يعتبر التسميد الفعال مرادفا للتقليل من فواقد المغذيات الضارة بالبيئة ودون التضحية بغلة المحاصيل، فالإفراط في المغذيات وبنوع خاص النيتروجين الذي لا يمتصه النبات قد يمثل إضرارا بالبيئة والغلة.
ولمنح بعض المعلومات حول الأسمدة ومحتوياتها وكيفية استعمالها، تطرق الدكتور محمد الغروص مديرالمركز الجهوي للبحث الزراعي إلى عدة جوانب علمية وتقنية للتسميد.
وأوضح الغروص لفلاحين من أقاليم بني ملال وخريبكة وسطات وابن سليمان، خلال اليوم الإخباري حول صيانة الزراعات الخريفية الذي نظمته أخيرا المديرية الإقليمية للفلاحة بابن سليمان بمركز مولاي رشيد ببوزنيقة، أن التسميد السليم والفعال لابد أن يكون متوازنا ومصحوبا بممارسات زراعية مناسبة، كما أن التداوي بالأسمدة لا يعني القضاء على الأمراض الطفيلية والأعشاب الضارة، وإنما بهدف التقليص من كمياتها داخل الأراضي الفلاحية.
وأضاف غروص أن الأسمدة تعتبر من المداخلات القوية المعززة للإنتاجية، وأن ثلث الزيادة في إنتاج الحبوب على نطاق العالم يرجع إلى عوامل ذات صلة بالأسمدة.
وأكد أن استخدام الأسمدة ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة للتوصل إلى زيادة في الإنتاج الغذائي، وأكد أن الأسمدة المعدنية تلعب دورا مهما في تحسين الإنتاج من الناحية الكمية والكيفية.
وتعمل على تزويد النبات بما يحتاجه من غذاء من أجل نموه وتطوره، إذ إن النبات يعيش وينمو ويتكاثر من خلال الحصول على الماء والمواد المعدنية من التربة، وتاني أوكسيد الكربون من الهواء والطاقة من الشمس.
واضاف أن النبات يحتوي على جميع العناصر الطبيعية 92 عنصرا ولكنه لا يحتاج إلا إلى 16 عنصرا أساسيا كي ينمو جيدا.
ومن هذه العناصر، هناك ثلاثة عشر عنصرا من المغذيات المعدنية الأساسية التي يتعين توافرها إما بواسطة التربة أو بواسطة الأسمدة الحيوانية أو المعدنية.
وعن العناصر الأساسية التي تمكن النبات من إكمال دورة حياته، قال إن عدم وجودها أو نقص أحد منها، لا يعوضه زيادة او توفر عنصر آخر وينتج عنه ظهور أعراض معينة على النبات تدعى بأعراض نقص العنصر.
وأضاف أنه لإفادة النبات لابد من وجود العناصر في التربة على أشكال قابلة للامتصاص وبتركيزات مناسبة لنمو النبات.
ولابد من وجود توازن مناسب بين تركيزات العناصر الغذائية المختلفة الذائبة في المحلول الأرضي.
وأعطى أمثلة بالكلسيوم الذي قد يتداخل في تغذية النبات على الفسفور والبورون أو ربما يؤدي إلى اصفرار عام نتيجة قلة الإفادة من الحديد أو المنغنيز أو الزنك.
وبصرف النظر عن الكربون والهيدروجين والأوكسجين، أكد مغوص أن النبات يحصل على مغذياته من التربة أساسا.
وغالبا ما تصنف هذه المغذيات المعدنية إلى ثلاثة أقسام وهي المغذيات الكبرى النتروجين، والفوسفور، والبوتاسيوم التي يحتاجها النبات بكميات كبيرة، والمغذيات الثانوية الكالسيوم، والمغنيزيوم، والكبريت والتي يحتاجها النبات بكميات أقل إن كانت لا تزال أساسية، ومغذيات صغرى البورون، والكلور، والنحاس، والحديد، والمنغنيز، والمولبدنوم، والزنك.
وعن المدى المتوقع لبعض المعادن في التربة قال غروص إن النتروجين 0.02 إلى 0.5 % والفسفور0.02 إلى 0.4 % والبوتاسيوم0.2 إلى 0.4 % والكاسيوم0.1 إلى 0.5 % والمنيزيوم0.2 إلى 2.5 %، وبخصوص كميات المواد الغذائية الممتصة، أعطى أمثلة بالقمح 22ق-ه والشعير 27 ق-ه والذرة 95ق-ه.
