دبي تنتظر المترو لحل أزمة السير الخانقة على الطرقات

الإثنين 27 فبراير 2006 - 15:00
قيمة المشروع 4 ،3 ملايير دولار

سيتنفس سكان دبي الصعداء، عندما يتم تشغيل خط المترو في المدينة الذي بدأت أعمال إنشائه، لأنه سيخفف من زحمة السير الخانقة التي تجعل من الطرقات العريضة والحديثة في بعض ساعات النهار عنق زجاجة تعلق فيها مئات آلاف السيارات.

ويجرى بناء " قطار دبي " على مرحلتين تنتهي أولاهما عام 2009 والثانية عام 2012، ليكون حينها هذا القطار بخطوطه الاثنين قادرا على نقل1.2مليون راكب يوميا، أي ما يعادل تقريبا عدد سكان الإمارة حاليا.

وينفذ المشروع كونسورسيوم شركات تقوده "ميتسوبيشي" اليابانية وقعت معه بلدية دبي في مايو الماضي عقد التنفيذ البالغة قيمته45 ،12 مليار درهم حوالي 4 ،3 ملايير دولار.
كما وقعت دبي مع مجموعة الشركات نفسها التي فازت بالمناقصة، عقدا بقيمة 884 مليون درهم حوالي238 مليون دولار لصيانة القطار على مدى 15 عاما.

والقطار الجديد الذي يعرف أيضا باسم مترو دبي سيعمل من دون سائق، وتؤكد البلدية أنه يراعي البيئة ومجهز ليتناسب مع ظروف دبي المناخية، في إشارة إلى التكييف الذي من شأنه عزل العربات عن درجات الحرارة شديدة الارتفاع في صيف الخليج العربي
وستخصص في كل قطار مقصورة خاصة بركاب الدرجة الأولى وأخرى خاصة بالنساء على أن تكون المقصورتان داخل عربة واحدة، علما أن كل قطار سيتألف من خمس عربات في الخط الأول الأحمر وثلاث عربات بالنسبة للخط الثاني الأخضر.

لكن مترو دبي لن يكون بكامله تحت الأرض، بل على العكس، فإن معظم قضبان خطي القطار ستقام على جسور فوق الأرض.
ويبلغ إجمالي طول الخطين حوال سبعين كيلومترا مع 43 محطة بينها 33 فوق الأرض، ويلتقي الخطان عند نقطتين.

وبينما يدور الخط الثاني حول خور دبي، أي الخليج الضيق الذي يشطر المدينة إلى شطرين، يجتاز الخط الأول المدينة بكاملها بموازاة الشاطئ وشارع الشيخ زايد الذي يصل دبي بأبو ظبي على أن يصل هذا الخط في المرحلة الثانية إلى المنطقة الحرة في جبل علي على الحدود بين الإمارتين.
وبحسب المشروع، فإن المسافة الزمنية بين مرور كل قطار هي90 ثانية للخط الثاني و160 ثانية للخط الأول.

وتؤثر أعمال البنى التحتية والبناء بشكل كبير على حركة المرور في دبي التي تعاني بالفعل من زحمة سير خانقة نتيجة ما شهدته من نمو هائل في السنوات الماضية
وتؤكد بلدية دبي في موقعها على شبكة الانترنت أن "التقليل إلى الحد الأدنى من تأثير عمليات الإنشاء على حركة المرور وعلى حياة سكان دبي اليومية أحد الأهداف الأساسية للدراسة الهندسية للمشروع".

إلا أن المهندس اللبناني وسام فغالي 25 عاما الذي يعيش في دبي يقول إنه بحاجة إلى ساعة ونصف الساعة كل صباح ليصل إلى موقع عمله في الطرف الآخر من المدينة، "بينما تصل المدة الى ساعتين في المساء" .

ويضيف فغالي إن "زحمة السير هذه أكثر ما يزعجني في حياتي في هذه المدينة، لأن دبي معروفة بالراحة التي تؤمنها لسكانها، إلا أن هذه المشكلة التي تنامت بشكل كبير في السنوات الماضية تضيف عامل الضغط النفسي على حياة المدينة".

الى ذلك، يقول مهندس يعمل في إحدى أبرز شركات البناء في دبي إن "أساس مشكلة زحمة السير هي أن نمو المدينة وازدهارها كان أسرع من نمو البنى التحتية والطرقات"
وأكد هذا المهندس الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "الطرقات والبنى التحتية في دبي بنيت وفق تصاميم وتخطيط مدني عظيم ومتقن" إلا أن "المشكلة تكمن في بعد مناطق العمل والتجارة عن المناطق السكنية، إضافة إلى ضعف المواصلات العامة" .

وتابع "لو أخذنا مثلا منطقة جبل علي منطقة حرة على حدود إمارة أبو ظبي التي تعد نقطة جذب مهمة للعمال، فهي تبعد أكثر من أربعين كيلومترا عن الأحياء السكنية في دبي على حدود إمارة الشارقة، أو عن الشارقة نفسها التي يعيش فيها عدد كبير من العاملين في دبي" .

وعن المواصلات العامة، تقول الفلسطينية هند عامر إن "الحافلات العامة يقتصر استعمالها على شريحة محدودة من سكان دبي، ومع الظروف المناخية الصعبة، لا غنى عن استعمال السيارة".
وعما إذا كان بناء مترو في دبي سيحل المشكلة، تقول هند إن "مجرد وجود مترو في دبي يعزز صورة هذه المدينة التي أصبحت محط أنظار العالم، لكن للأسف، فإن سكان هذه المدينة يتبدلون مع السنوات ولا أدري ما إذا كنت سأكون هنا عندما يبدأ المترو في العمل".




تابعونا على فيسبوك