تتضاعف معاناة مرضى السرطان بآسفي وتتعمق، عقب كل رحلة علاج إلى أحد المراكز المختصة بمراكش أو الدار البيضاء أو الرباط، بحثا عن العلاج وأملا في الشفاء من هذا المرض، خصوصا الأشخاص الذين تعوزهم الإمكانيات من أجل تلقي العلاجات الضرورية في المصحات الخاصة مقابل تكلفة باهظة.
ففي غياب مركز استشفائي للأنكولوجيا متخصص في علاج مرضى السرطان بمدينة آسفي، يضطر مرضى السرطان إلى السفر عبر رحلة شاقة ومتعبة، تتكبد خلالها أسر المرضى بالسرطان تكاليف السفر المادية والمعنوية، زيادة على غلاء الأدوية وحصصها المتعبة. زبيدة كسكوس رئيسة الجمعية المغربية للوقاية من داء السرطان بآسفي، تشعر بآلام هذه الشريحة من المواطنين، لكنها لا تجد لهم من وسيلة للتخفيف من معاناتهم سوى مطالبها المتعددة بإنشاء مركز للأنكولوجيا بهذه المدينة الأطلسية.
كما تقوم بين الفينة والأخرى بتنظيم حملات تحسيسية بشأن هذا المرض في إطار تنزيل مقولة "الوقاية أحسن من العلاج" على أرض الواقع. وفي هذا الصدد، جددت زبيدة كسكوس مطالبتها الجهات المعنية بإحداث مركز استشفائي للأنكولوجيا متخصص في علاج مرضى السرطان بمدينة آسفي والعمل على وقف معاناة المصابين مع السفر إلى مدن بعيدة بحثا عن إجراء الفحوصات أو الخضوع للحصص العلاجية. وأكدت رئيسة الجمعية المغربية للوقاية من داء السرطان بآسفي، خلال حملة تحسيسية من أجل الكشف عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، تم تنظيمها الأربعاء الأخير، بالمركز الصحي بياضة بمدينة آسفي، تحت شعار "لنتحدى السرطان"، على ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين والمهتمين والفاعلين، من أجل الإسراع في بناء مركز استشفائي للأنكولوجيا متخصص في علاج مرضى السرطان بمدينة آسفي، موضحة أن هذه الحملة الطبية، تهدف إلى تحسيس وتوعية النساء من الفئات العمرية المستهدفة بأهمية الكشف عن سرطان الثدي وكذا سرطان عنق الرحم، وتلقينهن كيفية القيام بعملية الكشف بأنفسهن، مع تقديم بعض النصائح والإرشادات الأساسية، التي تساعدهن على تفادي الإصابة بهذا المرض، من قبيل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن القلق اليومي والإقلاع عن التدخين والكحول. وأبرزت رئيسة الجمعية المغربية للوقاية من داء السرطان بآسفي أن اكتشاف المرض في وقت مبكر يزيد من فرص الشفاء، سيما أن سرطان الثدي يصنف ضمن الأمراض الصامتة، داعية في هذا الصدد النساء إلى إجراء فحوصات مرة كل سنتين بشكل منتظم.