إحالة خمسة متهمين أمام قاضي التحقيق بالجديدة في قضية اغتصاب طفل بموسم مولاي عبد الله

الصحراء المغربية
الجمعة 22 غشت 2025 - 15:01

أحالت عناصر الدرك الملكي بالجديدة، أمس الخميس، خمسة أشخاص في حالة اعتقال على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، على خلفية شبهة هتك عرض طفل قاصر خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله، قبل أن تتم إحالتهم على قاضي التحقيق من أجل مباشرة التحقيق الإعدادي والتفصيلي في هذه النازلة.

وقد قرر قاضي التحقيق، متابعة المشتبه فيهم الخمسة في حالة اعتقال وإيداعهم السجن المحلي بالجديدة، في إطار الاعتقال الاحتياطي، على أن تنطلق أولى جلسات القضية يوم 23 شتنبر المقبل، مع استمرار الأبحاث القضائية لتوقيف باقي المتورطين المحتملين في هذه القضية.

وأكد دفاع الضحية أن الملف يضم متابعين راشدين وقاصرين، وأن التحقيق التفصيلي الجاري سيكشف حقيقة ما جرى، مبرزا في الوقت ذاته أن جميع المشتبه فيهم ينكرون بشكل قاطع التهم المنسوبة إليهم. وقد خضع الطفل القاصر لخبرة طبية شرعية، بأمر من النيابة العامة، كما تم الاستماع إليه بحضور والدته، وسط تأكيدات أن حالته الصحية والنفسية غير مستقرة، ما يستوجب مواكبة نفسية متواصلة، ورعاية اجتماعية متكاملة، إضافة إلى العلاج من آثار الإدمان الذي تعرض له.

من جهتها، نوهت منظمة "ما تقيش ولدي" بتعاطي النيابة العامة بجدية مع الملف، معلنة عزمها الانتصاب كطرف مدني لمؤازرة الضحية وأسرته أمام القضاء، مع التشديد على ضرورة التشدد في العقوبات بحق مرتكبي جرائم الاغتصاب وهتك العرض ضد القاصرين، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا.

وقد دخلت على الخط عدة جمعيات ومنظمات لتنصيب نفسها كطرف مدني في هذه الواقعة ومؤازرة الضحية وأسرته، ومتابعة أطوارها عن قرب، مطالبة بتشديد العقوبات على مرتكبي مثل هذه الجرائم، وتوفير برامج وقاية وتوعية شاملة.

وقد أثارت هذه القضية صدمة مجتمعية وتساؤلات حقوقية، حيث تفجرت خيوطها بداية بمدينة اليوسفية مسقط رأس الطفل القاصر، الذي أفصح عن تعرضه لاغتصاب جماعي بموسم مولاي عبد الله أمغار، وهو ما كشفت عنه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع آسفي عبر لجنتها المحلية باليوسفية، التي وصفت هذه الجريمة في شكايتها بالبشعة، استهدفت طفلا قاصرا لا يتجاوز عمره 13 سنة، خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة يوم الخميس 14 غشت الجاري.

ووفق ما ورد في مراسلة الجمعية، فإن الضحية يتيم الأب ووالدته تعاني مرضا نفسيا مزمنا، ويقطن باليوسفية. وأشارت الجمعية أنه تم إخضاع الضحية لفحص طبي بالمستشفى الإقليمي باليوسفية يوم السبت 16 غشت، قبل أن يحول على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث نقل رفقة والدته بواسطة سيارة إسعاف.

وحسب المعطيات الطبية والنفسية الأولية، دخل الطفل في وضع نفسي جد حرج، وأصبح يعاني من اضطرابات حادة في الكلام والسلوك. واعتبرت الجمعية أن "الاعتداءات الجنسية ضد القاصرين تشكل انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان وجرائم يعاقب عليها القانون، مشددة على أن هذه الأفعال تصنف ضمن أشكال العنف والتعذيب التي تخلف آثارا مدمرة على الضحية وأسرته والمجتمع".

وبناء على التعليمات الصادرة عن النيابة العامة المختصة، تمت إحالة الملف على سرية الدرك الملكي بالجديدة لتعميق البحث وكشف الملابسات، حيث مكن هذا الانتقال من اليوسفية إلى الجديدة المحققين من تجميع خيوط متفرقة، قادت إلى توقيف خمسة أشخاص على مراحل، وإصدار مذكرات بحث في حق آخرين، في وقت تتواصل فيه التحقيقات التفصيلية لتحديد باقي المتورطين والوقوف على جميع الظروف المحيطة بالقضية.
 




تابعونا على فيسبوك