دعوة للحوار والتعايش ونبذ الاختلاف

فاس على إيقاع موسيقى العالم

السبت 02 يونيو 2007 - 11:03

تعيش مدينة فاس، منذ أمس الجمعة وعلى مدى تسعة أيام، على أنغام الموسيقى العالمية العريقة، إذ دشنت المغنية الأميركية و الناشطة في مجال التصالح والسلم بين الشعوب، باربارا هندريكس.

الدورة الثالثة عشر لمهرجان فاس للموسيقى العريقة الذي يؤسس هذه السنة للجديد من خلال حفل الفارس الشهير بارتباس الذي سيقدم بمقالع المرينيين حفل »شروق الشمس« ابتداء من الساعة الرابعة و45 دقيقة صباحا، حفل، تمتزج فيه أناشيد الصوفية بتراتيل الآذان القادم من مختلف مساجد المدينة.

وتعتبر باربارا هندريكس من ألمع وأنشط مغنيي الحفلات في جيلها، وقد غنت بمصاحبة أشهر عازفي البيانو .

أما في مجال الغناء مع الأوركسترا فقد أدت العديد من الأغاني المتنوعة مع مشاهير قادة الأوركسترا في العالم أحدثت باربارا هندريكس التي بدأت مسيرتها الفنية سنة 1974، مع أوبرا سان فرانسيسكو، مؤسسة »باربا هندريكس للسلام والتصالح« سنة 1998، من أجل تجسيد كفاحها في سبيل تفادي النزاعات في العالم وتسهيل التصالح وتشجيع السلم.

فتحت شعار »روح المكان وعبق الزمان« يعانق عشاق ورواد الموسيقى العالمية العريقة، أجواء من الروحانيات والتصالح الذاتي مع العالم ومع مختلف الحضارات والثقافات التي تلتئم حول هدف واحد هو نبذ الاختلاف والدعوة للحوار والتعايش.

أصوات فنانين مغاربة وعرب وعالميين ستصدح في سماء مدينة فاس، معلنة قوة الكلمة الموسيقية في مد جسور الحوار الثقافي والحضاري، ومعلنة أيضا قيمة الفن الملتزم في الحفاظ على الهوية وعلى القيمة الحقيقية للفنون التراثية.

و يتضح من شعار الدورة أن المهرجان سينعش روح المكان من خلال الالتحام المتجدد بين الحدث المهرجان وبين المكان فاس، على اعتبار أن الموسيقى الروحية التي هي الهوية الذاتية للمهرجان لها رنين خاص في متحف البطحاء وباب المكينة وساحة ابي الجنود بوجلود ودار التازي، كلها أماكن تشهد على حقيقة وقيمة المهرجان.

المهرجان أيضا سينفتح هذه السنة، على »أيام التراث« التي أضيفت للبرنامج العام للتظاهرة، من أجل إعادة اكتشاف بعض معالم المدينة وذلك احتفالا بمرور 25 سنة على تسجيل مدينة فاس في قائمة التراث العالمي للانسانية، من طرف منظمة اليونيسكو وكذا اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية 2007 من طرف اليونسكو .

عدد كبير من الفنانين يحضرون الدورة الثالثة عشرة من بينهم كورال مجموعة لندن للغوسبيل والمجموعة الوترية الكوبية، والمغني الهندي فاسوماتي بدرينتان والمغنية البرازيلية تانايا ماريا ووعد حسون وإلياس كرم من سورية، وسونيا مبارك من تونس، وبهيجة رحال من الجزائر، وفدوى المالكي، ولطيفة رأفت وماجدة اليحياوي من المغرب، وجاهدة وهبة من لبنان واخطار شريف حسين من باكستان، والقائمة طويلة ومتنوعة تنوع فقرات المهرجان.

وبالموازاة مع فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العريقة، يواصل »المهرجان في المدينة« احتفالياته التي تعطي لبعض المواقع مثل »باب بوجلود«، المركب الرياضي التاجموعتي ببنسودة و»دار التازي« حركية خاصة من خلال الحفلات الموسيقية التي تبرمج بها والتي سيحضرها هذه السنة إلى جانب فنانين عالميين فنانون مغاربة من بينهم لطيفة رافت وماجدة اليحياوي وسعيد باي وفرق الغناء الشعبي : »بنات الهواريات« و»عبيدات الرما«، ومجموعة مازاغان كما ستحتضن هذه الفضاءات أيضا أمسيات للإنشاد الصوفي.

وتنظم على هامش المهرجان مجموعة من الانشطة الموجهة للشباب من ضمنها ورشةنظرة الشباب للتراث بفاس ستجمع حوالي ثلاثين شابا بهدف تلقينهم المبادئ الاولية لفن التصوير، إلى جانب ورشة إيقاعات وألحان العالم التي ستتيح فرصة التحسيس والتقرب من عالم الموسيقى من خلال التدرب على الألحان الأساسية واستعمال الآلات التقليدية.

ويصادف مهرجان فاس للموسيقى الروحية هذه السنة الذكرى 800 لميلاد الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، إذ سيتاح لجمهور المهرجان، الاستماع لقصائده باللغة التركية في حفل لدراويش الطريقة القادرية والمولوية من اسطنبول، وباللغة الفارسية مع الفنانة باريسا ومجموعة داستان وباللغة العربية مع الفنانة وعد حسون، وبلغة الأوردو مع أساتذة الإنشاد من باكستان.

إضافة الى الموسيقى، سيكون المهرجان أيضا مناسبة للتفكير وتبادل وجهات النظر حول موضوع المقدس والحداثة من خلال مناقشة ثلاثة محاور رئيسية هي هوياتنا الثقافية في مواجهة أحادية العالم ومدننا التراثية، أهي انعكاس للعالم القديم أو منبع خيالي للمستقبل« و»معتقداتنا وعقلنا في محك العالم الجديد، مواضيع تحتضنها لقاءات فاس أيام الثاني والثالث والرابع من يونيو المقبل، في محاولة للإجابة عن السؤال الجوهري كيف نعيش حاليا الحداثة التي ما فتئت تفرض نفسها بإلحاح وكيف نوظفها مع القيم العريقة كالإيمان والثقافة والتراث.




تابعونا على فيسبوك