تعترف وزارة الإسكان بوجود ثلاث صعوبات تحد من فعالية البرنامج السكني "مدن بدون صفيح" وتسجل رسميا أن وتيرة انتاج وحدات الاستقبال تعد أسرع من وتيرة ترحيل السكان المعنيين إلى الوحدات المنجزة، فيما تتمثل الاشكالية الثانية في المرافق والخدمات العمومية الضروري إ
في حين تتعلق الاشكالية التي تبدو أكثر تعقيدا بكون نسبة تتراوح مابية 10 إلى 15 أو 20 % من الأسر المعنية عاجزة عن تعبئة ادخارها لامتلاك مساكن، وتفيد الأرقام أن 25 ألف وحدة أنجزت خلال السنة الماضية 2005، في اطار البرنامج الوطني للسكن الاقتصادي و"مدن بدون صفيح"، وسلمت المفاتيح إلى المستفيدين.
ولكن والحصيلة كما يصفها مراقبون لا ترقى إلى مستوى الطموح، بالنظر إلى الأعداد الهائلة من المواطنين الذين ينتظرون الاسكان في هذا الاطار تشير معطيات الوزارة المختصة إلى أن الحصيلة تمثلت، في ما يتعلق ببرنامج مدن بدون صفيح، بهدم أزيد من 25500 براكة، وأعيد إسكان المعنيين، مضيفة أن 17 ألف وحدة جاهزة للاستقبال، ومن المتوقع أن تستقبل السكان خلال السنة الحالية، بما في ذلك في بعض المدن الجديدة مثل تمنصورت التي تقع على بعد 15 كيلومترا شمال شرق مراكش، ويمكنها أن تؤوي 300ألف نسمة، في وقت تنجز مدينة تامسنا خارج الرباط عام 2007، ومدن أخرى خلال السنوات التالية خارج المدن الكبرى مثل الدار البيضاء وأكادير والمناطق الشمالية
وتراهن السلطات العمومية على القضاء على الظاهرة في أفق 2010، كأقصى تقدير
غير أن محللين يرون أن هذا البرنامج الطموح يتطلب تسوية المشاكل العالقة وتجاوز الاكراهات, ومنها ما يخص الجانب التنظيمي، وتحديدا بطء دراسة مشروع القانون رقم 04 ـ 04 المتعلق بالاسكان والتعمير، الذي قال الوزير المكلف بالإسكان ذاته إنه من المستبعد أن يكون جاهزا قبل سنتين، مما يقتضي إصدار قانون يغطي المرحلة الانتقالية الفاصلة التي تقتضيها عملية إصدار والمصادقة على المدونة الجديدة الخاصة بالتعمير
ومن الاكراهات ما يخص الجانب التمويلي، على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة للتقليل من التكاليف، و"التشجيعات" التي تقدمها للمنعشين العقاريين الخواص للزيادة في الانتاج السكني الاجتماعي.
ويقدر الخصاص، وفق وثائق الوزارة بما لا يقل عن 700 ألف وحدة، ما يقتضي إنجاز 100 ألف وحدة على الأقل في السنة، الهدف الذي رسمته الحكومة في السنوات المقبلة
ومن بين الحلول المقترحة لمواجهة الاختلال بين وتيرة الانتاج ووتيرة اسكان المواطنين المستهدفين, ايجاد تناغم بين الوتيرتين، وأيضا دراسة المسألة حالة بحالة، ووضع نظام لتحديد الفقراء العاجزين عن الأداء ومن غير المستبعد اللجوء إلى التمويل الدولي.
يذكر أن برنامج "مدن بدون أحياء صفيح" يهم 212 أسرة تقطن 1000 منزل صفيحي، موزعة على 70 مدينة من بينها 15 مدينة تضم حوالي 70 % من سكان دور الصفيح الدار البيضاء وضواحيها، ومحور الرباط ـ سلا ـ تمارة وأكادير بالخصوص.
ويتوزع البرنامج الذي ينجز بغلاف مالي قدره 17,1 مليار درهم من ضمنها 5,4 ملايير كدعم من الدولة، على نوعين من المشاريع : مشاريع جرى التعاقد بشأنها وأخرى يتعين برمجتها، وتهم المشاريع المتعاقد بشأنها العمليات التي تتلقى دعما من الدولة، كان تنفيذها موضع اتفاقيات بين وزارة السكنى والتعمير والمؤسسات الخاضعة لوصايتها العمران والمؤسسات الجهوية للتجهيز والبناء والمنعشون التابعون لصندوق الايداع والتدبير.
وتستفيد من هذه العمليات حوالي 68 ألفا و290 أسرة، أما العمليات الجديدة فتهم حوالى 144 ألفا و30 أسرة، ويهم البرنامج المحدد هذه 193 ألف و356 أسرة
وأبرمت 8 عقود الرباط وسلا ومكناس والقنيطرة والمحمدية والشلالات وفاس وبني خلف خلال الفترة ما بين يوليوز وأكتوبر 2004.
وتضم مدن الرباط وسلا ومكناس والقنيطرة لوحدها 33 ألف و485 أسرة تعيش في مدن الصفيح أكثر من 70 % منها تندرج في إطار العمليات المتعاقد بشأنها وتوجد في طور الانجاز.