أكسون موبيل تعلق آمالا كبيرة على قطر

دولة صغيرة من أكبر منتجي الطاقة في العالم

الأحد 29 يناير 2006 - 14:02

يتذكر واين هارمز المسؤول التنفيذي في شركة اكسون موبيل الذي أرسل إلى قطر قبل خمس سنوات رد فعله الأول عندما علم بالمهمة إذ قال مستنكرا "أين" فلم يكن أحد يعرف الكثير عن هذه الدولة الصغيرة وحذره دليل محلي للمسافرين من أنها أكثر الأماكن في الشرق الأوسط بعثا عل


واليوم انطلقت قطر لتصبح من بين أكبر منتجي الطاقة في العالم ومازالت الدولة تجاهد لاجتذاب السياح لكنها اجتذبت صيدا أكبر هو شركات النفط الكبرى.

وتضم قطر ثالث أكبر احتياطيات للغاز في العالم بعد روسيا وإيران وظهرت باعتبارها ساحة جديدة لمساعي شركات النفط الكبرى لزيادة احتياطياتها وتعويض تراجع الإنتاج في مناطق أخرى.

وشركات مثل رويال داتش شل وكونوكو فيليبس وتوتال الفرنسية من بين الأسماء الكبيرة التي استثمرت في قطر لكن الشركة ذات الحصة الأكبر هي إكسون موبيل أكبر شركة نفط مساهمة في العالم.

ولا تشكل قطر فقط العمود الفقري لطموحات إكسون موبيل المتعلقة بالغاز الطبيعي بل ستكون المحرك الرئيسي لنمو الإنتاج الإجمالي في الأعوام المقبلة للشركة التي يقع مقرها في ارفينج بولاية تكساس.

وقال هارمز الذي يشرف على عمليات اكسون في قطر في حديث "هذا البلد من المرجح أن يصبح من أكبر ثلاث او اكبر خمس دول نستثمر فيها المال بحلول نهاية هذا العقد
" وأضاف "أمامه فرص نمو كبيرة".

واستثمرت اكسون بالفعل من خلال حصصها في مشروعين كبيرين هما قطر غاز وراس غاز مليارات الدولارات على تطوير احتياطيات الغاز الطبيعي القطرية وتحويلها لغاز طبيعي مسال عن طريق التبريد الشديد لشحنه إلى أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.

وتعتزم إنفاق مليارات أخرى خلال الأعوام القليلة المقبلة على مبادرات أخرى منها مجمع للبتروكيماويات ومشروع بتكلفة سبعة مليارات دولار لتطوير وقود ديزل أقل تلويثا للبيئة.

ورغم أن المشروعات القطرية تسهم بدرجة كبيرة في تشكيل مستقبل اكسون يقول منتقدون أن نفوذها الواسع سيؤدي إلى هيمنة الشركة على العديد من مناحي الحياة في البلاد.

ويمتد نفوذ اكسون إلى أعماق بعيدة في الدولة التي تتسارع معدلات نموها حيث ترعى الشركة بطولات تنس وسباقات خيل وتشجع مبادرات لتطوير المجتمع.

وقال مسؤول نفطي غربي بارز طلب عدم نشر اسمه "عندما تكون بهذه القوة والنفوذ قد يكون ذلك سلاحا ذا حدين فهو يثير بعض الإحباط لأن الناس تعتقد أنك أقوى من المطلوب
" ويرفض هارمز هذه المخاوف قائلا إن اكسون سعيدة بعلاقاتها مع قطر .

وحسب اسلوب اكسون المعتاد في الإبقاء على ظهور محدود لا يحمل مقر الشركة في الدوحة حتى لافتة كبيرة تحمل اسمها.

وبصرف النظر عن ذلك فإن نفوذ قطر على عمليات اكسون كبير بالفعل حتى قبل سنوات من بلوغ ذروة الإنتاج.

وفي عام 2004 كانت قطر مصدر كل الاحتياطيات تقريبا التي عوضت بها الشركة ما أنتجته في ذلك العام.

وهو بيان يرقبه المحللون عن كثب كمؤشر على الآفاق طويلة الأجل لشركات النفط
وقال هارمز إنه من المتوقع أن يستمر تأثير قطر الكبير على معدل استبدال احتياطيات اكسون على مدى العامين المقبلين مع بدء تشغيل خطوط إنتاج جديدة من مشروع الغاز الطبيعي المسال.

وأضاف "نحن في مرحلة الآن في الشركة تمثل فيها قطر حصة كبيرة في العام الماضي كانت نسبة تعويض الاحتياطيات كبيرة للغاية وسيستمر هذا الحال على الأرجح لفترة لاننا ننفق الكثير من المال ونقيم العديد من المشروعات هنا".

وبحلول نهاية هذا العقد ستمثل قطر 30٪ من إنتاج اكسون من الغاز الطبيعي وهي نسبة كبيرة في شركة هي بالفعل أكبر شركة غير حكومية في العالم تنتج الغاز الطبيعي.

ولم تظهر قطر بهذه القوة على خريطة عمل اكسون فقط بسبب ثروتها الكبيرة من الطاقة
فيقول هارمز انها نأت بنفسها عن نظرائها من دول الشرق الأوسط مثل السعودية بالسعي بهمة للبحث عن استثمارات من شركات نفط غربية.

كما أنها تحظى بموقع استراتيجي وتشهد استقرارا سياسيا وتضمن الالتزام الكامل بالعقود وأضاف "أذكر لي الدول التي تتمتع بهذه الشروط الثلاثة وستجد القائمة قصيرة للغاية ".

وأهم عنصر جذب لقطر هو خلوها من المفاجات خاصة في وقت تشعر فيه أوروبا بالقلق من نزاع على الغاز في الفترة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا هدد صادرات الغاز الطبيعي في المنطقة.

ومع ذلك لا يمكن اعتبار إقامة أعمال في قطر أمر يخلو من المخاطرة فأسعار الغاز الطبيعي بلغت ارتفاعات قياسية الآن مع ارتفاع الطلب وتراجع العرض في أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة.

ويقول هارمز إن انخفاض الأسعار قد يجعل صادرات الغاز الطبيعي المسال من قطر غير مجدية اقتصاديا فتكاليف الشحن وحدها تمثل أكثر من نصف تكلفة الغاز الطبيعي المرسل للولايات المتحدة.

كما أن هناك مشكلة الأمن على الرغم من أن قطر حتى الآن لم تتعرض لهجمات كبيرة مثل غيرها من دول الشرق الأوسط.




تابعونا على فيسبوك