"ستيلانتيس" تفكر في نقل إنتاج طراز C4 من مدريد إلى القنيطرة بحلول 2029

الصحراء المغربية
الإثنين 24 نونبر 2025 - 15:02

لم تعد المنافسة في صناعة السيارات، اليوم، مجرد أرقام إنتاج أو مساحات مصانع. هناك تحوّل استراتيجي في الضفة الجنوبية للمتوسط، وتحديدا في المغرب، الذي أصبح يتحرك بثقة نحو موقع لم يكن يخطر على بال كثيرين، فقد صار ينافس إسبانيا نفسها، وبات ثاني أكبر مصنع للسيارات في أوروبا، وفق ما ورد في صحيفة El Economista، واسعة الانتشار في إسبانيا وأمريكا الجنوبية.

إسبانيا، التي ظلت لعقود تعتبر نفسها "بوابة الصناعة الأوروبية إلى العالم"، تجد الآن أن الضغط يأتي من الجنوب، من بلد يضخ استثمارات، ويخوض سباقا نحو التموقع كمركز صناعي ضخم في صناعة السيارات التقليدية والكهربائية على حد سواء.

قفزة مغربية تربك الحسابات

بينما تراجعت صناعة السيارات في إسبانيا بنسبة 8,4% في النصف الأول من هذا العام، كان المغرب يحقق قفزة لافتة بلغت 36%، بإنتاج يقترب من 350 ألف سيارة في ستة أشهر فقط، بحسب المصدر ذاته.

المغرب لا ينافس فقط، بل يتهيأ لإنهاء العام بإنتاج يقترب من مليون سيارة. وهو رقم ضخم يقترب من نصف إنتاج إسبانيا الحالي (أقل من 2,3 مليون سيارة).
أما في التصدير، فقد أصبح المغرب اليوم خامس أكبر مورّد للاتحاد الأوروبي، خلف تركيا والمملكة المتحدة واليابان والصين. إنجاز لم يكن متوقعا لدولة جنوب المتوسط، لكنه نتيجة مسار استثماري بدأ منذ سنوات.

قصة مصانع صنعت الفرق

النجاح المغربي ليس صدفة. إنه نتيجة بنية صناعية تُبنى خطوة خطوة.
مصنع رونو في طنجة، مساحته 300 هكتار، وأكثر من 6.300 عامل، وسيارة "سانديرو" المصنعة في المغرب الأكثر مبيعا في أوروبا.
في العام الماضي وحده أنتجت "رونو" في المغرب أكثر من 413 ألف سيارة.

مصنع ستيلانتيس في القنيطرة… المفاجأة الكبيرة


المصنع الذي بدأ سنة 2019 بات اليوم قلب خطة المجموعة العالمية في إفريقيا. الصيف الماضي، أعلنت "ستيلانتيس" عن استثمار 1,2 مليار أورو لرفع القدرة الإنتاجية إلى 535 ألف سيارة سنويًا.
هذا التحول جعل المغرب ينتقل من إنتاج 40 ألف سيارة سنة 2010 إلى أكثر من نصف مليون سنة 2024. وبين 2014 و2018، خلقت الصناعة أكثر من 116 ألف وظيفة، مع وجود أكثر من 250 شركة مكوّنات.

إيكوسيستم كامل… وليس مصانع فقط

الرهان المغربي كان واضحا: بناء منظومة تصنيع حقيقية، وليس مجرد مصانع تجميع. لذلك استقرت شركات كبرى لصناعة المكونات، مثل Valeo الفرنسية، وGestamp الإسبانية، وCIE Automotive، وAntolin، و.Teknia
واللمغرب، بحسب المصدر المذكور، لا يريد فقط صناعة السيارات التقليدية. هو الآن يتحرك بقوة نحو سوق المستقبل: السيارات الكهربائية.
في يونيو الماضي، أعلن وزير الصناعة أن المغرب يطمح لإنتاج أكثر من 107 آلاف سيارة كهربائية قبل نهاية 2025، بزيادة 53%.
الرقم ليس بسيطا إذا علمنا أن إسبانيا، حتى أكتوبر، أنتجت 88 ألف سيارة كهربائية فقط.

هل يشكل المغرب تهديدا لإسبانيا؟

السؤال بات مطروحا في مدريد. فالمغرب يجذب استثمارات، ويخفض التكاليف، ويقدم بيئة صناعية تنافسية يعترف بها الجميع.
مصدر في القطاع بإسبانيا لخص الأمر قائلا: "إما أن نرى في المغرب تهديدا… أو نراه فرصة".
فعلى سبيل المثال، ستبدأ "رونو" في مدينة بلد الوليد بإنتاج بطاريات لطرازات تُصنّع أصلا في طنجة.
وهذه إشارة واضحة إلى التكامل بين الضفتين، ولكن أيضا إلى تحول مركز الثقل تدريجيا نحو الجنوب.
ومع ذلك، هناك تخوفات جدية، تقول الصحيفة الإسبانية، "ستيلانتيس" تفكر في نقل إنتاج طراز C4 من مدريد إلى القنيطرة بحلول 2029. الشركة لم تؤكد القرار، لكنها لم تنفه أيضا.




تابعونا على فيسبوك