بصور خلابة وشقق أنيقة بإطلالة على البحر، تروج العديد من الإقامات السياحية بسيدي رحال لعرض مثالي على مواقع الحجز ومنصات التواصل الاجتماعي. غير أن الواقع على الأرض يكشف عن مفارقة صادمة: "عطلة الأحلام" تتحول إلى فخ محكم بإطلالة على أكوام الأزبال وروائح كريهة تزكم الأنوف.
في عز الصيف، ومع تدفق آلاف السياح من داخل المغرب وخارجه، تزدحم الإقامات الشاطئية، ويقف الزوار على الحقيقة المرة: ما يُعرض في الصور ليس سوى نصف الحقيقة أو أقل. فالمنظر البانورامي للبحر سرعان ما تفسده أكوام نفايات مكدسة في الشوارع وعلى الأرصفة وحتى على مشارف الشاطئ، تبقى لأيام دون أن تُجمع.
صور مغرية وواقع مزعج
"شاهدنا صور الشقة على الموقع، وكل شيء بدا مثالياً.. لكن فور وصولنا، تفاجأنا بروائح لا تطاق ونفايات أمام المدخل"، تقول سيدة من الدار البيضاء جاءت لقضاء أسبوع مع أطفالها.
ويؤكد مصطافون أن النفايات تظل مركونة لأكثر من أسبوع أحياناً، دون أن تتحرك الشاحنات إلا بشكل متأخر وعشوائي، ودون تنظيف أو تعقيم، مما يترك آثاراً وروائح مقززة تفسد الجو العام.
أسعار مرتفعة وخدمات غائبة
المفارقة الكبرى أن هذه الإقامات تُكترى بأثمنة مرتفعة تصل إلى 1500 درهم لليلة الواحدة، لكن الخدمات لا تعكس بأي شكل هذا السعر، خصوصاً في غياب النظافة والمراقبة.
المشهد اليومي لم يعد يخدع أحداً: عائلات تحاول الاستمتاع بالشمس والبحر، وأطفال يلعبون على مقربة من الأزبال، في مشهد لا يليق بمنطقة تُوصف بأنها وجهة سياحية صاعدة.
مع تكرار هذه الظاهرة صيفاً بعد صيف، تتصاعد أصوات المطالبين بمراقبة جودة الخدمات في الإقامات السياحية، وربط منح التراخيص بتوفر بيئة نظيفة وآمنة. فالسائح، سواء كان مغربياً أو أجنبياً، لم يعد يرضى بأن يُخدع بصور مُمنتجة، ويقضي أيام راحته وسط القاذورات.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل تتحرك الجهات المعنية لإنهاء هذه الفوضى البيئية والسياحية؟ أم أن "الخدعة" ستستمر موسماً بعد موسم، إلى أن تهرب السياحة فعلاً من سيدي رحال؟