سجلت حركة النقل الطرقي بمحطة "أولاد زيان" بالدار البيضاء خلال الأيام الخمسة التي سبقت عيد الأضحى نشاطا مكثفا تمثل في مغادرة وعبور المحطة لحوالي 200 ألف مسافر كما عرفت المحطة تنقل نفس العدد خلال الأيام الخمسة التي تلت عطلة العيد .
وقال سعيد بن ثنان ممثل وزارة النقل بالمحطة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأعداد الغفيرة التي انطلقت من مدينة الدار البيضاء أو عبرتها قبل العيد وبعده في اتجاه مختلف مدن المملكة بواسطة أسطول يقدر بحوالي 3400 حافلة "تم نقلها في ظروف جيدة بالمقارنة مع مناسبات سابقة".
وعزا عادل رضا مدير الاستغلال بمقاولة "رضا" المكلفة بتدبير شؤون المحطة من جهة هذا التحسن في تنظيم الخدمات بالمحطة إلى رغبة السلطات المحلية في إعادة هيكلة وتنظيم هذه المؤسسة العمومية، وكذا إلى تغيير أساليب تدبير هذا الفضاء بعد تعيين مديرية جديدة في إطار عقد للتدبير المفوض مع مجلس المدينة.
وقال "إن التغيير الجديد الذي طال إدارة المحطة قبل أيام بات يسمح بمواجهة المشاكل والاختلالات السابقة وذلك في إطار عمل مشترك جديد بين كافة المتدخلين اتسم بالحزم والجدية".
وذكر في هذا السياق ببعض المشاكل التي كانت عالقة والتي تم حلها أو التي ستجد طريقها إلى الحل من خلال التشاور المثمر بين مختلف الشركاء، مبرزا في نفس الوقت أهمية إرساء دعائم الحوار والنقاش لتدارس وتسوية الإشكاليات ذات الطبيعة التجارية والمهنية على الخصوص مع العمل على إعادة إصلاح مرافق المحطة وصيانتها.
وأشار إلى أن هذه الإصلاحات همت على الخصوص آليات الإرشاد كالسبورات الإلكترونية ومكبرات الصوت وتفعيل الأنظمة التي تقنن عمل الشبابيك مع الحرص على نظافة المحطة وتعزيز دور المراقبة والأمن من أجل ضمان سلامة المسافرين وتوفير شروط الراحة أثناء عبور المحطة .
وأكد أن هذه المعطيات الجديدة التي تدعمها عمالة درب السلطان الفداء باعتبارها شريكا، حيث تقع المحطة تحت نفوذها الترابي، ستنعكس بشكل إيجابي على المهنيين والمنعشين الاقتصاديين من جهة وعلى المسافرين من جهة أخرى .
وأعرب عن اعتقاده أن تنظيم محطة أولاد زيان وإعدادها على النحو الحالي سوف يساهم في النهوض بخدماتها حتى ترقى إلى مصاف المحطات الطرقية الدولية وتعكس بالتالي الوجه الحقيقي للعاصمة الاقتصادية للمملكة .
ومن جهته، عبر عبد الهادي وراش رئيس جمعية الطريق لتجار المحطة عن ارتياحه للمسار الجديد الذي اتخذه تدبير المحطة موضحا أن الجمعية التي انخرطت في سلسلة من الحوارات واللقاءات مع عدد من الشركاء العموميين والخواص منهم مسؤولو عمالة درب السلطان الفداء، لمست من خلال هذه اللقاءات عزم شركاء المحطة على بذل المزيد من الجهود من أجل إعادة هيكلة هذه المؤسسة وإعطائها دفعة قوية للقيام بدورها الاقتصادي والتنموي على وجه أفضل .
وأكد من جهة أخرى، أن رهان تأهيل محطة "أولاد زيان" باتت تفرضه المنافسة الشديدة بفعل تجليات العولمة ومواجهة الفاعلين الاقتصاديين والفرقاء الاجتماعيين لإكراهاتها المتعددة مسجلا في نفس الوقت البوادر الإيجابية التي أفرزها الوضع الجديد للمحطة والعمل على إعدادها لمواجهة المشاكل التنظيمية والتقنية والتجارية التي كانت تعترض سبل تطويرها وترشيد مواردها.