من المنتظر أن يعطي مشروع ميناء طنجة ـ المتوسط, والمرافق التي يضمها، والتجهيزات المندمجة مع المنشأة، طابعا نوعيا لموقع المغرب في الفضاء الاورو متوسطي، على العموم, ونقلة للتنمية والاستثمار في المناطق الشمالية، وتحديدا في جهة طنجة ـ تطوان.
وتشهد الجهة، إضافة إلى الميناء المرتقب أن يكون جاهزا في أفق 2007, مشاريع استراتيجية، تؤهلها حسب المتتبعين لتكون ثاني أكبر جهة في البلاد مستقطبة للاستثمارات، وموفرة لفرص الشغل .
في المجال الصناعي تتوفر المنطقة على أكثر من 70 مؤسسة انتاجية، توفر أزيد من 200 ألف منصب شغل في مختلف القطاعات ما عدا القطاع الفلاحي.
وتمثل الوحدات الصناعية في الجهة 9 % من مجموع الوحدات على الصعيد الوطني
وحسب مدير المركز الجهوي للاستثمار بطنجة ـ تطوان بدأت الجهة تشهد اهتماما كبيرا بالبنيات التحتية، مما أهلها لاستقطاب العديد من المشاريع الاستثمارية الخاصة من طرف رجال الاعمال المغاربة والاجانب على السواء، واعتبر أن المنطقة التي تشهد نسبة تمدن ونمو مرتفعة يجب أن تكون لها قوة اقتصادية مهمة، مستنتجا أن هذه القاعدة هي التي ألحت على إقامة العديد من المشاريع الكبرى في المنطقة، وفي صدارتها تشييد ميناء طنجة ـ المتوسط والطريق السيار، والمناطق السياحية المدرجة في إطار المخطط الأزرق كما هو الحال في منطقة الغندوري.
وتقدم المؤهلات المتاحة والمتوقعة للمستثمرين، الوطنيين والأجانب، الفرص السانحة لإنجاز مشاريعهم, في جميع المجالات وفي أحسن الظروف.
ويساهم المركز الجهوي للاستثمار في التعريف بالمؤهلات التي تزخر بها الجهة، من خلال عدة وسائل تواصلية، من بينها شبكة الأنترنت ومجموعة من الكتيبات إضافة إلى المشاركة في عدة تظاهرات اقتصادية.
وتستغل المؤسسة في فترة الصيف حلول أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج بوطنهم، لبسط الآليات الجديدة للاستثمار التي تساعدهم على إنجاز مشاريعهم، من خلال تأطيرهم وتعريفهم بفرص ومساطر الاستثمار، وبالمزايا التي يخولها لهم نظام الاستثمار خاصة مع نظام جبائي ملائم يحفز على استقطاب رؤوس الأموال ويساعد المركز أيضا رجال الأعمال من خلال تقديم استشارات لهم حول نوعية الاستثمارات التي يرغبون في القيام بها، ويعمل على حل الإشكاليات التي قد تصادفهم في طريق إنجاز معاملاتهم، سيما مع الصعوبات التي كانت مطروحة في السابق وكانت المشاريع تتطلب أسابيع كثيرة، أضحت اليوم تنجز في غضون يومين أو ثلاثة أيام، حسب شهادات مؤسسات دولية من بينها البنك العالمي.
ويذكر أن المركز الجهوي للاستثمار لطنجة تطوان أفاد مؤخرا بأن 816 مقاولة أحدثت في الجهة خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الماضية، أي بارتفاع بلغ 416 % مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة السابقة.
وبخصوص توزيع المقاولات حسب القطاعات أفاد المركز أن قطاع الخدمات يأتي في المرتبة الأولى بنسبة 40,88 % متبوعا بالتجارة 23 % والصناعة 22 % .
وفي ما يتعلق بطلبات إحداث مقاولات سلم شباك المساعدة في الفترة من يناير إلى أكتوبر 1459 شهادة سلبية مسجلا ارتفاعا بـ 138,8 % مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2004 .
من جهة أخرى عالج شباك مساعدة المستثمرين خلال الفترة نفسها 181 ملفا بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ 4,672 مليار درهم, ومن بين مجموع الملفات المعالجة, حظيت 26,47 % منها بموافقة اللجنة الجهوية للاستثمار .
وتتطلع طنجة الى استعادة مكانتها وتعزيزها في المجال السياحي, وتراهن على أن تبلغ الطاقة الإيوائية ما بين 15 و 20 ألف سرير، لتدارك العجز، إذ أن الطاقة الاستيعابية على مستوى البنية الفندقية محصورة حاليا في 5000 سرير .
وفي ما يتعلق بالجانب البيئي تحتل الفضاءات الخضراء مكانة متميزة في العملية واسعة النطاق, الهادفة خلق فضاءات خضراء جديدة، ومن المنتظر الشروع في حماية الفضاءات الموجودة وعمليات التشجير في إطار تأهيل المجال الحضري، على أساس أن هذا التأهيل الحضري ستجري مواكبته بدقة أثناء تنفيذ مساطر التعمير، وكل مخالفة لمقتضيات رخص البناء سيجري زجرها .
وأعد قرار يتعلق بالمشروع السياحي الكبير لتسهيل عملية ولوج العموم إلى الواجهة البحرية.