يعتمد النمو الاقتصادي في المغرب كثيرا على القطاع الفلاحي، فكلما كان الموسم جيدا يفوق النمو 5 أو 6٪، وعلى العكس من ذلك كلما كانت الظروف المناخية سيئة إلا وكان المعدل أدنى من ذلك كما حصل في الموسم الماضي.
وتتوقع الاوساط أن يكون الموسم الجاري جيدا، استنادا إلى المؤسرات الإيجابية التي تزامنت مع انطلاق الأنشطة المرتبطة بالقطا، من جهة، ووفرة الأمطار التي تهاطلت في معظم أنحاء البلاد خلال الأسابيع الماضية، ومن المتوقع انتاج ما لا يقل عن 60 مليون قنطار من الحبوب، إذا تساقطت أمطار الربيع، التي عادة ما تكون حاسمة.
مع ذلك من الحتمي وضع مقاربات جديدة ومتطورة للتعامل مع القطاع الفلاحي التقليدي، للرفع من قدراته، وادماجه في مسار التنمية القروية، على اعتبار التداخل الشديد والارتباط العضوي بين المسارين.
ومن المقاربات التي وضعت مؤخرا في هذا السياق تشجيع الزراعات البديلة، وتشكل زراعة شجرة الزيتون والخروب والأشجار المثمرة والزراعات الطبية مثلا، من الزراعات الواعدة لتنمية الاستثمار الزراعي في العالم القروي، على الرغم من أن انخراط الفلاحين الصغار في هذا الاتجاه، يتطلب موارد مستقرة ودراسات وإرشادات، من جانب القرض الفلاحي ومكاتب الاستثمار الفلاحي والسلطات المختصة.
ويتطلب نجاح البرنامج المعتمد، المقترح السنة الماضية، القيام بحملة مكثفة لتوعية الفلاحين بآفاق المشاريع، وتأثيرها الإيجابي الكبير على الإنتاجية والمردودية، عكس الاعتماد الكلي على الحبوب.