تجتمع غدا في فيينا

أوبك قد تتجاهل دعوات إيران وتبقي على سقف الانتاج

الأحد 29 يناير 2006 - 15:41
أدموند داوكورو رئيس منظمة أوبك

يتوقع ان تقرر منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في اجتماعها يوم غد الثلاثاء الإبقاء على سقف إنتاجها النفطي في مواجهة ارتفاع الأسعار، وتجاهل دعوات إيران.

ويأتي انعقاد اجتماع أوبك قبل يومين فقط من اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر عقده أيضا في فيينا والذي قد يتخذ خلاله قرار بإحالة الملف الإيراني على مجلس الأمن الدولي .

وبدون التهديد مباشرة بسلاح النفط، دعت إيران، رابع منتج عالمي والعضو المؤثر في أوبك، أكثر من مرة إلى خفض إنتاج المنظمة بمقدار مليون برميل يوميا عن السقف الحالي للإنتاج المحدد بـ 28 مليون برميل يوميا.

وحذرت إيران من خطر حدوث "أزمة في قطاع النفط ولا سيما من ارتفاع الأسعار"إذا ما تعرضت لعقوبات دولية ممارسة بذلك ضغوطا على الدول الغربية التي تعد الكثير منها من زبائنها.

إلا أن محللين يشيرون إلى أن إيران معرضة رغم كل شىء لمواجهة عزلة داخل أوبك نظرا للمستوى الذي بلغته الأسعار هذا الأسبوع.

فقد أبدى العديد من المسؤولين بدءا بوزير البترول السعودي علي النعيمي رفضهم لخفض الإنتاج.

وقال النعيمي هذا الأسبوع "إذا لم يطرأ تغيير كبير على السوق من الآن وحتى انعقاد المؤتمر، لن يكون هناك على الأرجح سبب حقيقي لإجراء أي تغيير كان".

وألمح الوزير أيضا إلى أن بلاده، الوحيدة التي تملك قدرات إنتاج ضخمة غير مستخدمة، على استعداد لزيادة إنتاجها إذا اقتضى الأمر .

واعتبرت الأسواق أن هذه التصريحات تبعث على الاطمئنان وعلى الإثر سجلت أسعار النفط انخفاضا طفيفا بعد مستوى 69 دولار للبرميل الذي سجلته مطلع الأسبوع والذي اقترب كثيرا من سعر 85,70 التاريخي الذي بلغته في نهاية غشت الماضي في نيويورك
ورغم كل شيء فإن الأسعار مع 66 دولارا للبرميل الخميس لا تزال تعتبر مرتفعة جدا وهي تعود بأرباح ضخمة على الدول المنتجة.

واعتبر بيار ترزيان مدير نشرة "بتروستراتيجي"المتخصصة أن "الإيرانيين أطلقوا هذه التصريحات لأسباب سياسية لكنني أعتقد أنهم أعضاء أوبك لن يقرروا سوى الالتقاء مجددا بعد فترة قصيرة او عندما يتطلب الأمر وما لم تحدث مفاجأة لا أعتقد أنهم سيقومون بأي تحرك".

وأكد ترزيان "أنهم يعتقدون أن الأسعار جيدة وأن السوق لا تعاني من نقص في الإمدادات ثم يتفقون على الالتقاء مجددا على الأرجح قبل الفصل الثاني"من العام وهي الفترة التي يتراجع فيها عادة الطلب على النفط بسبب انتهاء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، المنطقة الأكثر استهلاكا للوقود.

واعتبر أنه حتى فنزويلا، التي تعتبر أيضا من "الصقور"أي من انصار السعر المرتفع لن تستجيب للطلب الإيراني.

وقال "حتى لو فرض ووافقت، فإن ذلك لن يكون كافيا إذ أن المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات لا تريد حاليا خفض الإنتاج".

واعتبر رئيس منظمة اوبك النيجيري ادموند دوكورو أن من غير الضروري طرح كميات أكبر من النفط في السوق معتبرا أنها "مزودة بكميات جيدة".

ويرى بروس ايفرز المحلل في مؤسسة انفستيك في لندن أنه "مع سعر يدور حول 65 دولارا سيكون من غير المسؤول خفض الإنتاج مع استمرار زيادة الطلب".

وما يزيد من أهمية ذلك استمرار اضطراب عملية الإنتاج في نيجيريا، أول منتج إفريقي، بسبب هجمات المتمردين على المنشآت البترولية.

علاوة على ذلك فان زيادة الطلب على النفط عام 2006 لا تزال غير مؤكدة ومن المقرر عقد الاجتماع التالي لمنظمة اوبك في الثامن من مارس المقبل.


