اعتبر وزير المالية والخوصصة فتح الله ولعلو قانون المالية ميزانية تطوعية ومسؤولة تمكن القطاعين العام والخاص من استكمال مسلسل التحديث والمردودية لتجسيد مشاريع التجهيزات الكبرى التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس .
واستعرض الوزير خلال تنشيطه للقاء ـ مناقشة نظمته مساء الخميس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب حول موضوع "الوضع الاقتصادي والمالي بالمغرب، آفاق للتنمية سنة 2006 على ضوء إجراءات الميزانية"، إيجابيات المؤشرات التي تؤطر ميزانية 2006، مشيرا على الخصوص إلى تقليص الديون الخارجية والداخلية وانخفاض النفقات العمومية بشكل ملحوظ وكتلة الأجور، معتبرا أن هذه العوامل كانت تشكل عائقا في الماضي في وجه العزيمة السياسية لتحقيق تنمية مهيكلة مستدامة.
أكد ولعلو أن ميزانية 2006 التي ترتكز على رؤية مهيكلة تتضمن عدة مشاريع إصلاحية تهدف إلى تزويد المغرب بكل الوسائل المتاحة لتمكينه من استكمال انتقاله التنموي في المجالين البشري والصناعي، معربا عن اعتقاده أن أمل المغرب كبير في الانضمام إلى منتديات البلدان الصناعية.
وأضاف أن هذه الميزانية تتميز على الخصوص بتطهير حسابات المقاولات العمومية التي كانت حتى وقت قريب مهددة بالديون الهيكلية وبشكل مفرط، إذ أصبح بإمكانها من خلال هذه الميزانية الانخراط في تمويل المشاريع التنموية السوسيو اقتصادية التي وضعتها الحكومة، إضافة إلى استفادتها من عدد من الإجراءات منها بالخصوص سلسلة من الإعفاءات الضريبية.
ولاحظ الوزير أن إعداد ميزانية 2006 اتسم بارتفاع الناتج الداخلي الخام بفضل قطاعات منتجة مثل الفوسفاط والسياحة والاتصالات وقطاع البناء مما مكن المغرب من الرفع من عائداته الخارجية المقدرة بحوالي 14 مليار دولار .
واعتبر أن نشاط هذه القطاعات التي تعد دعائم للتنمية لا يمنع من التأكيد على العجز الذي سجله الميزان التجاري نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات التي زاد من حدتها ارتفاع وتيرة الواردات.
وفي معرض حديثه عن الاستثمارات، أكد الوزير أن ميزانية 2006 خصصت 46 مليار درهم للمشاريع السوسيو اقتصادية ذات القيمة المضافة التي بإمكان المقاولات العمومية الاستفادة منها إلى جانب الصناديق التي أنشئت لهذه الغاية.
وأعلن ولعلو في الاتجاه نفسه أن سنة 2006 ستشهد استكمال إصلاح قطاعي الأبناك والتأمين بالموازاة مع إعادة هيكلة "بنك المغرب" الذي أصبح يتمتع باستقلالية تامة دون إغفال مشروع إصلاح يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة المتجددة.