انخرط مركز الطاقة الخضراء "غرين إنيرجي بارك"، المنصة التابعة لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، في المشاريع البيئية والايكولوجية، التي تم إطلاقها بمدينة مراكش وتعكس الرغبة الأكيدة للمسؤولين في جعل المدينة الحمراء حاضرة نموذجية في المجال البيئي على الصعيد الوطني.
وفي هدا الإطار، أطلق المركز مبادرة حضرية للتنقل بالطاقة الكهربائية، ضمن حلول النقل الحضري المستدام، تروم تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية محليا، من خلال توزيع 14 دراجة كهربائية صديقة للبيئة، كمرحلة أولى على طالبات جامعيات عضوات جمعية "من أجل تمدرس الفتاة القروية" بمراكش، من أجل تسهيل التنقل إلى المؤسسات الجامعية التي يتابعن دارستهن بها.
ويعد هذا المشروع النقلي النظيف لبنة أخرى تعزز مجموعة من المشاريع الخضراء بهدف تقوية التنمية المستدامة بالمدينة الحمراء، علما أن هذا المشروع يندرج ضمن قطاع النقل الذي يعتبر قطب الراحة في مجال البيئة، إذ يساهم بحوالي 14.7 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وتأتي هذه المبادرة، كثمرة تعاون بين مركز الطاقة الخضراء "غرين إنيرجي بارك" المتواجد بالمدينة الخضراء بابن جرير مع شركة (POGO)، في إطار مشروع "حلول الطاقة المستدامة لإفريقيا"، الذي تموله المفوضية الأوروبية في إطار برنامج"H2020" الذي يجمع العديد من الشركاء الأفارقة والأوروبيين.
وسيجري تعميم هذه المبادرة التجريبية الطموحة، فور تأكيد كفاءة هذا المشروع الحضري ونموذجه الاقتصادي، في عدد من البلدان الإفريقية.
ولقيت هذه المبادرة المهمة، استحسانا كبيرا من طرف عدد من المستفيدات، لكونها ستسهل كثيرا عملية التنقل بين دار الطالبة والمؤسسة الجامعية، وتضمن الالتزام بالحضور الدائم حسب استعمالات الزمن.
وحسب ثريا بنبين رئيسة جمعية "من أجل تمدرس الفتاة القروية"، فإن هذه المبادرة ستمكن الطالبات المسجلات في المؤسسات الجامعية البعيدة عن دار الطالبة للفتاة القروية من التمتع بمزيد من الحرية في التنقل والتكيف مع البرمجة الزمنية الجامعية المتغيرة، مشيرة الى أن
هذه المبادرة المبتكرة ستساهم كذلك في تعزيز وضعية تمدرس الفتيات القرويات بمختلف المؤسسات الجامعية.
وتعتبر مدينة مراكش، التي تبنت، منذ سنة 2016، عدة مبادرات تهم النقل المستدام النظيف، نموذجا يحتدى به في مجال تطوير النقل الكهربائي بالمغرب.
وعاشت مدينة مراكش خلال السنوات الأخيرة، على إيقاع إطلاق مجموعة من المشاريع البيئية والايكولوجية، تزامنت مع احتضان المؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22"، ومن بينها اعتماد حافلات للنقل الحضري صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الكهربائية، وإحداث محطة لمعالجة النفايات وأحياء إيكولوجية وإحداث مشتل لإنتاج الطاقة الشمسية وتطبيق النجاعة الطاقية ببعض البنايات العمومية.