خلفت الانقطاعات المتوالية يوميا للماء الشروب، استياء وتدمرا عميقين لدى سكان العاصمة الإسماعيلية، إذ لم يتحمل المواطنون وزر حرمانهم من هذه المادة الحيوية لساعات تزامنت مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة دونما اعتبار للاحتياجات اليومية للاستعمالات الضرورية، سواء تعلق الأمر بالاستهلاك المنزلي أو بالمؤسسات العمومية، أو باقي المحلات الخدماتية، كالمقاهي والمطاعم والفنادق وغيرها من الشركات الإنتاجية.
وأمام هدا الوضع، ومن أجل رفع أي لبس من شأنه أن يخلق الشوشرة بين أوساط الساكنة، أصدر المكتب الوطني للكهرباء والماء، اليوم السبت الأخير، بلاغا صحفيا يشرح فيه الوضعية الراهنة لتزويد مدينة مكناس بالماء الصالح للشرب، أوضح فيه أنه بفعل ضعف التساقطات المطرية والثلجية التي عرفتها منطقة سايس خلال السنين الأخيرة، تم تسجيل انخفاض بالنسبة لإنتاجية الموارد المائية المزودة لمدينة مكناس بالماء الصالح للشرب، وخصوصا عين ريبعة التي انخفض منسوب صبيبها خلال شهر يونيو الماضي بما يزيد عن 140 لتر في الثانية، وأضاف البلاغ أن المكتب اتخذ مجموعة من التدابير الاستعجالية لتقوية الإنتاج ضمانا لاستمرارية تزويد مكناس بالماء الشروب.
وتابع البلاغ نفسه أن المكتب الوطني للكهرباء والماء بصدد مباشرة عملية تقوية الإنتاج انطلاقا من محطة المعالجة عين النقبي على مستوى واد سبو بفاس، في إطار مشروع تزويد مدينتي مكناس وفاس انطلاقا من حقينة سد إدريس الأول بصبيب يصل إلى 250 ل/ث، وسيتم الشروع في هده العملية قبل نهاية شهر يوليوز الجاري، ما سيمكن من تزويد مدينة مكناس بصفة دائمة ومنتظمة بالماء الشروب على حد تعبير البلاغ.
كما ان المكتب - يضيف البلاغ ذاته- بصدد إعداد برنامج مشروع آخر لتزويد مدينتي فاس ومكناس بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد إدريس الأول، بغلاف مالي حدد في 1.7 مليار درهم بصبيب إجمالي يصل إلى 2000ل/ث ومن المرتقب الشروع كليا في استغلال هذا المشروع مع بداية سنة 2021.
وموازاة مع ذلك ومن أجل تدبير فعال واحتواء العجز المسجل حاليا، قامت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس ببناء خزان بسعة 20000 م3، كما أنها تقوم بتدابير استعجالية أخرى لإصلاح التسربات التي تقع بشبكة قنوات التوزيع والجر.
جدير بالذكر أن مدينة مكناس عاشت في فترات سابقة، وبالتحديد نهاية سنة 2011 وبداية سنة 2012 أزمات انقطاعات متكررة للماء الصالح للشرب مع تغير في اللون والطعم ناتجة عن نقص حاد في صبيب منابع عيون "ريبعة وبيطيط" المزودتان الأساسيتان للعاصمة الإسماعيلية بالماء الشروب، الأمر الدي تم معالجته وقتذاك بإنشاء محطة جديدة بصبيب وصل الى 600 لتر في الثانية تكلف بإنجازها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بغلاف مالي حدد في 120 مليون درهما.