تشير مختلف التوقعات لوضع الطلب على النفط إلى تراجع يتراوح بين مؤسسة وأخرى، مع إعطاء دور ولو محدود لتأثير الأسعار المرتفعة التي شهدتها السوق خلال العامين الماضيين على استهلاك النفط.
وفي الوقت الذي لعبت فيه الأجواء الباردة في أوروبا وبعض المناطق الآسيوية دورا في دعم ارتفاع الأسعار، إلا أن اعتدال الطقس في أميركا الشمالية أسهم إلى حد ما في التقليل من آثار موجة البرد التي شهدها النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وذلك وفق ما جاء وبدرجات متفاوتة في التقارير الصادرة هذا الشهر لكل من الوكالة الدولية للطاقة التي ترعى شؤون المستهلكين من مقرها في باريس، ومن المنتجين عبر منظمة الأقطار المصدرة للنفط أوبك، إلى جانب إدارة معلومات الطاقة.
وتقول تقارير هذه المؤسسات و حسب ما أوردته " الاقتصادية " السعودية، إن التوترات السياسية والاضطرابات الأمنية خاصة في أقطار نيجيريا، العراق، وإيران تظل مصدر قلق للمتعاملين خوفا من انقطاع الإمدادات، ولو أن ارتفاع حجم المخزونات خاصة الأميركية أسهم إلى حد كبير في توفير عنصر طمأنينة للسوق.
وقالت "الاقتصادية" في تقرير لها من تورنتو، إن الوكالة الدولية للطاقة قلصت من حجم توقعاتها بالنسبة للطلب على النفط بسبب موسم الشتاء المعتدل إلى حد ما في أميركا الشمالية، رغم البرودة التي ضربت أوروبا وأجزاء من دول الاتحاد السوفياتي سابقا.
ويشير تقرير الوكالة إلى تراجع في حجم الطلب وبصورة طفيفة من 1.09 مليون برميل يوميا إلى 1.06 مليون خلال العام الماضي، وكذلك من 1.83 مليون برميل إلى 1.78 مليون هذا العام، مضيفا أن معدل نمو الطلب في الصين الذي بلغ 1.2 في المائة خلال الربع الأول من العام الماضي ارتفع إلى 3.9 في المائة خلال الربع الثاني، ويتوقع له أن يبلغ 5.8 في المائة خلال هذا العام .
وسجل التقرير تراجعا في معدل الإمدادات العالمية بنحو 135 ألف برميل يوميا الشهر الماضي إلى 84.6 مليون، بسبب بعض العقبات في روسيا وبحر الشمال، مع استمرار جزء من إنتاج خليج المكسيك مغلقا.
كما توقع التقرير أن يرتفع حجم الإمدادات من خارج "أوبك" من 50.15 مليون برميل يوميا العام الماضي إلى 51.45 مليون هذا العام وبلغت الإمدادات من الدول الأعضاء في "أوبك" 29.2 مليون برميل متراجعة 65 ألفا من إنتاج ديسمبر الماضي.
ويتوقع التقرير أن يبلغ الطلب على نفط "أوبك" هذا العام 28.6 مليون برميل، بزيادة 200 ألف عن العام الماضي، وأن حجم الطاقة الإنتاجية الفائضة سيزيد إسميا إلى 2.7 مليون برميل، مليون منها بنهاية العام، ونصفها سيتم تأمينه خلال فصل الصيف
"أوبك" من جانبها وفي تقريرها الصادر في السابع عشر فبراير، تتوقع أن يبلغ معدل النمو على الطلب هذا العام 1.6 مليون برميل يوميا، أو 1.9 في المائة إلى 84.6 مليون، أي أقل من تقديرات التقرير السابق، مضيفة أن الطلب سيرتفع في كل المناطق ما عدا بعض أجزاء من أوروبا.
الإمدادات من خارج "أوبك" بلغت العام الماضي 50.1 مليون برميل بزيادة 200 ألف عما كان عليه الوضع في 2004 .
ويتوقع التقرير أن يبلغ حجم الإمدادات من خارج المنظمة هذا العام 51.5 مليون برميل، بزيادة 1.4 مليون عن العام الماضي، مضيفا أن إجمالي إنتاج المنظمة خلال الشهر الماضي بلغ 29.6 مليون برميل يوميا بتراجع 169 ألفا عن الشهر الأسبق.
وبالنسبة لإدارة معلومات الطاقة، فإنها تتوقع أن يتراوح سعر البرميل من نوع ويست
تكساس خلال هذا العام نحو 65 دولارا للبرميل بسبب موجة البرد التي ضربت أجزاء رئيسية من أوروبا، وعدم الوضوح بشأن حالة الإمدادات خاصة من نيجيريا، والعراق وإيران، وضعف الطاقة الإنتاجية الفائضة، الأمر الذي سيشكل عامل ضغط يرفع الأسعار إلى أعلى بنحو تسعة دولارات مقارنة بأسعار العام الماضي.
لكن التقرير الذي يتناول وضع العرض والطلب على المدى القصير يتوقع تراجعا في معدلات الأسعار إلى 61 دولارا العام المقبل.