خبراء يؤكدون على ضرورة الحفاظ على التراث المعماري للمباني التاريخية للمدن العتيقة

الصحراء المغربية
الثلاثاء 23 نونبر 2021 - 15:05

أكد خبراء وباحثون المشاركون في فعاليات الدورة العاشرة من سماع مراكش، التي أشرفت على تنظيمها جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة مراكش، على ضرورة الحفاظ على التراث المعماري والعمراني للمباني التاريخية للمدن العتيقة، واستلهام بنية المدينة العتيقة لمراكش في التصميمات الحديثة.

ودعوا في الجلسات العلمية لهذه الدورة، التي جرى تنظيمها يومي 19 و20 نونبر الجاري، تحت شعار "تراث المدن العتيقة.. خميرة للنموذج الحضري الجديد"،  ائتلاف الجمعيات المغربية لـ8 مدن عريقة المهتمة بالتراث، الى متابعة موضوع  تعديل النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بمستلزمات الحماية القانونية والسهر على تسريع مصادقة الحكومة والمؤسسة التشريعية عليها.

وشدد المشاركون على ضرورة تطبيق وتحيين وتقوية وتجويد القواعد القانونية والتنظيمية بعد انصرام أكثر من 40 سنة على إصدار قانون 80-22  منظم المحافظة على المباني التاريخية، وبعد إصدار تقرير المجلس الأعلى للحسابات وتوصياته (2003/2016 ) التي أعقبت التوقف عند اختلالات كبيرة في الإنجاز،  وتدهور الوضع العام للمباني ومناطق الحماية ( المجاورة لها ).

واهتمت جلسات الندوات العلمية لفعاليات الدورة العاشرة من سماع مراكش، بالقضايا المتصلة ب " بنيان المدن العتيقة ومستقبل النموذج الحضري المغربي"،  بالنظر الى ما شهدته مدينة مراكش وباقي المدن المغربية العتيقة، من وجود اختلالات في إنجاز برامج واسعة  في سبيل تثمين تراثها وتأهيله.

وشملت العروض والمناقشات الأبعاد الثقافية / الحضارية وخلفيات الاختلالات الكبرى التي رافقت المرفق الثقافي، وإشكالية منظومة الحماية والتثمين والترميم.

وتم التركيز خلال هذه الدورة على أهمية انجاز ابحاث تهم النموذج الحضري والمعماري للمدينة العتيقة، فضلا عن تنظيم وأرشفة الوثائق والمراجع ذات الصلة بعمران المدن العالمية العتيقة.

وفي هدا الإطار، احتفت دورة هذه السنة من سماع  مراكش للموسيقى الصوفية، بالمهندس المعماري المرموق سيرج سانتيلي الذي درس أستاذا مبرزا بمدرسة الهندسة المعمارية بيلفيل بباريس مدة أربعين عاما، بعد اختيار عمله وبحثه حول المدينة الشرقية العربية الإسلامية، من أبرز الأبحاث الأوروبية التي اهتمت بالنموذج الحضري للمدن العتيقة، حيث راكم رصيدا وثائقيا ثمينا، يقترح ثلة من طلبته المغاربة سابقا وهم في مقدمة الجسم الهندسي العمراني بمراكش اعتماد هذا الرصيد منطلقا لمركز علمي الأول من نوعه في القارة الإفريقية.

ووعيا من الملتقى بالأهمية العلمية لهذه الذخيرة التي  تستوعب أبرز الأبحاث الأوروبية التي اهتمت بالنموذج الحضري للمدن العتيقة، في مواجهة المفاهيم التي تنزع للعولمة وأساليب البناء النمطية، قرر ت الدورة العاشرة من سماع مراكش، التنويه بالأعمال والمجهودات الكبيرة للمهندس المعماري سيرج سانتيلي، والتنويه أيضا باستعداده لمواصلة العمل مع طلابه  القدامى بمراكش من أجل الإعداد  لإنشاء هذا المركز في العاصمة المرابطية.

وتضمن البرنامج الفني والثقافي لهذه الدورة، الاحتفاء بالتراث اللامادي لساحة جامع الفناء من خلال عرض حصص من مسرح الحكواتي قدمها معلمين رواة  ( عبد الرحيم الأزلية ومحمد باريز)  رفقة  طلبة مدرسة مراكش للحكي، التي تستوعب حوالي 30 طالبا وطالبة، والتي بادرت جمعية منية مراكش بتأسيسها في الأسابيع الأخيرة، ويساهم في تأطيرها المسرحي إبراهيم الهنائي.

وفي هذا السياق، أكد جعفر الكنسوسي، مدير موسمية سماع مراكش، أن الغاية من مشاركة الشباب الحكواتيين في هذه التظاهرة، إحياء صلاتهم بالميراث العظيم للمديح النبوي الحاضر بقوة بساحة جامع الفنا التاريخية منذ البداية.

وتخلل الدورة العاشرة من سماع مراكش، تنظيم حفل "الصبوحي" أو ما يسمى بذهبية الشروق، بمجلس سماع طرب الآلة  يحيه مجموعة هواة طرب الآلة بمراكش بالرئاسة الشرفية للمعلم أحمد البزاري وتنسيق الفنان رشيد الحيحاوي وبمشاركة المنشد سعيد بلقاضي من طنجة، احتفاء بطلوع يوم جديد، وسط أحضان الطبيعة الخلابة والهادئة بحدائق المنارة.

وعاش الجمهور المراكشي وعشاق الموسيقى الروحية العريقة،  لحظات مميزة من السماع والمديح والأنغام الصوفية في حفلة موسيقية روحية تتغنى بقيم الإسلام والمدائح النبوية في صيغة أذكار وأشعار صوفية، أحيتها مجموعة مولاي هشام التلموذي للموسيقى والطرب بمراكش بإسهام المنشد سعد التمسماني من طنجة وحكيم خيزران من الدار البيضاء.




تابعونا على فيسبوك