شهدت حالات الطلاق ارتفاعا ملحوظا خلال فترة جائحة "كوفيد-19"، فيما لم تتأثر عقود الزواج بهذه الجائحة حيث سجلت انخفاضا طفيفا جدا مقارنة بنفس الفترة لما قبل كورونا. وتعد إشكالية الطلاق من بين التداعيات السلبية لجائحة كورونا التي كان لها تأثير واضح على مختلف مناحي الحياة، سواء منها الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.

وقال عبد الرزاق بويطة الكاتب العام للجمعية المغربية للعدول الشباب " إن الفترة المرتبطة بجائحة "كوفيد- 19 " سجلت ارتفاعا ملحوظا في حالات الطلاق، حيث يتوافد على مكتب العدول الكثير من الأزواج الذين يرغبون في إنهاء العلاقة الزوجية، وهي ظاهرة غير صحية، خاصة أن الفئة التي تُقبل على الطلاق تكون قضت سنوات طويلة من الزواج ولديها أولاد".
 أوضح  الكاتب العام للجمعية في تصريح لـ "الصحراء المغربية"  أنه حين كان العدل هو من يقوم بمهمة الزواج والتطليق، كان يتحرى عن الموضوع وعن أسباب طلب الطلاق في الحي لأنه يعرف جميع سكانه جيدا، لذا يسعى إلى الصلح، لكن القاضي لديه إكراهات وعدة جلسات وملفات كثيرة، وبالتالي هو ينظر إلى الملفات، كما أنه متابع بالمراقبة من السلطة القضائية ومطالب بإنجاز الملفات في وقتها المحدد،  لذا يكون الطلاق في المحكمة أسرع، خاصة في هذه الظرفية الصحية الاستثنائية. 
وبالنسبة لطلاق الشقاق، حسب بويطة، تطلب الزوجة الطلاق بمبرر أنها لم تعد تتفق مع الزوج دون أن تكون هناك موضوعية تدعو للطلاق، كما أن المادة التي تهم الطلاق للشقاق لم تعطي دواعي واضحة جدا للطلاق. 
ويرى بويطة أن ارتفاع حالات الطلاق لها علاقة بهذه الظرفية الصعبة خاصة خلال فترة الحجر الصحي، حيث لم يتمكن الزواج، الذي دام لمدة 14 سنة، من الصمود أمام بعض الظروف الاجتماعية والنفسية للعديد من الأزواج، حيث نجد أن هناك من فقد عمله وأصبح وجوده الدائم بالبيت يثير غضبه الذي يصبه على زوجته، وبالتالي يكثر الشجار بين الزوجين، فضلا عن تسجيل حالات العنف الزوجي، حيث إن عدة نساء صرحن، حين قدمن إلى مكتب العدول لطلب الطلاق، بأنهن تعرضن للعنف النفسي أو الجسدي، مؤكدا أن الطلاق عموما والطلاق بعد مدة طويلة من الزواج يؤثر سلبا على الأبناء بالدرجة الأولى. 
وفي ما يتعلق بعقود الزواج خلال فترة الصيف التي اقترنت هذه السنة بجائحة كورونا، قال الكاتب العام للجمعية،" إنها حافظت تقريبا على نفس الوتيرة التي كنت أشتغل بها من خلال  الجدولة والإحصائيات التي قمت بها، حيث تبين أن هناك تراجع طفيف جدا وغير ملحوظ، مقارنة بالفترة نفسها من السنوات الماضي

---