وتطرق غروص إلى أسمدة التغطية بالنسبة للحبوب، حيث أشار إلى أن أسمدة التغطية تهم بالأخص الأسمدة الأزوطية، وأوضح أن الآزوت يوجد في التربة على شكلين أساسيين، وهما الشكل العضوي، ويمثل أكثر من 95 في المائة من محتويات التربة من الآزوت، والشكل المعدني ويتكون من عدة أشكال النترات والامونياك والنتريت وأوكسيد الأزوط ويمثل حوالي 5 %.
وأكد غروص أن الأشكال التي تكون الغذاء الأزوطي بالنسبة للنبات هي النترات والأمونياك، وأن النبات يفضل الامنيوم في طور نموه المبكروالنترات فيما بعد ذلك لهذا يجب توفير الشكلين معا في التربة.
وعن خصائص الأسمدة الأزوطية قال الدكتور إن سماد السلفات الأمنيوم غير فعال إذا استعمل كسماد التغطية وذلك لأنه غير سريع في الذوبان، وفي حالة استعماله يتعرض للضياع على شكل الأمونياك، و للرفع من فعالية هذا السماد يجب استعماله قبل الزرع، فهو يحتوي زيادة على الأزوط على 24 % من الكبيرت وهي نسبة تعطيه مزايا أخرى بالنسبة للأراضي الكلسية بحيث إن استعماله يزيد في حموضة التربة وبذلك يسهل امتصاص النبات لمواد أخرى كالفسفور.
وعن سماد الامونترا قال الدكتور إنه قابل للذوبان وله فعالية عالية عند استعماله كسماد التغطية ومن معوقاته أنه يمتص الماء الموجود في الهواء بسهولة مما يجعله صعب التخزين أو الإستعمال.
كما أن وجوده قرب المحروقات يمكن أن يكون انفجارا قويا قد يؤدي إلى خسائر جسيمة
وهو قابل للضياع في حالة استعماله في ظروف غير ملائمة.
وعن سماد الأوريا قال إنه سماد يحتوي على نسبة عالية من الأزوط وسريع الذوبان وسهل الإستعمال ويوفر الأمنيوم والنترات للنبات، وهو مثل الأسمدة الأخرى معرض للضياع إذا لم يستعمل بطرق صحيحة.
وعن الوقت الملائم لإضافة الأسمدة الازوطية بالنسبة للحبوب، قال إنه يجب إضافة كمية لا تقل عن 20 وحدة أو حسب الكمية الموجودة في التربة قبل سقوط الأمطار ومن الأفضل الاعتماد على تحليل التربة لمعرفة هذه الكمية، قبل انطلاق عملية الزرع.
وعند بداية التفريخ بعد حوالي شهر ونصف من وقت الزرع، أكد أنه يجب إضافة ما يعادل حوالي قنطار من الأمونترات في الهكتار، ومع بداية ظهور السنبلة نصف قنطار من الأمونترات في الهكتار إذا كانت الأحوال المناخية تتطلب ذلك.
وعلى العموم قال الدكتور إن على كل قنطار من الحبوب استهلاك 3.5 كلغ من الازوط، كما أن التربة يمكن أن تعطي بين 50 و 100 كلغ من الأزوط في السنة، وذلك حسب نوعيتها والظروف المناخية، ولنفس السببين فإن الكمية المتلفة يمكن أن تصل إلى 50 % ، مما أكد الدكتور على ضرورة إضافة 140 وحدة أزوطية لإنتاج أربعة أطنان من الحبوب
وإذا افترض أن التربة ستوفر 10 كلغ وأن نسبة الضياع هي 50 % فالكمية التي يجب إضافتها هي 90 وحدة أزوطية.
ووزع الدكتور الباحث أوقات وكميات التسميد حسب بداية التفريخ وعند تكوين السنبلة من 20 إلى 30 وحدة في الزراعات البعلية، حوالي 33ق-ه و 46 وحدة في الزراعات المسقية بحوالي 46ق-ه وعند نهاية التفريخ 46 وحدة في الزراعات المسقية.
وأكد على ضرورة مراعات استعمال السماد المناسب الذي اختزله في الأمونترات أوالأوريا حسب حالة المزروع استعمال الاوريا 46 في حالة اصفرار ظاهر والامونترات في حالة اصفرار غير ظاهر، كما يجب اختيار المناخ المناسب وإضافة السماد بعد الظهر لتقليص نسبة الضياع الناتجة عن تبخر الأزوط .