انتقدت الصين الاتحاد الأوروبي لفرضه رسوما لمكافحة الإغراق على صادرات الأحذية الجلدية، في إطار خلاف هو الأحدث في سلسلة خلافات أثارت توترات في العلاقات التجارية بينهم.

قالت وزارة التجارة في بيان على موقعها على الانترنت إن الصين لا تغرق أسواق أوروبا بالأحذية، وان اتهامات الاتحاد لا أساس لها من الصحة، وأعلن المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون فرض رسوم عقابية لمكافحة الإغراق على واردات الأحذية الجلدية من الصين وفيتنام.

وقال ماندلسون لدى إعلانه القرار إن عليه مواجهة " دعم خفي" و"إغراق مدعوم من الدولة"، وأضاف "نحن لا نستهدف الميزات الطبيعية للصين وفيتنام، بل نستهدف السلوك الذي يتعارض مع المنافسة".

ورفض تشونغ كوان المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية مزاعم ماندلسون، وقال "من المعروف تماما أن صناعة الأحذية صناعة تحتاج لكثافة عمالية عالية والصين التي تنخفض فيها تكاليف العمالة لديها ميزة نسبية في هذه الصناعة " .

وتابع أن هذه كانت أحدث واقعة في تاريخ طويل من المعاملة غير العادلة لصناع الأحذية الجلدية في الصين الذين واجهوا لفترات طويلة نظام الحصص في الاتحاد الأوروبي حتى ألغي اعتبارا من بداية عام 2005، وتابع "هذا يصل إلى حد الحماية ولا يتمشى بالمرة مع الاتجاه العام لتحرير التجارة الذي أتاحته جولة الدوحة"، مشيرا إلى أحدث جولات محادثات تحرير التجارة لمنظمة التجارة العالمية.

وقال تشونغ ان صناعة الأحذية الجلدية في الصين من أكثر الصناعات التي تتبع سياسات السوق ونسبة 98٪ من المصانع مملوكة للقطاع الخاص.
وطلب من نظيره الأوروبي أن يعيد النظر في الأمر قائلا "نحن نطالب الاتحاد الأوروبي بمعاملة صناع الأحذية الصينيين معاملة عادلة وأن يعيد تقييم الأمر بشكل شامل ومنطقي".

وقال بيتر باور المتحدث التجاري باسم الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد وجد أدلة على أن الشركات الصينية والفيتنامية تغرق الأسواق الأوروبية بالأحذية.
وقال باور إن إجراءات مضادة لذلك سوف تبدأ في السابع من أبريل المقبل، ويتوقع بعض المحللين أن تٌرفع الضرائب على الأحذية المستوردة من الصين وفيتنام بنسبة 20٪ عما هي عليه حاليا .

وكانت واردات الأحذية من الصين وفيتنام إلى أوروبا قد شهدت تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة.
وقال بيتر باور إن صادرات الأحذية الصينية إلى أوروبا شهدت ارتفاعا بلغ 320٪ في العام المنتهي في مارس 2005، بينما ازدادت صادرات الأحذية من فيتنام الى أوروبا بنسبة 700٪ . كما أضاف بيتر باور أن عملية الإغراق تحدث بدعم حكومتي الصين وفيتنام .

وفسر باور ذلك بأن الحكومتين الصينية والفيتنامية تقدمان الدعم المالي لصناعة الأحذية في أراضيهما، مع توفير الأراضي اللازمة لإقامة المصانع وتأجيرها بمبالغ زهيدة، والسماح بإعفاءات ضريبية وتقييم غير دقيق لحجم المصانع ومنتجاتها .

---