رئيس أوبك

المنظمة قد لا تتدخل إذا قطعت إيران الإمدادات دافوس سويسرارويترز ـ قال ادموند داوكورو رئيس منظمة أوبك إن المنظمة قد لا تتدخل للمساعدة في احتواء أسعار النفط إذا قررت إيران وقف إنتاجها.

وقال داوكورو "إذا قررت إيران من تلقاء نفسها وقف الإنتاج أو أرغمت على وقف الإنتاج بسبب عقوبات فلا أعتقد ان على أوبك بالضرورة ان تلعب دورا في ذلك
"وأضاف "على كل دولة عضو ان تحدد رأيها".

وفي الوقت الذي تبلغ فيه أسعار النفط نحو 67 دولارا للبرميل يخشى المتعاملون أن تؤدي المواجهة بين الغرب وإيران حول البرنامج النووي الإيراني الى تعطل الإمدادات الإيرانية.

وقال محمد سنوسي باركيندو الأمين العام المساعد لأوبك أن المنظمة مستعدة لتخفيف أي نقص في الإمدادات مثلما فعلت في العام الماضي عندما تسبب الإعصار كاترينا في تعطيل جانب كبير من الإنتاج الأميركي لكن داوكورو لا يرى دورا لأوبك في السياسة.


وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول المستهلكة هذا الأسبوع أنها قد تطلب السحب من احتياطيات الطواريء لدى الدول الاعضاء اذا انخفضت الإمدادات الإيرانية
وقال داوكورو "إن موقف وكالة الطاقة الدولية ممتاز ومفهوم .

لكن ليس بوسعي أن أقول شيئا مماثلا عن أوبك "وكانت السعودية التي تملك أكبر قدر من الطاقة الاحتياطية لدى أوبك قالت إنها مستعدة لسد أي انخفاض في المعروض من إيران أو نيجيريا .

وقال داوكورو إن خفض الإمدادات النيجيرية بعد احتجاز رهائن في منطقة دلتا النيجر مسألة لن تطول.

وأضاف "الانخفاض للأجل القريب جدا جدا ولا علاقة له بالأجل الطويل لذلك أعتقد أن السوق متوترة لكن لا داعي فعلا لأي قلق بشأن نيجيريا "وقال إنه لا يعتقد أن الأسعار سترتفع بصورة حادة وأضاف "لا أتوقع أن أرى ارتفاعا خارقا قريبا ".

وفي باريس نقلت صحيفة لا تريبيون الفرنسية عن داوكورو قوله في مقابلة ان من المرجح أن تكون أسعار النفط في حدود 58 دولارا للبرميل في عام 2006 أو بين 50 و60 دولارا للبرميل .

ونقلت عنه الصحيفة قوله "يوجد نقص في طاقة التكرير في العالم وحتى إذا قررت بناء مصاف اليوم فلن تدخل الخدمة قبل أربع أو خمس سنوات".


المنتج العالمي الرابع
إيران عامل مؤثر في سوق النفط

مع أن الإنتاج النفطي لإيران، التي قد يحال ملفها النووي قريبا على مجلس الأمن, انخفض عن السابق إلا أنها ما زالت تعتبر عاملا مؤثرا في الساحة العالمية للذهب الأسود ولا سيما في سوق تقترب طاقتها من حدودها القصوى.

وإيران، المنتج العالمي الرابع والعضو البارز في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك مع احتلالها المرتبة الثانية بعد السعودية مباشرة، تمتلك احتياطيا مثبتا يقدر بحوالي 8,125 مليار برميل اي نحو 10٪ من إجمالي الاحتياطي العالمي.

كما تمتلك 15٪ من الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي وقد بلغ إنتاج إيران النفطي عام 2005 نحو 2,4 ملايين برميل يوميا الاستهلاك العالمي يصل حاليا الى نحو 84 مليون برميل يوميا أي بارتفاع طفيف عن حصتها الحالية في اوبك 11,4 ملايين برميل يوميا وفقا لوكالة "اينرجي اينفورميشن ادمينستريشن"الحكومية الاميركية.

وهي تصدر 7,2 مليون برميل يوميا الى اليابان والصين وكوريا الجنوبية وتايوان وأوروبا
ويشهد الاستهلاك الداخلي 5,1 ملايين برميل يوميازيادة متسارعة مع ارتفاع عدد السكان والنمو الاقتصادي للبلاد المستفيدين من الدعم القوي الذي تقدمه الدولة للوقود
وفي السبعينات بلغ الإنتاج الإيراني 6 ملايين برميل يوميا.

ويرى الخبراء انه يمكن أن يرتفع مجددا وهو ما ترغب فيه الحكومة شرط ان يترافق ذلك مع زيادة الاستثمارات ولا سيما الأجنبية.




تابعونا على فيسبوك