تنظمها مجموعة بحث في القصة

تجربة خوان رولفو في الدارالبيضاء

الأربعاء 22 مارس 2006 - 12:16
تجربة خوان رولفو في الدارالبيضاء

تنظم مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب يومه الخميس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، الحلقة الخامسة من سلسلة "تجارب" .

وسيتم خلال هذا اليوم تسليط الضوء على التجربة القصصية للكاتب المكسيكي خوان رولفو وكذا أفكاره النظرية حول القصة، إلى جانب رصد خصائص تجربته الفنية، والمرجعيات الثقافية والرمزية التي تمتح منها قصصه.

ويأتي هذا الاحتفاء بالكاتب المكسيكي خوان رولفو، بعد أن سبق لمجموعة البحث أن تدارست في الحلقة الأولى تجربة الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس.

وفي الحلقة الثانية تجربة الأمين الخمليشي ثم تجربة إدريس الخوري ومحمد زفزاف
وذكر بلاغ لمجموعة البحث في القصة القصيرة أن برنامج هذا اللقاء يتضمن جلستين : الأولى برئاسة أحمد بوزفور، ويشارك فيها كل من سعيد بنعبد الواحد في موضوع "نظرية القصة عند خوان رولفو"، حسن بوتكى "العنف الأسري في قصص رولفو"، وعبد الإله براكسى "الزمن في مجموعة السهل يحترق".

أما الجلسة الثانية فيترأسها مصطفى جباري بمشاركة محمد الصالحي الذي يقدم قراءة في قصة "فقراء لحد الضياع"، سميرة الكنوسي "الصور المجازية في قصص رولفو"، نرمين بندريس "عن الترجمة العربية لقصص رولفو".

خوان رولفو من مواليد ولاية خاليسكو فى المكسيك، سنة 1918 وهي منطقة حارة، قاسية، شديدة الجفاف، حسب بعض المصادر، التي تؤكد أن المنطقة عانت إلى جانب قسوة الطبيعة من الإهمال الحكومي، حتى أن سكانها تقول المصادر نفسها ـ كما ذكر هو نفسه ذات مرة ـ يضطرون للعمل عشرة أضعاف سكان الولايات الأخرى ليحصلوا فى النهاية على الإنتاج نفسه.

وقد شهدت هذه المنطقة في طفولته أحداثا مأساوية استمرت ثلاث سنوات (1926 ) 1928). فقد خلالها خوان رولفو عائلته، ومما كتبه عن الأثر السيء الذي خلفته هذه الأحداث في نفسه الغضة البريئة قوله : "لقد عشت طفولة بالغة القسوة والصعوبة، إذ تبعثرت أشلاء عائلتي في مكان تم تدميره وسحقه.

لا أجد إلى الآن تفسيراً منطقيا لما حدث، ولا يمكن إلقاء التبعة كلها على الثورة
إنه شيء يضرب بجذوره في الماضى السحيق، شيء قدري، لا يقوم على المنطق
وإلى اليوم لا أستطيع العثور على مبرر واحد لقتل عائلتي بهذا الشكل أو لارتكاب كل هذه السلسلة من الاغتيالات والفظائع دون سبب واضح".

ومنذ سنة 1934 عاش منزويا بعد أن فشل في متابعة دراسته الجامعية، فاشتغل موظفا في مكتب الهجرة.
تخطى خوان رولفو جدران المحلية ليكتسب شهرة عالمية، بمؤلفين اثنين هما مجموعة قصصية عنوانها "السهل المخترق" سنة 1953 ورواية قصيرة عنوانها "بدروبارامو" سنة 1955 تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات، استحق بها مع المجموعة القصصية الوحيدة وعدد من السيناريوهات أن يصبح من أهم كتاب أميركا اللاتينية خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

لكنه فجأة، تضيف المصادر، ترك الكتابة والنشر واستراح بعد أن قام بتمزيق أصول رواية له بعنوان "سلاسل الجبال"، وقد علق على هذا الانزواء بكل بساطة قائلا : "الكاتب مثل أي إنسان عادي عندما يعتقد أن لديه ما يقوله فهو يقوله أو يكتبه وأنا كان لدي ذلك الشيء وقلته ولم يعد لدي إضافة ".

يقول خوان رولفو : "ليس في القصة القصيرة سوى ثلاثة مواضيع أساسية : الموت، الألم و الحب"، وبتعبير محمد زفزاف القصة قد تتحدث عن الابتسامة وهي تعلو فم الأسد، كما تتحدث أيضا عن الثعلب الذي يظهر ويختفي، فيما يرى أحمد بوزفور انها قد تتحدث عن الماء و الزغاريد.

انها بكل بساطة الحياة بكل مضامينها وبحسب رأي النقاد، فإن القصة عموما عمل إبداعي محض يحكمه خيط السرد المتقن وقوة انخراط المبدع في هموم مجتمعه، "إنها مخلوق زئبقي يروغ بين يدي المبدع في صراع مرير حتى يتمكن منه، فإذا تطابقت لغته مع فكرته أمكن القاص أن يجسده في عبارات مقتضبة هي الحد الأعلى في عملية الطرح، على أن تكون النصوص شهيدة عصرها تعالج قضايا لم تفقد الصلاحية لتدب فيها الحياة".

لقد عرفت القصة القصيرة بالمغرب ازدهارا ملحوظا من خلال تزايد عدد كتابها، وتأسيس جمعيات مهتمة مثل "مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب"، التي جعلت من بين أهدافها الأساسية الاهتمام بالقصة القصيرة في المغرب وخارجه، كتابة ونشرا ومتابعة وترجمة، وكذا تشجيع القاصين الجدد، بمن فيهم الطلبة، على إبراز قدراتهم الإبداعية وتطوير وعيهم الفني.

كما عملت "مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب" على دعم مشروعها الأدبي والثقافي بإحداثها لسلسلة "تجارب"، انضافت الى سلسلة الندوات والنشر ثم سلسلة "ترجمات" الشيء الذي يظهر انخراط هذه الجمعية في الانفتاح على كل ما يمكنه أن يسهم في بلورة وتطوير الوعي القصصي بالمغرب.




تابعونا على فيسبوك