دور المغرب في التحول الطاقي في صلب نقاشات الدورة 2 لمؤتمر ومعرض التعدين الدولي بمراكش

الصحراء المغربية
الإثنين 24 نونبر 2025 - 14:57

انطلقت، اليوم الاثنين بمراكش، أشغال الدورة الثانية للمؤتمر الدولي للمعادن بالمغرب، بمشاركة أبرز الفاعلين في صناعة التعدين، ومسؤولين حكوميين وممثلي شركات التنقيب والإنتاج ومقاولات المعادن ومزودي الطاقة وخبراء قانونيين وماليين ومستشارين في المجال البيئي والتكوين، من أجل الحوار حول مستقبل المعادن والاستثمار في التعدين، والمعادن الحيوية والتصنيع الأخضر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتسليط الضوء على دور المغرب في التحول الطاقي والتنمية الصناعية المستدامة.

ويسعى مؤتمر "IMC2025"، المنظم إلى غاية 26 نونبر الجاري، تحت شعار "المعادن الإستراتيجية والحيوية: المغرب مركز صناعي وتكنولوجي مفتوح للقيمة المضافة الإقليمية والعالمية"، بمبادرة من فيدرالية الصناعة المعدنية بدعم من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ووزارة الصناعة والتجارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، لجعله ملتقى للمبادرات والفرص لتعزيز العلاقات بين الدول الإفريقية من أجل صناعة معدنية أكثر تنافسية وإدماجا واستدامة، ومنصة عالمية لتبادل الخبرات والتجارب حول قطاع الثروة المعدنية، وإنشاء صناعة تعدين حديثة تستند إلى التقنيات المتقدمة، والاستثمار المسؤول، والتنمية المستدامة.

وفي كلمة ألقتها خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث الاقتصادي، أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المغرب يتموقع كدولة رائدة وكقطب صناعي وتكنولوجي، وملتزم بقوة من أجل صناعة تعدينية ومرنة لإنجاح تحوله الطاقي، مشيرة إلى أن المملكة تتوفر على مجموعة من المؤهلات، ليس فقط من حيث الموارد والاحتياطات، ولكن أيضا من الناحية التنظيمية والمؤسسية والاستدامة لصناعة المعادن، ومنتجات تنافسية منخفضة الكربون وخالية من الكربون.

وأضافت بنعلي، أن المملكة تتمتع أيضا بموقع جغرافي استثنائي بين إفريقيا وأوروبا والحوض الأطلسي وباقي العالم، وتعد أرضا للتلاقي بين التكتلات الجيو- سياسية التي تؤثر اليوم في الخيارات التكنولوجية والبيئية والمجتمعية الكبرى، مشيرة إلى المعادن التي يجري الاشتغال عليها اليوم من خلال استخراجها لمعالجتها وتمويلها تحدد التنافسية المعدنية لكل الدول، وتحدد أيضا التوازن الجيوسياسي والأمن القومي للمناطق الغنية بالمعادن.

وأوضحت بنعلي، أن من الأولويات التي تحرص عليها المملكة المغربية، هي أن تكون المعادن أكثر استدامة، لأن التحدي الذي نواجهه اليوم هو أن نكون قادرين على استخراج واستغلال ونقل واستهلاك هذه الموارد المعدنية بطريقة مستدامة.

وبعد تأكيدها على أهمية تكثيف الجهود من أجل إيجاد حلول للتغيرات المناخية، التي تواجه الدول الإفريقية، شددت ليلى بنعلي على ضرورة إيجاد حلول لتمويل قطات التعدين من أجل النهوض بها ومعالجتها على نحو مستدام، وإدماج إعادة التدوير في عملية استغلال واستخراج المعادن من أجل المحافظة على البيئة.

