متحدياً الظروف الصعبة التي فرضتها المنطقة الجبلية وصعوبة المسالك الطرقية.

في تصريح خاص لـ جريدة الصحراء المغربية، عبرت القابلة كوثر النميلة عن إعجابها وفخرها بشجاعة زميلها إلياس، مشيرة إلى أن التعاون عن بعد بين القابلات والممرضين في هذه الظروف الاستثنائية كان مثالاً حيًّا على روح الفريق والقدرة على التغلب على الصعوبات.

وأكدت كوثر أن هذا التحدي كان فرصة حقيقية لإثبات أن التكامل بين الفرق الصحية، حتى عبر المسافات البعيدة، يمكن أن يسهم في إنقاذ حياة الأمهات والأطفال في مثل هذه الظروف الطارئة. وأضافت أنها وزميلاتها من المركز الاستشفائي الإقليمي بتنغير كانوا على تواصل مستمر مع إلياس، لضمان سير العملية على أكمل وجه.

من جانبه، عبر عبد الله شبراوي، عضو المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للمرضين وتقنيي الصحة في تنغير، عن اعتزازه بمهنية وتفاني زميلهم إلياس الشيوي، مشدداً على أن الممرضين في المناطق النائية يتحملون أعباءً ثقيلة ويصبحون الخط الأول في توفير الرعاية الصحية في غياب الدعم الطبي المتخصص. وأضاف عبد الله أنه في المناطق النائية، يصبح الممرضون حلقة الوصل الوحيدة التي تضمن العلاج والخدمات الصحية في حالات الطوارئ مثل هذه.

 




تابعونا على فيسبوك