أوصى المشاركون في الملتقى ما بين الجماعات المحلية لجهتي الأندلس وطنجة تطوان المنعقد يوم الاثنين بطنجة بدعم التعاون اللاممركز بين الجماعات المحلية.
ودعا المشاركون في هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار تعزيز العلاقات بين الجهتين وفي مبادرة دعم الشبكة الموضوعاتية كولد المغرب التي تشكل إطارا مرجعيا للأدوات العملية للنهوض بالشراكات الجهوية، إلى وضع جدولة زمنية يجري تحديدها على ضوء أهمية المشاريع وتعبئة الشركاء، والتأكيد على تماسك مبادرات التعاون، وتعبئة موارد التمويل لدى الممولين لإنجاز البرامج المحددة في إطار اتفاق مشترك.
كما أوصى المشاركون إلى الانخراط في شبكة التوأمة بين المدن المغربية ونظيراتها الأندلسية أنمار الذي يعد تحالفا استراتيجيا بين بلديات وأقاليم الضفتين، وكذا تعبئة فاعلي التنمية المحلية الجماعات، المجتمع المدني ووكالات.
للعمل بشراكة مع نظرائهم بدول أخرى، وتشجيع شركاء آخرين للانخراط في المنهجية المتخذة من طرف برنامج دعم الشبكات الموضوعاتية كولد المغرب.
وشهدت سنة 1982 انطلاق علاقات التعاون اللاممركز بين المملكة والجارة الشمالية إسبانيا، بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين مدينة تطوان وألميكار.
واستفاد الجانبان من الروابط التاريخية لتعزيز التعاون اللاممركز الذي بلغت حصيلته الإجمالية إلى حد الساعة ثمانية اتفاقيات توأمة، و 17 اتفاقية تعاون بين الجماعات المغربية ونظيراتها الإسبانية.
ويدخل هذا الملتقى في إطار مبادرة الحكامة والتنمية المحلية كولد المغرب التي تشكل إطارا مرجعيا يتضمن الأدوات العملية الموجودة سلفا لتشجيع وتسهيل إقامة علاقات شراكة دولية بهدف المساهمة بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المستدامة على الصعيد المحلي.
وتعد "مبادرة دعم الشبكات الموضوعاتية كولد المغرب"، جانبا من مبادرة أشمل تسمى كولد تضم المغرب العربي وصندوق الأمم المتحدة للإسكان، وتهدف إلى دعم مسلسل اللامركزية، وتسهيل الشراكات الدولية بين الجهات التابعة للدول منطقة المغرب العربي المغرب، الجزائر، تونس وليبيا والدول الأوروبية.
على صعيد المغرب، تضطلع مبادرة " كولد المغرب " بدور المنسق بين كافة المتدخلين الوطنيين والدوليين من أجل صياغة برامج تنموية محلية وكذا دعم الديموقراطية المحلية بتبني مقاربة تشاركية، وحسن تدبير الموارد المتأتية من التعاون الوطني والدولي.
ووقع الاختيار على خمس جهات طنجة ـ تطوان والجهة الشرقية وجهة فاس ـ بولمان ومراكش ـ تانسيفت ـ الحوز وكلميم السمارة لتشكل نموذجا رائدا لتطبيق مبادئ هذه المبادرة في المغرب، وتتمثل مجالات تدخل المبادرة في الحكامة المحلية التشاور والتخطيط المحلي، وتعزيز القدرات المحلية والمؤسسات عبر دورات تكوينية، ومكافحة الإقصاء الاجتماعي، ودعم الثقافات وإشاعة الابتكارات على مستوى التنمية البشرية.
وشهد إقليم الأندلس، الذي يضم 72 جماعة وبلدية يفوق تعداد سكان بعضها 700 ألف نسمة، تحولا كبيرا خلال 20 سنة الأخيرة ليتحول من بلد مصدر للهجرة إلى بلد مستقبل لها.
في هذا الصدد أكد أنطونيو زوريطا كونتريراس، المدير العام لصندوق الأندلس للبلديات والتضامن الدولي الذي أسس سنة 2000، أن الإقليم أسس نهضته بالاعتماد على مساعدات الاتحاد الأوروبي، وصياغة سياسة تنموية محلية واضحة المعالم والأهداف، وهو ما مكن من تحقيق معدل نمو يفوق بثلاث مرات المعدل نمو الاقتصاد الإسباني.
وأبرز في الإطار نفسه أن السياسية التنموية ارتكزت على جعل الجماعات المحلية فاعلة في آلية التعاون الدولي، ودعم الاقتصاد التضامني والمشاريع المدرة للدخل، وهو ما جعل 75٪ من المقاولات بإقليم الأندلس حاليا مقاولات صغرى لا يتجاوز عدد أفراد العاملين فيها 6 أشخاص.
وأضاف أن تحقيق التنمية المحلية لا يمكن أن يتأتى إلا بتكامل بين التعاون الدولي والوطني، والتخطيط الاستراتيجي المحلي، وبلورة دور الجماعات المحلية من مؤسسة لتسيير الشأن العام إلى مؤسسة للتخطيط والبحث عن المشاريع.
وحظيت جهة طنجة تطوان بالاهتمام لتكون إحدى الجهات الرائدة في تطبيق مبادرة دعم الشبكات الموضوعاتية كولد المغرب، ولتشكل شريكا متميزا في إطار التعاون اللامتمركز مع إقليم الأندلس الإسباني، وهو ما تم في إطاره برمجة عدد من المشاريع التنموية المحلية.
وتطرق المدير المركز الجهوي للاستثمار جلول سمسم إلى الاستراتيجية الشاملة للتنمية المحلية على صعيد الجهة مستعرضا أركانها الأربعة المتمثلة في تطوير البنية التحتية، ودعم القطاعات المدرة للدخل، وتنمية الموارد البشرية، وحماية البيئة.
وشدد على الطابع الاستباقي لهذه الاستراتيجية ترقبا للتغيرات الديموغرافية والعمرانية بعد انطلاق عمل المشروع الكبير لميناء طنجة المتوسطي، مشيرا إلى بناء البنية التحتية المرافقة للميناء وبناء مدن جديدة ووضع المخطط المديري للتهيئة الحضرية على صعيد الجهة، وإعادة التفكير في دور ميناء طنجة المدينة الذي من المنتظر أن يصبح ميناء سياحيا.