من جانبه، أكد محمد الشراط، رئيس فيدرالية الصناعة المعدنية، أن تنظيم هذا المؤتمر الدولي، الذي يحمل عنوان "المعادن الإستراتيجية والحيوية: المغرب مركز صناعي وتكنولوجي مفتوح للقيمة المضافة الإقليمية والعالمية"، يأتي لتجسيد رؤية المغرب في تعزيز مكانته العالمية كركيزة للتنمية الإقليمية والدولية في مجالات التعدين والطاقة.

وأوضح الشراط أن التعدين يعد محور اقتصادي أساسي ويضطلع بدور حيوي لبناء مغرب ذو سيادة تنافسية ومستدامة من صناعات السيارات الى صناعات الطيران الى الزراعة الى الطاقات المتجددة، بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا الى أن الموارد المعدنية تظل من بين أهم المحاور الاقتصادية وتعضد موقع المغرب على مستوى الانتقال التكنولوجي والطاقي والجيوسياسي.

وأشار الى المجهودات التي تبدلها الفيدرالية المغربية للصناعة المعدنية، من أجل النهوض بهذا القطاع على المستوى الدولي، مؤكدا أن مهمة الفيدرالية هي النهوض بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية مما يسهم في السيادة الطاقية للملكة المغربية، والاشتغال على مجموعة من المحاور الأساسية لجعل المغرب قطب صناعي وتكنولوجي مفتوح لخلق قيمة مضافة إقليمية وعالمية.

ويهدف المؤتمر إلى إبراز أهمية الصناعة التعدينية في المغرب والمنطقة، عبر تسليط الضوء على الموارد الطبيعية، التي يمكن أن تدعم الانتقال الطاقي، وتعزيز مكانة المغرب كوجهة استثمارية إستراتيجية، بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي، والوصول للأسواق الكبرى، والكفاءات البشرية المتميزة، وتشجيع التعاون بين المستثمرين الحاليين والجهات المحلية والدولية، لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات المثمرة.

ويروم هذا الحدث الاقتصادي، أيضا، التفكير في إستراتيجية تهدف إلى جعل المغرب فاعلا رئيسيا في قطاع التعدين العالمي بفضل التنويع المستدام لموارده المعدنية، وتحديد أفضل الاستراتيجيات لتحسين سلسلة القيمة من خلال المعالجة الميدانية للمواد التعدينية، وتعزيز العلاقة بين قطاع التعدين والطاقة، والتوفيق بين استغلال المعادن وحماية البيئة، وتطوير

أول معرض للاستثمار في مجال التعدين الإفريقي في شمال إفريقيا من أجل التشبيك وتطوير الأعمال.

ويتضمن برنامج هذا المؤتمر جلسات عامة لاستكشاف سلاسل القيمة المستدامة، التأثيرات الجيوسياسية، التعدين المسؤول ودور المعادن الحيوية في التحول الأخضر، إضافة إلى ثماني جلسات منفصلة متخصصة في الهندسة المعدنية، وإدارة مياه المناجم، والممرات اللوجستية، تنمية المواهب، والقيادة النسائية في التعدين.

كما يشتمل برنامج هذه التظاهرة على موائد مستديرة تفاعلية، وورشات عمل، ومعرض تجاري مواز، وبرنامج اجتماعي غني، وزيارات تقنية لمشاريع التعدين في المغرب، ويتعلق الأمر بالمجمع الصناعي لكماسة التابع لمجموعة مناجم، وموقع التعدين بان جرير لمجموعة OCP ، بالإضافة إلى زيارة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية(UM6P)، وهو مركز إفريقي متميز في البحث والابتكار، ويشتهر بشراكاته الدولية المتنوعة وتعليمه الاستباقي.

ولأول مرة، يستضيف المؤتمر حفل توزيع جوائز لتكريم القادة والمبتكرين في القطاع، وتشمل الفئات، أفضل ملصق، مشروع ناشئ، أفضل مشروع ESG، المرأة القيادية في التعدين، شركة التعدين لسنة 2025، مشروع التعدين الرائد، وانجاز مدى الحياة في مجال التعدين.




تابعونا على فيسبوك