عادت التساقطات الثلجية بكثافة إلى عدد من المناطق الجبلية بالمغرب، في ظرفية ينتظرها الفلاحون بشغف كبير لما تحمله من أثر إيجابي على الموسم الفلاحي والفرشة المائية.
فمع كل موجة بيضاء، تتجدد الآمال في تحسن مخزون المياه وارتفاع منسوب السدود، بما يعيد التوازن إلى الدورة الزراعية بعد سنوات من التقلبات المناخية والجفاف.
وكشفت منصة "الما ديالنا"، التابعة لوزارة التجهيز والماء، أن غابة ميشليفن بإقليم إفران اكتست بطبقة كثيفة من البياض، مؤكدا عودة الأجواء الباردة إلى الأطلس المتوسط.
وفي منطقة إملشيل بإقليم ميدلت، عاش السكان بدورهم على وقع تساقطات ثلجية مهمة منحت الأرض غطاء ناعما يعكس خصوصية هذه المناطق الجبلية.
البياض شمل، أيضا، مرتفعات جبال بويبلان التي تزينت بطبقة ثلجية لافتة، فيما شهدت مرتفعات جبل "تِدْغِين" في إقليم الحسيمة المشهد نفسه بعد تساقطات ثلجية كثيفة. أما منطقة إمليل في إقليم الحوز، تضيف المنصة، فغطت الثلوج مرتفعاتها الجبلية وأعطتها منظرا طبيعيا مميزا يعكس جمال الأطلس الكبير في هذه الفترة من السنة.
وفي عمق الأطلس المتوسط، تظهر لوحة طبيعية تزينها الثلوج التي غمرت جبل حيان الواقعة على بعد 32 كيلومترا من مدينة إفران.
وتبعث عودة الثلوج بهذه الكثافة رسائل طمأنينة للفلاحين، وتعيد الأمل في موسم زراعي أفضل، خاصة في ظل الحاجة الملحة لتحسين مخزون المياه الجوفية والسطحية. وبين جمال الطبيعة والمنفعة الفلاحية، يبقى البياض عنوانا شتويا يعيد الحياة إلى الجبال وإلى الأراضي التي تنتظر موسم خيرات مرتقب بأمل كبير.
وشهدت مجموعة من السدود بالمغرب ارتفاعا في مواردها المائية، وذلك بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق. وساهمت هذه الزيادات في تحسين المخزون المائي ورفع نسب الملء بعدد من السدود.
وتزامنت هذه المشاهد البيضاء التي تحمل بشائر الغيث، مع إعطاء وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، الأسبوع الماضي، بالجماعة الترابية أربعاء عياشة بإقليم العرائش، الانطلاقة الرسمية للموسم الفلاحي 2025/2026.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الوزير أن انطلاقة هذا الموسم الفلاحي تأتي بعد موسم فلاحي 2024/ 2025 اتسم، على وجه الخصوص، بعجز مائي ملحوظ، وعدم انتظام التوزيع الجغرافي للتساقطات المطرية، الوضع الذي تفاقم بسبب تعاقب سنوات الجفاف خلال المواسم السبعة الفارطة، بالإضافة لارتفاع تكلفة عوامل الإنتاج.
وبعد أن أعرب عن أمله، بفضل أمطار الخير التي تشهدها المملكة حاليا، في موسم فلاحي واعد ومثمر، جدد الوزير التزام الوزارة باتخاذ كافة التدابير لانطلاقة الموسم في أحسن الظروف وإنجاحه.
وسجل أن الوزارة تهدف إلى بلوغ أزيد من 4 ملايين هكتار من الحبوب والقطاني من خلال دعم القدرة الإنتاجية للفلاحين وتشجيعهم على توسيع المساحات المزروعة وخفض تكلفة الإنتاج عبر إجراءات عدة.
وأمام التحديات، وفي إطار الجهود المبذولة لتنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر 2020 - 2030 أكد الوزير أن الوزارة اتخذت مجموعة من التدابير والإجراءات لإنجاح الموسم الفلاحي الحالي، سيما في ما يخص توفير عوامل الإنتاج (البذور والأسمدة) وتنمية سلاسل الإنتاج وإدارة مياه الري والتأمين الفلاحي والتمويل ومواكبة الفلاحين.